الفصل الاول: لولا الوصية...

1K 22 11
                                    

ها هما يقفان في الطريق أمام السيارة و زفر يوسف بحنق مردفا بإنفعال:
" اهي العربية خربت بسببك يا بومة'

زفرت نغم بملل من طريقته المزعجة و أردفت بنزق :
"ولا ، أنت عبيط ياض، بتسوق ليه من الأول طالما أنت حمار سواقة و بعدين تيجي ترمي غلطك علي الناس، أعوذ بالله من دي ناس.'

فأجابها هو بعصبية:
" أنا حمار سواقة يا عامية القلب و العين.'

لم تسمح له بالإكمال و ردت:
"أنا عامية!، يا أعمي البصر و البصيرة ، أنت مش هتبطل يالا ترمي أغلاطك علي غيرك.'

ف رد محاولاً تغيير مجري ذلك الحديث الذي لا ينمي بفائدة علي كليهما وعلي الموقف الذي تورطا فيه الآن:
'العربية باظت ياختي، هنعمل ايه دلوقتي في وسط الصحرا مع أخواتك الديابة و الموبايلات فاصلة"

ضربت نغم يدها علي جبهتها مردفة بأسف:
"يعني أنا ساعة ما اتوه اتوه مع يوسف اللي عمالي فيها عالم ذرة و هو ولا يسوي ذرة'

ف رد هو بحدة:
'ما تتلمي يا بت"

ضحكت بسماجة :
" سوري'

تنهد يوسف و أردف بعصبية (يمكن القول أنها مبالغ فيها) :
"يا شيخة ده لولا الوصية بتاعة أبويا و عمي أبوكي ربنا يرحمهم و يسامحهم اللي ما عارف ايه لازمة شروطها لكنت سيبت عليكِ الديابة يكش ياكلوكي و نخلص'

ردت هي بنفس السماجة :
"سيم يا قلبي، أتلم بقي بدل ما أنا اللي أنقض عليك و ساعتها ولا حتي الديابة هيعرفوا يخلصوك من تحت أيدي.'

أمسكها يوسف من تلابيبها و أردف بنزق: "لسانك اللي بينقط سم ده يا نغم هيجي عليا يوم و أخرسهولك أو أقطعهولك أيهما أقرب'.

أبعدت يده عنها بقوة و قالت:
" هبقي قطعتلك أيدك قبلها.'

أردف هو بنبرة مستهترة لامبالاية:
"أنا مش عارف ازاي كانوا عايزين يجوزونا زمان!'

ردت دون النظر له:
"ولا أنا، عايزة أنام'

قال بلامبالاة:
" أنا مالي'

أوضحت هي:
"أنا هنام في العربية في الكنبة اللي ورا'

" و أنا هنام قدام'

(قبل الحادثة بدقائق)

خرج يوسف و نغم من العمارة فهم يسكنون في نفس العمارة، و ركبوا السيارة و إذا بهما يتشاكسان كالعادة في موضوع الوصية المجبرين علي تنفيذ شروطها لكي يحصلوا علي ورثهم ؛ و هي أن يتعاونوا في رئاسة مجلس إدارة مجموعة شركات الحسيني للمنتجات الطبية ، نعم فهما الإثنين تخرجا من كلية العلوم جامعة القاهرة ، وبعد كل هذه المشاكسات أثناء الطريق دعست نغم علي زر خاطئ في السيارة و إذا بالسيارة تدور حول نفسها (تخمس) ولا يستطيع يوسف إيقافها و هم كانوا علي مقربة من صحراء و هذا المكان الذي توقفت فيه السيارة بعد سماع صوت إنفجار لكن لم يجدوا شئ بالسيارة ، و لكنهما لا يعلمان أن لهذا المكان خبايا كثيرة.

في الصباح، استيقظت نغم تتثاءب بنعاس تنظر حولها باستغراب لا تعلم أين هي ثم نظرت ليوسف النائم منادية بنعاس:
" يوسف أصحي'

يوسف لا يشعر بأي شئ و يشخر و هو نائم، فرددت مرة آخرى:
" يوسف بقولك أصحي'

لكن يوسف لا يستجيب

فلم تجد وسيلة سوي الماء فكبت عليه ماء كان بالسيارة ،  استيقظ هو مفزوعاً ينظر حوله بريبة ، مازال لا يستوعب :
" ايه' ، و نظر لنغم بشر و أردف بعصبية :
"أنتِ هبلة يا بت، لو عملتها فيكِ دلوقتي هتفرحي، انزلي يا بت ده أنا هفرج عليكِ أمة لا إله إلا الله.'

ف ردت بعصبية مماثلة له:
"حيلك يا عم، ما أنا عمالة أنادي عليك بالذوق و أنت نايم زي البقرة و مجتش غير بقلة الذوق، أصل يا بني في ناس كدا متجيش غير بالتهزيق', ثم صمتت ثواني و أردفت و هي تبتسم ببرود:
" و أنت منهم'

فوقف علي ركبته في السيارة و أردف بعصبية:
"أنتِ محدش عرف يربيكِ بس أنا هقوم بالواجب و أربيكِ و محدش هيشيلك من تحت أيدي النهاردة يا نغم الكلب'

فردت هي بلامبالاة كأنها لم تسمع ما قاله قاصدة استفزازه كما يستفزها:
" يا عم قوم شوفلنا أحنا فين، خلي يبقي ليك لازمة في حاجة ،ايه المكان الغريب ده و ايه الناس دي، أي حاجة قوم اعرفهالنا.'

نظر حوله و تلفت و قال بدهشة:
" ايه ده، ايه الناس دي و مالهم لابسين كدا ليه، و المكان عامل كدا ليه، أحنا في سوق العبيد ولا ايه!'

و لم تمضي ثواني حتي وجدوا باب السيارة يُفتح و يوجد جنود يرتدون ملابس غريبة يسحبونهما لخارج السيارة.

قال لهم و هو لا يعلم لماذا يُجر كالبهيمة بتلك الطريقة:
"ما براحة يا أخينا في ايه، أنا معملتش حاجة، هي نغم البومة اللي خربت العربية.'

نظرت له و قالت بدهشة من تصرفه و عصبية في نفس الوقت:
" بتبعني يا يوسف الكلب، و ياريتك بتقول حاجة صح' ، و حاولت الإفلات من الحارس:
"سيبوني عليه، أنا هربيه عديم الرباية ده، تربية أحلام.'

رد عليها بنزق:
" بت متجبيش سيرة أمي'

قال أحد الحراس بملل من حوارهما:
" اخرسوا و إلا قتلتكما قبل أن نصل للحاكم، أأنتم أطفال! ما هذا!'

فنظرت نغم له و قالت بحنق و سخرية:
'مالك يابا بتكلم كدا ليه، أنت خارج من سبيستون ولا ايه! عارف الراجل اللي بيغني سبونج بوب و بيقول جاهزون يا أطفال!'

نظر لها الحارس بإشمئزاز،
فأجابت هي علي نفسها:
' مالك ؟ مش عارفه! قول طيب بدل النظرات دي.'
ثم صمتت حتي وصلوا لمنزل ذلك الحاكم .

يلا يا حلوين في انتظار أرائكم في النوڤيلا و دعمكم. و استنوا لسه مغامرة أبطالنا مبدأتش، و اوعدكم هنعيش معاهم حاجات جديدة و لطيفة.

ما بين الحلم و الواقع كناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن