الساحرة و التنين الهجين.

24- غيرة.

الحب بلا غيرة كالخبز بلا خميرة

{..... بسم الله......}

خرجت نويل بادفاع وسرعة من الغرفة وخلفها داميان الذي كان يهرول من خطواتها السريعة، وقبل ان تصل رواق القصر الهادئ جذبتها يد من احد القاعات الفسيحة هناك، ولم تجد نفسها الا وهي جالسة في احد الارائك الفخمة وجوارها امبر التي استمسكت بدراعها بشدة وعلى يسارها داميان الذي جلس متفحصا المكان بنظراته المستكشفة..

وقالت امبر بابتسامة واسعة وهي تغمز لنويل بالخفاء:
_لا بأس ان حضرت صديقتي الاجتماع يا حضرة الكاهن.

رد عليها الكاهن الذي بدت على تعابير وجهه الحيرة وكأنه لايعرف ماذا يفعل في ذلك المكان من الاساس:
_لا بأس يا سيدة امبر.

ضيقت نويل فيها النظر علها تستشف ما تخطط له، اشاحت امبر بوجهها بعيدا متجنبة عينيها النافذتين وقالت ضاحكة بحماقة:
_العمل مع السيد ثيودور مثير حقا... اقصد مهم جدا صحيح يا حضرة الكاهن.

سايرها الكاهن وهو يبتسم تلك الابتسامة العارفة بكل شيء وقال:
_نحن نسدعيه ليقدم لنا الرسائل والطلبات القادمة من قرية البشر ولا شيء آخر.

لطالما كان من المعروف عبر الزمن ان البشر يستعينون بالسحرة لقضاء الاغراض المستعصية عليهم وذلك عن طريق تدوينها في برقيات وارسالها مع مرسول خاص،
وتحقق مملكة السحر وكهنتها كل تلك الطلبات بالاستعانة بالسحر بشرط واحد هو ان يتوافق مع تلك الحوائج مقاصدها الخيرة والنافعة غير ذلك فهي لاتقبل، لكن ظلت اشاعات تدور بان هناك من السحرة من يلبي الاماني الشريرة لبعض البشر مقابل الاموال الطائلة والمجوهرات الباهضة.

_نعم السيد ثيودور مخلص جدا في عمله.

قالت امبر بنفس الضحكة الغبية وهي تتفقد باب القاعة بلهفة وثوان و وصل انتظارها نهايته ودخل عليهم ثيودور ببطوله الفارع المهيب، لم يبدوا مهتما من النظرات أمبر الحالمة لكنه ركز عيونه الزرقاء اللامعة على داميان وبدا مهتما به اكثر..

قفزت امبر متعلقة بدراعه وقالت بفرح غامر وهي تسوقه للجلوس على جانبها الاخر:
_تفضل ياسيد ثيودور .

_لقد اقترحت علينا السيدة امبر اجراء الاجتماع هنا اليوم !

قال الكاهن وكانه يمعني على شيء ما منبها لثيودر بان لا يتكلم عنه امام الحضور، فهم هذا الاخير كلامه و وضع الحقيبة المملوءة الذي اتى بها على الطاولة امام الكاهن الذي اخذها بكل هدوء وغادر دون ان يضيف اي كلمة.