الفصل الحادي عشر .

1K 101 136
                                    

- مُهجة و أحمر - .

تلك المرأة، تلك المرأة التي لاقاها في أروقة صرح علمي، تحت المطر، عندما كانت باكية بجناح مكسور، عِندما إحتاجت إرشاده فأتخذتهُ حلماً بعيد المنال فأحبها و أبتعد فهناك ما لم يسمح لهُ بالإستمرار ! لكن المرأة التي حركت جمود شعوره كانت أمامهُ الأن و هو خالي من الكثير من عوائقهِ السابقة، هو المكسور الواقع الملجوم بوجع الخيبة و حرقة ذكريات موجعة .

إبتسمت و ثغرها أوصل لهُ شعور الحنو منها، بنبرة هادئة لينة تحدثت
" سمعتُ أن مريضك توفي، فكرتُ أنهُ بالتأكيد ليس أهمالاً منك، الرجُل الذي آلهمني مرة ليس ذاك الذي يموت تحت يديهِ أحد للأهمال، الأطباء و الممرضين يشهدون براعتك حضرة الطبيب، إذن لا داعي لأن تلوم نفسك، الأعمار محددة، لا نستطيع تغيير تلك الحدود و هذا نهائي، أنا أشهد بذلك ! " .

تذكرت صغيرها، جنينها الذي خسرتهُ بظروف جنونية جعلتها تقرب الموت، غيرتها، جعلت القسوة تدخل دار فؤادها، صقلت الكثير فيها .

بالنسبة إلى الرجُل الذي إستمرت بحبهِ دون توقف، كان فاغر الفاه أمامها و توقعت أنهُ لا يجد ما يقوله للصدمة التي لاحتهُ من ظهورها المفاجئ .

تقدمت و وضعت كوب القهوة أمامهُ، كان الرجُل قد إبتلع بخفة و نظر إليها مشدوداً حين قالت
" أسترخي قليلاً حضرة الطبيب مع هذهِ القهوة " .

جلست على الكُرسي المُقابل لكرسي مكتبه و رفعت الكوب خاصتها إلى شفتيها تُخفي حمرة وجنتيها للقياه بهذا القُرب بعد كل هذا الوقت، كان فؤادها يتراقص بل إنها تشعر برعشة تعبر جسدها كُلما حطت عينيها عليهِ .

لانت نظراتها و حملت نظرة ناعمة باطنها الحزن عندما وجدت حالهُ ليس كما أخر لقاء، كان شاحب البشرة، يبدو تعباً مُرهقاً، هُناك ظهرت تجاعيد قُرب عيناه لم تكن موجودة بالسابق، رغم أن عمره ثلاثة و ثلاثين ربيعاً فحسب لكن المشاق تُجعد الفؤاد و الشعور أ لن تطول جلداً رقيقاً ؟ .

لقد أرادت سماع صوته، أرادت أن تعرف ماذا سيقول ؟ صمتهُ يجعل منها قلقة ! .

شد إنتباهها نبرتهُ الخافتة حين نطق أخيراً
" آنى لكِ أن تكوني هُنا ؟ بهذهِ اللحظة بالذات ؟ بهذا الوقت بالذات ؟ كمن تعرفين أنيّ أحتاج لكلمة، شعور و رفقة ! " .

إرتجفت شفتيها بخفة رفقة بسمة رقيقة، نظرت نحوهُ و بعينين ناعمة الشعور نطقت بهدوء
" أنا تخرجت، غدوت الطبيبة التي أردتُ أن أكون، حصل أن تم نقلي لهذا المشفى لبراعتي و إلتقيتك هُنا، للأقدار لعبتها، حين ظهرت لي أول مرة كنتُ أيضاً بحاجة لكلمة، شعور و رفقة ! " .

كِتاب و إمرأة [ SASUKE, SAKURA ] .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن