"الرابع"

390 17 3
                                    


كانت محاولات نبيلة فاشلة، النوم كان ابعد مما تتخيل بالاخص كونه بوضح النهار،تحركت عواطفها من فترة طويلة بعد ما تذكرت وداعة وجه معتز، وبين كل ذكرياتها اختارت انه تخلي له رف لتفاصيله الصغيرة والقصيرة يلي خزنتهم بذاكرتها، كان موقف حزين رفضها لمساعدته رغم كانت مُجبرة، لكن سببها الاكبر من اذية شكري لامها هو اذيتها لمُعتز يلي ممكن تتحول حياته كابوس بوجودها شُبه الباهت، من وقت طويل ما عادت كبائر الامور او صغائرها تثير عندها شغف استمرار اللحظة،ما كانت تطول باللحظات السعيدة او التعيسة، كانت تقفز من حدث لحدث اخر بدون ترك اثر ولا حتى طبعة اصابع قدم هاربة، دخلت سما وعلى وجهها صدمة ممزوجة بضحكة ساخرة

: شنو صاير؟ حركت راسها نبيلة ناحية الباب
: اجت وحدة جديدة
عادت نبيلة لنفس وضع الاستلقاء وكملت تتآمل السقف

: اتمنى ما تموت هالمرة تحت رجل ستيني

: يعني عادي تحت عشريني او ثلاثيني! اقتربت سما واخذت حصتها من سرير نبيلة، ازاحت نبيلة جسمها قليلا وحضنت رأس سما

: ليش تقللين من شأن الموت! مفروض الانسان يموت بكامل انسانيته و رونقه،لو خيروني بين ثلاثيني وستيني راح اختار اموت محروقة !

رفعت راسها سما مستغربة ،ابتسمت نبيلة ورجعت راسها لاحضانها

: محد تريد تموت تحت جثة رجل اي كان عمره او مكانته، اريد اموت بطريقة تغري عقلي لحتى يحاول يعيش حياة ثانية بمكان اجمل

: تتوقعين اكو احتمالية ان عقلج يختار مكان افضل؟

: روحي، روحي يلي تختار

حركت اصابعها بشعر سما بهدوء، كمل قلبها تحليق بالغرفة بلا هوادة
بكل تفاصيل حياتها البائسة، حاولت تنام لحتى يكون عندها فرصة الخروج لوقت قصير حتى تزور امها، استقر عقلها اخيرًا وتلاشت الرؤية بالفراغ
اخيرا سمحت الها عيونها انها تغلق الباب على الواقع الخشن وتستقبل رقة الاحلام

صوت مُظفر النواب الخافت يخلق بفراغ الغرفة دفئ حزين، كان وجه براء هو اول وجه تصادفه عيون مريم، اختار انه ينشد على احد المسارح اقسى ما صرح به اخيرًا

بطلت ما عاد احبك
لاكن بقلبي نزيزه عتب

انتبهت براء واغلقت هاتفها يلي كان يعرض فيديو عشوائي لمظفر، مدت ايدها ولمست ايد مريم، حاولت مريم تبعد ايدها لكن براء قربت بهدوء وهمست عند اذنها

: مو وقتها، هاجر نايمة 
حركت مريم عيونها لحد ما استقرت على جسم هاجر على وحدة من الكراسي
: شنو صار؟

ابتعدت عن مريم وبنفس الهمس
: شكلج اهملتي الحبوب كالعادة ، حاولت تتذكر مريم اخر مرة اخذت الحبة لكنها حست بألم بمجرد التفكير
لمحت براء وهي تطلع، ما لحقت الا على طرف اصابعها وهي تغلق الباب وراها

"خان جغان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن