- هل تزعجك إضاءة الغرفة؟ (طبيب نفسي)
-الغرفة مظلمة، لكن.. لابأس إعتدت عليها بالفعل.(رافاييل)
-حسنا، بماذا تشعر (طبيب نفسي)
-يا طبيب، إن أخبرتك فلن تصدقني....(رافاييل)
-كلا، أعدك أني سأصدق كل كلمة تقولها. (طبيب نفسي)
إنهمرت دموع المريض وأكمل قائلا:
- إني أحتضر يا طبيب... إني أحتضر، أشعر أن رأسي أثقل من المعتاد... كما لو أن هناك عقلا آخر لشخص آخر جُل رأسي.. كلما أردت الوقوف أشعر بالتثاقل و الوهن، كما لو أني أحمل شخصا على ظهري... كلما أردت النوم لا أشعر بالسكينة، ولا بالراحة، كما لو أن هناك روحا أخرى تسكن جسدي.
قد يبدو كلامي غريبا، لا بل عجيبا... لكن هذا بالفعل ما أعاني منه في صمت، وكل هذا...نعم كل هذا بسببها هي . (رافاييل)- قبل شهر -
لقد كان واقفا هناك، ينظر إلى فتاة يظهر أنها تغطي وجهها بيداها النحيفتان، كانت واقفة هناك بشعرها البني الأملس الطويل، وجسدها النحيف متوسط الطول، وبشرتها البيضاء الملائكية .
لكن... هناك خطب ما بها، إنها صامتة للغاية، ساكنة بلا حراك. بينما كان رافاييل ينظر إليها والحيرة بادية على محياه، هل يخطو خطوة الى الأمام أو يكتفي بالنظر فقط.
وهنا كان الصمت سيد المكان، حين بدأت تسحب يداها من وجهها لتظهر ملامحها، عيونها ذات القَزحية الزرقاء، عند النظر اليها تشعر كما لو أنك تنظر الى شواطيء كاليفورنيا ذات اللون الأكواماريني الجذاب، شفتاها حمراوتان كالخمر الأحمر القرمزي باهض الثمن، و أنفها الحاد المرتفع ذو النمش الطفيف.
وفي لحظة رفعت رأسها نحوه، التقت اعينها بأعينه.
تملك رافاييل شيء من التوتر بينما كانت تتسع عيناها شيئا فشيئا، وظلت تنظر اليه نظرة تملؤها اليأس والضعف، كانت أعينها تستغيث...فجأة فتح رافاييل أعينه بكل صعوبة، ويبدو أنه كان مجرد حلم لا أكثر.
نهض الشاب رافاييل البالغ من العمر 20 سنة من سرير نومه في الحرم الجامعي، استدار الى سرير صديقه ماثيو الذي كان شريكا معه في الغرفة لكنه كان فارغا.
- يبدو أنه إستيقظ وبدأ دوامه، لا أصدق أنه لم يوقظني معه. (رافاييل)
إتجه رافاييل إلى الحمام لقضاء حاجته ، وقف مقابلا المرآة وبدأ يغسل وجهه، وعند غلق أعينه تذكر وجهها، وملامحها القريبة الى الكمال.
-يا ترى من هي؟ من هي؟ لم يسبق لي رؤيتها من قبل.(رافاييل)
إرتدى الشاب ملابسه، حاملا كتبه بين يديه.
فتح باب الغرفة، ونظر الى ساعة يده.
- لا، لقد تأخرت فعلا!
باشر رافاييل الركض في أروقة الكليه للوصول الى صفه.
ولج القسم، واضعا يده خلف رأسه وأخذ يبتسم إبتسامة أسفٍ قائلا:
- صباح الخير معلمة ماري، يبدو أنكِ مشرقة اليوم....قاطعته المعلمة قائلة:
- حسنا، حسنا من دون أي مقدمات، ماهو سبب تأخرك هذه المرة؟- لا شيء مجرد كابوس لا أكثر.... تعلمين نحن الشبان يراودنا الكثير من الكوابيس خلال نومنا.
ضحكت المعلمة ضحكة خفيفة. وقالت:
- حسنا إذن سأسامحك هذه المرة._بعد مرور ساعة ونصف_
- لقد انتهى الدرس ياطلاب، وقت الانصراف.(المعلمة ماري)
وفي هذه الأثناء التقى رافاييل بماثيو.- أوه صباح الخير رافاييل! (ماثيو)
- مرحبا ماثيو.... ألا تريد إخباري بأمرٍ ما. (رافاييل)
- ماذا تقصد؟ (ماثيو)
- كاعذارٍ مثلا! لسبب عدم اقاظك لي صباح اليوم! (رافاييل)
- كلا ليس الأمر كما تعتقد، في الواقع لقد كنت سأوقظك لكنك كنت تتعرق و تتألم بعض الشيء، فخِلت أنك مريض، لذلك لم أوقظك. (ماثيو)
- ماذا؟ بجدية لم أكن أتألم.(رافاييل)
- بلى، كنت تتنفس بسرعة، وتطلق صوت أنين خفيف (ماثيو)
صمت رافاييل ولم ينطق بكلمة، حتى أكمل ماثيو قائلا:
- تبدو لي غريبا يا صاح، هل ضايقك شخص ما؟- لالا أبدا، أنا فقط شارد قليلا اليوم. (رافاييل)