-الرابع من أيام نيسان،
الساعة الثانية عشر ظهرًا.«الحَمدلله، الحَمدلله، كنت سأموت لو أصابها مكروه.»
قالتها "حبيبة" لإخوتها.الخوف كان يُسيطر عليهم،
فكرة فُقدان الأم مؤلمة، وضعتُ نفسي مكانهم لو كانت أمي مكانها، كُنت سأجن بالطبع، فأنا لا أتخيل حياتي بدونها هى وأبي.. وحبيبة.كانت جُثة لاِمرأة أخرى لحُسن حظنا، ولكن يبقى السؤال حاضرًا أين هى السيدة ميرڤت؟
اختفت فجأةً، وكأن فُتحت الأرض وابتلعتها!اِبتعد عنا "حسام" لِيتحدث بهاتفه، ووقعت عيناي على "حبيبة" استغفرتُ وحاولتُ السيطرة عليّ وعدم النظر لها.
«عثمان، أتصلتُ بك لِأُذكرك بشيء مُهم.»
قالتها أمي فور بدأ المُكالمة.«تفضلي يا أمي، ما هو الشيء المهم!»
كنتُ قلق، كانت تتحدث بجدية، وأنا أكره الجدية بشدة.«﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ﴾ سورة النور 30 / 64»
نطقت الآية بصوتها الجميل الخاشع، ثم أكملت:
«أنت الآن متواجد مع حبيبة ولذا سيجعلك إبليس تنظر لها وتتمعن بها، كُلما وجدتُ نفسك تنظر لها اِستغفر وأشغل نفسك بأي شيء.»«حسنًا، سأفعل.»
قولتها بنبرة هادئة لا تُظهر أي شيء، أي إن كنت مُمتن أو غاضب، نبرة خالية من التعابير.تذكرتُ مُكالمة أمي الآن، كان معها كامل الحق، سأفقد السيطرة وسأنظر لها، لا أعرف إن كان لِإبليس دخل بنظري لـِ "حبيبة" أم لا!
استغفر الله.«سنذهب الآن لـِ "قسم الشرطة" نُقدم على بلاغ باِختفائها، ثم نعود لمنزلنا لنرتاح قليلًا.»
قالها "حسام" بعدما أغلق هاتفه.وبالفعل قدمنا بلاغ باِختفاء السيدة ميرڤت، وعُدت لمنزلي،
لأجد أبي مازال في عمله، وأمي تُشاهد مُسلسلها المُفضل
"لن أعيش قي جلباب أبي"
جلستُ بجانبها، أضع رأسي على كتفها:
«آهٍ يا أمي، كان يوم مُتعب، من المشفى ل "قسم الشرطة" والطريق طويل بينهم تعلمي.»ربتت على رأسي بحنان:
«الله يجعله في ميزان حسناتك يا بُني.»«أمي اِختفاء السيدة ميرڤت لُغز مُعقد.»
قولتها بإرهاق.«عثمان أشعر بأنك ستصل لميرڤت.»
أدرفت بها وبسمة صغيرة تُزين ثغرها، لأُبادلها البسمة بعِناق، أحب النِساء لِقلبي هى أمي.
وبالمرتبة الثانية "حبيبة"
التي يهواها الفؤاد مِن قبل إدراك معنى الهوى.«هل تظُني بإنها خُطفت؟ أم إنها تركت المنزل؟»
تساءلتُ، كنتُ أُفكر بصوت عالي أكثر من سؤالها.«عثمان، لدي سؤال.»
نظرتُ لها بِإستفهام.«لِمَ لَم تطلب منا أنا وأبيك أن نذهب معك لِنطلب يد حبيبة للزواج؟»
كانت تُراقب ملامحي بقوة وجدية، اِبتلعتُ لُعابي بتوتر، تلعثم لساني:
«الحقيقة هى.. أنني أُود موافقتها قبل أن أذهب وأطلبها للزواج، حسام أخيها صديقي وإن رفضتني ستسوء علاقتنا، أمي أنا أُريد رؤية القبول بعينيها، ولكني.. ولكني لا أرى أي قبول منها إتجاهي.»كنتُ مُرتبك، أنظر ليداي وأنا أتحدث، أعلم بأن كلامي هذا لن يعجب أمي ولا أبي، وقد كان سمعتُ صوت أبي، الذي ظهر من عدم:
«أمم، ولِمَ كُل هذا؟ قول إنك تود الحديث معها بدون علاقة شريعة بينكم، قول إنك ليس رَجُل.»نظرتُ له بخجل، لِيُكمل حديثه:
«الرجال لا تفعل ولا تقُل ما قولته.»كانوا ينظروا لي بغضب، خيب أملهم بي.
دلفتُ غرفتي بخطوات بطيئة، أسترجع أحداث اليوم بأكمله، وحديث أمي وأبي، لا أعرف سبب غضبهم حقًا، ما المشكلة بأن توافق عليّ "حبيبة" قبل أن أتقدم لأهلها؟
هناك مشكلة يا عثمان، لا تتقمص دور الأبله، لأنه لا يُليق بك، أنت تعرف بأن الحب يبدأ بالزواج، والزواج يبدأ من الأهل، وأنت تُريد الموافقة من "حبيبة" قبل أهلها، أن تتحدث معها وتُخبرها بحُبك لتقبل بك، وهذا حرام، وربي حرم اختلاط الرجال والنساء لطالما لا يوجد ضرورة.أعرف بأنك يا "أنا" ترى الكثير يرتبط ويُحب بدون علاقة شرعية، ولكنك تعلم أن الله يُحرم كل هذا، عود لصوابك، لا تكُن أمعة تُسير خلف من حولك وخصوصًا وهم على خطأ.
سأجدك يا ميرڤت، وسأطلب "حبيبة" منكِ للزواج، ولكن ليس الآن، غدًا سأبحث، فالنوم يحتضنني الآن بقوة.
![](https://img.wattpad.com/cover/344377885-288-k658640.jpg)
أنت تقرأ
اختفاء السيدة ميرڤت.✓
Cerita Pendekإن كنت متفرغًا فأقبل وأبحث معنا على السيدة ميرڤت يا عزيزي. - «كُتبت وصُنع الغلاف بواسطتي: ندىٰ حافظ.» 1#: السيدة «24.6.23» 2#: حبيبة «31.7.23» نُشرت في السابع عشر من حريزان ٢٠٢٣م. تمت في الثالث والعشرون من حريزان ٢٠٢٣م.