26-عودة المياة لمجاريها.

43 5 17
                                    

*ﺍﻟﻘُﺮﺁﻥ ..*
ﺭَﺋﺘﻚْ ﺍﻟﺜَﺎﻟﺜَﺔ ؛ ﺣِﻴﻦَ ﺗَﺨﺘﻨَﻖ ﻣَﻦ ﺩُﺧَﺎﻥ ﺍﻟﺤَﻴﺎﺓّ ﻓﻬﻮ : ﻳﻨﻔﻊ ، ﻳﺸﻔﻊ ، ﻭﻳﺮﻓﻊ
فﻻ تهجروه ♥

{...... بسم الله......}

انتفضت في سريرها فاتحة عينيها الخضراء على وسعهما وبدون ان ترد على امبر التي كانت تهزها برعب نهضت باندفاع من السرير وهرولت هابطة من السلم و وراءها امبر تنبهها من السقوط، وما ان وصلت الى قصر والدها و رأتها خادمتها الخاصة تنطق باسم "داميان" بتوهان وعدم تركيز حتى اشارت للقاعة المسدودة حيث اختفى هو والكاهن ريون.

اقتحمت نويل القاعة وصرخت بغضب وهي تندفع ملوحة يديها لتبعد الظلال السوداء التي غطت كامل جسد داميان:
_ما الذي فعلت به !

سارع ريون واقفا امامها ليمنعها من التقدم اكثر وقال وهو يرمي قطعتين من ثيابه الواسعة وسط الغمامة الكبيرة السوداء التي بدأت تتلاشى شيئا فشيئا:
_لا تخافي يا أميرة، كل شيء على ما يرام.

مالت نويل لليمين ولليسار لتتعداه لكنه ظل يراوغها ويسد عليها الطريق الى ان صرخت فيه بجعورة:
_ابتعد من امامي !

وقبل ان تمد يدها لتدفعه بعيدا لمحت ظلا طويلا يترأى بين الغمام المنقشع ومنه صدر صوت مألوف لكنه اكثر خشونة وغلظة مما تعرف.

_لا بأس يا نويل، انا بخير !

_من انت ؟!

تمتمت بذهول وهي تبرق عينيها في الشاب الطويل بل فارع الطول بكتفيه العرضين وجدعه المعضل ! كان كل شيء فيه مضخم باستثناء شعره الاسود الذي طال قليلا وعيونه الحمراء التي ازدادت ضيقا وعمقا.

انفرجت ابتسامة عابثة على وجه داميان اظهرت تقاسيم وجهه الرجولية الناضجة:
_الم تتعرفي علي؟ انا داميان المجنون !

ابعدت نويل عينيها عن وجهه الجديد الجذاب بصعوبة ودققت فيه النظر اكثر طلوعا ونزولا وهي تقترب ببطء لكن ما ان لمحت شيءا يتحرك وراءه كذيل الثعبان حتى التفتت الى ليون سائلة بصدمة وهي تشير باصبعها اليه:
_ما هذا الذي يتحرك وراءه؟

اطرق الكاهن الشاب رأسه دون ان يجيب، فيما تحولت الابتسامة على فم داميان الى ضحكة لا مبالية وبخطوات سعيدة تقدم الى نويل الى ان انعدمت المسافة بينهما وقال بصوته الخشن العميق وهو  يضع دراعه المعضلة حول عنقها باهمال  ويداعبها بذلك الذيل الاحمر في نفس الوقت:
_هذا ذيل تنيني ! الا تحبين تنيني دراكون؟

الساحرة و التنين الهجين. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن