الفصل الحادي عشر: سجن حبنا

118 8 8
                                    

يلا بارت جديد بمناسبة عيد ميلادي🎂🎉🥰 بارت خفيف اهو و طويل. اتمني تدعموا الرواية و مستنية رأيكم💜

و ذهب الأربعة مع تميم و رجاله إلي أن وصلوا للقصر و أراد تميم أن يضعهم في السجن بنفسه ليري لذة انتصاره (المؤقت)، و هم علي باب السجن أردف يوسف بتحدي و هو ينظر له:
" ألاعيبك كلها مكشوفة يا تميم و أنا لاقيت الكتاب اللي كنت بتحاول تتوهني عنه و عامل نفسك في صفي، عد أيامك عشان اللي أتبقي أقل من اللي راح'.
ابتسم تميم بشر يحاول تخبئة خوفه الذي انتابه الآن و أردف بسخرية:
"ماذا ستفعل أنت بكتابك، أخي أنس في سجن البهو و أخذتُ الحكم منه و من ابنه المختل زيد هذا ، و أوهمت الجميع بموتهما و تلبست شخصية أنس ولا أحد يعلم، و أنتم الأربعة هنا في السجن، أنا أسجنكم، أريني ماذا ستفعل و أنت في هذا السجن بكتابك ذاك! أنتظر و بشدة سيد يوسف لأري.'
أجاب يوسف بجدية و نبرة التحدي لم يتخلي عنها:
"هصلح كل حاجة و هحل اللعنات اللي عملتها بسببك '،ثم ابتسم بخبث مسترسلاً:
" و ليالي القمر للمستئذب فاكر ولا أفكرك يا مولاي'
و  أقترب منه تميم و قال بفحيح :
"في انتظارك',, و أنصرف و تركهم.

في السجن، تحدثت نغم بإنفعال:
"أنت أهبل يالا! بتهدده علي ايه و أنت محبوس ما بين أربع حيطان!'
نظر لها يوسف من أعلي لاسفل ببلاهة و ذهب ليسند ظهره علي الحائط و وجه كلامه لها ساخراً:
"ما أنتِ طول ما عقلك صغير كدا و مش هتبطلي تتكلمي من غير ما تفهمي يبقي خسارة أتعامل معاكِ أنك بني ادمة عندها عقل أصلا و بتفكر زينا'
نظرت له چالا بحنق و نظرات الامتعاض تعلو وجهها قائلة :
" نغم محقة'
ايدها زيد و هو يتحرك في اتجاه يوسف:
"نعم، هي محقة، تهدده بماذا و أنت محبوس هنا!'
زفر بملل قائلاً:
"هي فعلاً محقة لما قالت أن الغباء عندكم وراثة'
نظر له الجميع بنظرة معناه أشرح لنا ففهم يوسف المغزي من هذه النظرة و أخرج هاتفه من جيبه ليراه الثلاثة و هم لا يفهمون شئ و لكن نغم قاطعت هذا الصمت قائلة ببلاهة:
" ماله تليفونك!'
نظر لها و هو يرمش عدة مرات ببلاهة من غباء هذه الكارثة :
"ماله! ملوش يا حبيبتي، أنا بس بوريكم أني معايا تليفون، بشوف نفسي عليكم'
قال هذا الكلام ساخراً و هو ينظر لها و يفكر ما الذنب الذي ارتكبه في حياته ليُبتلي بحب تلك الكارثة الغبية.
"ده ليه إن شاء الله، ما أنا معايا تليفون بس فاصل للأسف من يوم ما جيت معاك هنا يا وش السعد'
ردت عليه بإنفعال حقيقي و قد أخذت كلامه علي محمل الجد.
تنهد بملل و أردف بهدوء:
" اسكتي يا نغم، يعني هما حقهم ميفهموش لكن أنتِ اللي غبية بجد، عقلك يا ماما متبدل بجزمة'
أكملت وصلة إنفعالها :
" أنا مش أمك، متقارنيش بأحلام يا ابن أحلام'
نظر يوسف لچالا و زيد مردفاً بامتعاض:
" أبعدوا البت دي عني بدل ما أبعتها تكمل حياتها في القبر'
"ده أنا اللي هبعتك القبر' ، و كانت ذاهبة للانقضاض عليه و لكن چالا أمسكتها موجهة حديثها ليوسف و تمسك بالآخري من خصرها:
" أيمكن أن تشرح لنا ماذا تريد أن تقول و أن تكفوا عن هذه السخافة و إلا أنا من سيرسلكما أنتما الاثنين للقبر لتتشاكسا هناك للأبد'
كانت چالا في هذا الوقت كالأم التي تبعد طفليها عن بعضهما .
نظر يوسف لها و قال شارحاً:
" ده تليفون، و أنا استدرجت تميم في الكلام عشان يعترف بكل حاجة شغلت المُسجل في التليفون و سجلتله،  و التسجيل ده هعرضه يوم الجمعة اللي هو بكرا في السوق اللي بتعملوه من فوق خالص هنا' ، (أشار علي سطح البرج المقابل للقصر الذي يجعله يري المملكة بأكملها)
سألت فجأة نغم:
" أنت ازاي تليفونك مش فاصل!'
ليرد هو بعملية:
" أنا معايا شاحن شغال بالطاقة الشمسية ف شغلت به الموبايل'
لتسأل نغم فجأة:
" أنا عايزة أعرف ايه علاقة تميم بالمستئذب!'
أوضح لها يوسف:
" تميم هو الأصل أصلاً ، الظلام الدامس اللي بيحل علي المملكة في الليالي القمرية ده الشر بتاع تميم و هينتهي مع إنتهاء تميم و يرجع الخير للمملكة تاني ، يعني دي لعنة، بس تميم لما حكالنا عليها مقلناش أنه هو سببها طبعا'
سألته ببلاهة:
" طب أنت عرفت منين ؟'
" قريت دي في الكتاب '
صفقت له بفخر:
"يا ابن اللاعيبة يا يوسف، طمر فيك التعليم الانترناشونال'
نظر لها يوسف ببلاهة و قال:
" ليه حاسس إني قاعد مع ستي'
ردت بإنفعال :
"ما تتلم يالا، ستك مين! أنا أصغر منك بدقيقتين'
" أنتما تؤام؟ ألستما زوجين؟ هذه فاحشة، ما هذا؟'
سألت چالا باستنكار و علت وجهها نظرات الاشمئزاز ، و… لم تكمل حتي قاطعها يوسف بحنق:
"هو أنتو كلكم مركبين راديو في بوقكم، ما براحة، أخوات ايه بس! أحنا ولاد عم بس أتولدنا في نفس الوقت عشان كدا كانوا بيقولوا يوسف لنغم و نغم ليوسف من و أحنا صغيرين', ثم تنهد بألم:
" بس أمهاتنا ربنا يسامحهم بقي كرهونا في بعض و بوظوا كل حاجة بينا'
شعرت چالا بألم مما قاله و أردفت بوجع:
"دائما الأهل السبب في فشل العلاقات' ، ثم ابتسمت لهما قائلة:
"لكن أنتما الآن متزوجان و هذا الأهم'
نظر يوسف و نغم لبعضهم ثم قالت نغم بتردد :
"لا مش متجوزين'
ردت چالا بصدمة :
"ماذا؟ كنتما تكذبان!'
بررت نغم بتوتر :
