الألم :
أن تمسِك جسدَك يدٌ ذاتَ قبضةٍ ضخمة و قوية، ثم تضغط حولكَ ببطء مميت، لحظةً بلحظة ، شيئاً فشيئاً..
ستحرِص اليد على جعلِك تشعر بكل تفصيل دقيق.. بدءًا من إرتفاع الضغطِ داخل جسمك، صوتُ تمزق عضلاتك و كسرِ عضامك. ستحرص اليد على جعلك تسمعُ دوِيَ صرخاتك و تشقق جمجمتِك و حنجرتكِ، رؤيتكَ لشبحِ الموتِ بينَ عينيك وآخر شهقةٍ لكَ وهي تسحبُ روحك منك.بالنسبة لي سماعُ تلكَ الكلمة أو رؤيتها مصادفةً في أحدِ الأسطِر فقط ترسل رعشاتٍ لكامل جسدي. تلكَ الكلمة البسيطة ذاتُ الحروف الثلاث و المسافة الشبه معدومة بينَ كلّ حرف منها تجعلني أريد الهرب بعيداً و الإحتِماء.
أنَا واثقة جداً من أن كاتِبهَا بالقاموس اللغوي لم يذق طعمَ الألمِ بحياته.__________
نقرَت بإبهامها فوقَ زر تشغيل آلة الراديو و اِبتسمت حينَما أذيعت إحدى مفضلاتِها منَ الأغاني، أدارتْ زراً آخر ليصدحَ صوتُ الألحانِ أعلى يملأ زوايا شقتِها و يتغلغل بدايةً من مسامعهَا إلى مسامعِ الروحِ التي داخلهَا، احتضنت بطنهاَ بكلاَ ذراعيها بلمسةِ رقة و كأنهَا تحملها بينَ يديها ، أنزلت وجهها قليلاً و تمتمت لهَا
" هل تعجِبكِ الموسيقى؟"،التفتت نحوَ ما هوَ موضوعَ أمامها من أغراض، تنهدت تعيد الخصلاتِ التي تتسلق أكتافها للخلف، رفعت تتفقد بأناملِها إعتدالَ ربطةِ الوشاحِ بإحكامٍ هناك ثم صببت تركيزهاَ بإعداد طعامها.. طعامهَا هيَ و جنينتِها القادمة.
هيَ قضت الأشهرَ التسعة السابقة محترسَة و معتنِية -رغمَ كل ما حدث- وكأنهَا الأم الوحيدة بهاته الدنيا.. الأم الأرملة الوحيدة إن صح التعبير. أليسَ من سخريةِ القدر بها أن يجعلها أرملةً و يجعلَ جنِينتها يتيمةَ الأب بعدَ أسبوعٍ واحد من معرفتِهم بوجودِها؟
هيَ تعتقدُ أن هذا ما جعلها الآن تنتظر قدومَ مولودتِها بصبرٍ منتهي الصلاحية، و حبٍ لامسَ عنان السماء، هيَ سئمت من مرافقةِ الحزن و الوحدة.
أنهت تحظير وجبتِهما معاً لتستعِد و تزين الطاولة أمامها، مغصٌ خفيف مرّ مهلِلاً لكنهَا تجاهلته مكملة طعامهَا، هيَ تحظى بأشباهه يومياً تقريباً فأصبَح عادةً تُذكِرهَا بوجود شخصٍ صغيرٍ داخلَ أحشائهاَ.
ما كادت تنهي عشائها حتى تشكلت قطراتٌ رطبة فوقَ جبينهاَ، المغصُ إزداد أسفلَ بطنِها و الضغط تجمعَ بمنطقةٍ واحدة، حاولتَ النهوض لكنَ ساقيهَا اللتانَ حملتهَا طوالَ سنين حياتهَا ضعُفت الآن و قررت خيانتها للمرة الأولى تحتَ حِمل جسدها في حين لم يكن هذا الوقتَ المناسبَ ولا المكانَ اللائقَ لهاتِه الخيانة،
تنفسهَا اضطرب وجسدهَا الواهن تعرّق، و ليزيدَ ظهرهَا الأمرَ سوءاً قرر الإستِجابة لمَا كانَ مقدراً له أن يحدثَ بعدَ أيامٍ بعيدةٍ منَ الآن و راحَ يعتنق أفضع شعورٍ بالبشرية : الألم .
YOU ARE READING
Dark Spells : Save Me !
Fantasi"لـِيلـِيثْ... بتَراتـِيلها السـٰودَاءْ داخِلـِي اقتحَمـَتْ تغَـٰـلغلَت و غمـَرتنِـي و سَحـَرتْ. هـِبـٰةٌ لي هيَ منْ نـآولتْ بقدَرِي و قدرَاتـٰيِ و تحَكّــٰمتْ. وياَ منقِذاً لـٰي أنْ نـَاجَيـْتُـكـٰ هلُمًا بـِي و بروحـِي قد تنـٰاثـَرَتْ. لكَ عهدًا...