في بعد آخر :
مع تزامن توقيت الفجر ، بدأت خيوط أشعة الشمس البرتقالية تنتشر في السماء مستقرة في ارجائها ، لتخلق منظرا تسر له الأنظار ؛ مع ألوان الفجر في الأفق الذي يطل على تلك البلدة الصغيرة معلنا على بداية يوم جديد فيها
وفي مكان ما حيث أحد بيوت تلك البلدة ..
- تجوي ، استيقظي عزيزتي
لم تستجب تجوي و استمرت بنومها الا ان امها لم تمنحها ثانية لتغمض عينيها مجددا و قامت بدغدغتها ، ضحكت تجوي بشدة لتردد بصوت ناعس بينما شعرها مبعثر و منتشر على كافة وجهها :
- ماذا هناك امي ؟
ابتسمت الام على ظرافة ابنتها و اردفت
- حان وقت الفطور استيقظي كما أن لك مفاجأة بمناسبة يوم مولدك الثامن عشر
فتحت تجوي عينيها بنشاط ، كيف لها أن تنسى يوم مولدها
احتضنتا بعضهما بحب قبل ان تتوجه لاخذ حمام بينما ذهبت امها لتحضير الفطور و عقلها مشتت بشدة من تلك الأفكار لدرجة تجعلها تشعر انه سينفجر ، لاحظ زوجها و فهم ما يجول في رأسها ليردف بعد تفكير
- هل تعتقدين حقا أن ذلك صحيح ؟ لانني بصراحة لا اعتقد ان هناك شيء من هذا القبيل ،الا ان رؤيتك تستمرين في التفكير تجعلني خائفا من حدوث ذلك أيضا.
اومأت السيدة هارفي و تمتمت ببضع كلمات قبل أن تقول
- انه أمر وارد
______
قبل 18 عاما ..
استمر بالركض بأسرع ما لديه ، بدأ يشعر أن قلبه سيخرج من مكانه ، يمكنه سماع صوت وقع الاقدام ورائه ، الا انه لم يلتفت ، كل ما يريده ان تصبح صغيرته في مأمن ، جرى بكل سرعته الى ان استطاع تضييعهم ، و بفضل تعويذة من صديقته الساحرة استطاع اخفاء رائحته البشرية ، وقف يتامل طفلته ويحتضنها بأعين باكية قبل أن يعطيها لصديقه الذي كان ينتظره في مكان تم الاتفاق عليه ، نظر إلى صديقه و خاطبه بنبرة مكسورة :
- خذها و اعتني بها أرجوك سيقتلونها حالما يرونها!
انصدم ستيفانوس من كلام صديقه ! هذا يعني انه يريد التضحية بنفسه في سبيل إنقاذ ابنته! اجابه بسرعة قبل ما يمنح نفسه وقتا اكبر للتفكير
- كلا أيها البائس الاحمق ، ستربي انت ابنتك و تراها تكبر امامك ، من الغباء حقا أن تقدم لهم نفسك هباءا لانه ببساطة لن ينقذها ذلك ايها التافه البغيض هل تفكر بعقلك ام بشيء اخر ؟
ابتسم جيفان بألم... لطالما كان صديقه ينصحه ولطالما كان يستمع لنصيحته التي يرافقها الشتم دائما لكن ليس هذه المرة.. انه مدرك تماما لما يفعله ، حمحم قليلا محاولا جعل صوته يبدو ثابتا
أنت تقرأ
تلك الألحان تجعلني أغرق ~
Fantasíaقاطعت تجوي حبل أفكاري عندما قفزت نحوي محتضنة اياي بقوة ، يبدو انها طريقتها في الشكر - شكرا على أنقاذي سنو وايت - سنو وايت ؟ - الا تعرفين تلك القصة ؟ انها اميرة بيضاء مثلك تماما و كانت زوجة ابيها الشريرة تحاول قتلها لأنها اجمل منه...