" أحنا مكناش قصدنا كذب، أحنا كل الحكاية اللي حكيناها لتميم فعلاً حصلت معانا معادا حكاية جوازنا، و اللي خلانا نقول كدا أننا سمعنا حد من الحراس و هو بيقول أن أحنا هنموت عشان هم فاكرين أننا ارتكبنا فاحشة و أحنا كان أول يوم لينا في العالم الغريب ده و مكناش نعرف حاجة أصلا و أحنا كنا ساعتها بايتين في عربية يوسف و هو كان قدام و أنا ورا، مش عارفة بصراحة شكوا فينا ازاي، ف خوفنا و كذبنا الكذبة دي ، عشان أنتم عندكم ولاد الحلال ياما الله أكبر، ناس متعرفناش و راحت وشت بينا علي مزاجهم'، ثم أقتربت و وقفت أمامها مسترسلة:
"أحنا قولنالك دلوقتي عشان أنتِ معانا و حبناكِ ف أمناكِ علي سرنا'
سألت چالا بتيه:
"و ما الذي يجعلني أصدقكما بعدما علمت بكذبكما!'
ردت الآخري بجدية و هي تعلم أنها تقول الحقيقة:
"صدقي إحساسك يا چالا، أحنا بندور علي طريقة نخرج بها من العالم ده ، و أنتِ عارفة ده، أعتقد مفيش سبب يخلينا نكذب عليكم، كلنا بين أربع حيطان دلوقتي'
نظرت چالا لهما و وجدت الصدق في أعينهما، و عندها نظرت ل زيد فأومأ لها فقالت:
"حسنا أصدقكما لكن اقطعا وعداً لي بأنكما لن تكذبا علينا مرة آخري'
فقطعا لها الوعد
فنظر الجميع اتجاه زيد و وجدوا أنه جرح يده و أخرج منديلاً و كتب عليه رسالة بدمه.
فصرخت چالا بخوف:
"زيد، ماذا فعلت؟'
ربت زيد علي كتفها مهدئاً:
" أهدئي چالا، هذا لا شئ، أريد إرسال رسالة للحاكم عثمان، لا تقلقي هذا جرح سطحي'
صرخت به و هي تبكي:
" ما أدراك؟ أأنت طبيب؟'
ابتسم لها و أردف:
" حسنا يمكن ليوسف أن يقرر لكن اتركيني أرسل الرسالة'
نظر له يوسف و قال بسخرية:
" طب كنت قول عايز قلم مش تغفلنا كدا و تعور نفسك زي الأطفال عيب، وريني أيدك يا عم '
أراه زيد يده و هو يضحك من طريقة يوسف المازحة .
أردف يوسف بعملية:
"جرح خفيف سطحي' ، و نظر لنغم سائلاً:
"نغم معاكِ مطهر؟'
أؤمت له نغم:
" طبعا، مش بمشي من غير شنطة الإسعافات'
و أعطته المطهر، و طهر يوسف جرح زيد ، و أشار زيد بعدها لحمامة فأتت له و أخذت المنديل منه و طارت
رمش يوسف ببلاهة و سأل بإنبهار:
" طب هي عارفة هتوديه فين ؟'
اومأ له زيد:
"بالطبع'
سأل يوسف فجأة:
" بس ايه حكاية عثمان ده؟!'
رد زيد بنظرة مكر:
" أنت تجيد التمثيل يوسف'
توتر يوسف و تحدث بتهتهة:
"في ايه؟ تمثيل ايه؟ '
رد زيد بنظرات بريئة حاول افتعالها:
" ألا تعرف الحاكم عثمان؟!'
نظر له يوسف ثم قال بتهتهة:
" أعرفه بس …', ثم قاطعته نغم قائلة بعصبية:
" تعرفه منين؟! مصايبك كترت يا يوسف و بقيت تخبي عليا كتير و أنا مش هقبل بالوضع ده بالوضع ده بجد زهقت'
نظرت چالا لزيد و هي تضع يدها في خصرها سائلة:
"و أنت أيضاً زيد، لماذا لم تخبرني؟'
وجه يوسف حديثه لنغم محاولاً مشاكستها:
" البت كانت عاقلة، عدتيها يا بومة'
لكنها كانت في أوچ حالات إنفعالها الآن:
" متغيرش الموضوع'
حمحم يوسف بإحراج و شرح لها:
"لما أختفيت روحت و كلمته عشان كدا الحراس مكنوش لاقيني في أي حتة في المملكة عشان مكنتش فيها أصلا'
رفعت حاجبها باستنكار و قد وصل حنقها لنهايته بسبب تخبئته كل شئ عنها:
" ازاي؟ ده أنت شكلك لفيت ساعتها'
رد يوسف بفخر:
"طبعا برا و جوا'
و قص عليها كل شئ؛
Flashback
دخل يوسف للمكتبة و وجد بها شخص
نظر له يوسف مبتسما:
" السلام عليكم'
أجابه منذر(من ورثة المكتبة) بعملية:
" و عليكم السلام ، من أنت ؟'
رد يوسف:
"أسمي يوسف و بدور علي كتاب'
نظر له منذر باستنكار :
"ما هذه اللغة الغريبة التي تتحدث بها؟ من أين أنت ؟'
قص عليه يوسف حكايته من بداية مجيئه و الكلام الذي أخبره أنس به و كل شئ
اومأ له منذر:
"أنا أصدقك، تعال معي'
و أرشده منذر للكتاب و قال بجدية:
" لكن قبل دخولك و معرفة أحداث هذا الكتاب عليك الذهاب للحاكم عثمان'
سأل يوسف ببلاهة:
"مين ده؟'
"حاكم الممالك، أذهب بهذه العربة بالخارج'
رفع يوسف حاجبه بشك:
"ايه اللي يخليني أصدقك؟'
تحرك منذر من أمامه بلامبالاة:
" ليس أمامك خيار آخر لإنقاذ المملكة و إنقاذ نفسك من البقاء هنا طيلة حياتك .'
ف ذهب يوسف للخارج بهذه العربة حتى توقفت أمام قصر كبير أكبر من قصر أنس ثم نزل فأرشده الحارس للبوابة.

ما بين الحلم و الواقع كناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن