الفصل الثاني: من أنتما؟

277 14 13
                                    

و عندما دخلوا نظر لهما الحاكم أنس بعدم فهم مردفاً بعدم فهم رافعاً حاجبه :
" من هؤلاء؟'

فأجابه أحد الحراس:
"وجدنهما بداخل شئ غريب و كانوا علي وشك ضرب بعضهما البعض', ثم نظر لهما مسترسلاً بخبث:
" أو لا نعلم ما الذي كانا يفعلونه'

في تلك الأحيان همس يوسف لنغم ببلاهة:
" بت، أنا مش فاهم ايه اللي بيحصل، أحنا فين!'

ردت هي بتلقائية و هي تنظر لأنس و للموقف الذي هما فيه الآن:
"أنا شاكة أننا رجعنا بالزمن'

رفع يوسف حاجبه و هو ينظر لها مزفراً بسخرية:
"مش هتبطلي أفكار الروايات دي!'

أجابت بلامبالاة و هي ترفع كتفيها:
" براحتك يا عم، خلينا اهو كدا كدا هنعرف'

في تلك الأحيان قاطعهما أنس قائلا بجمود و نظرة إتهام:
"أخبروني من أنتما ؟ ولماذا ترتدون هذا الزي الغريب؟'

رد يوسف بسرعة:
"والله يا باشا أحنا كنا في العربية امبارح و بعدين المتخلفة اللي جمبي دي مش عارف عملت ايه في العربية خلت العربية تخمس و وقفت في صحرا بليل فنمنا عشان أحنا بنام بليل عادي و كل ده كان طبيعي زي الفل لحد ما صحينا لقينا نفسنا في سوق العبيد ده و بعدين جوم شوية ناس شبه اللي كانوا في فيلم وإسلاماه كدا خدونا و جينا هنا و أحنا مش فاهمين أي حاجة، اه والله زمبقولك يا باشا'

رد أنس ببلاهة:
"ما هذه اللغة التي تتحدثون بها؟ من أين أنتما؟'

ردت نغم بتلقائية و سوقية بعض الشئ :
"مصر يا باشا ، ألا قولي هو أحنا فين؟'

أجابها :
"في مملكة ألتن'

رمشت بعينها عدة مرات ثم قالت :
"نعم ! يعني ايه؟'

أوضح لها أنس:
" نسبة للذهب الذي يوجد في المملكة'

تحدث يوسف ببلاهة و لمعة في عينه:
" انتو عندكم ذهب؟'

أجابه موضحاً مرة آخري:
" نعم ، فهذا ما تشتهر به مملكتنا ، لكنني لم أعلم ما هي مصر تلك؟ ف أنا لم يسبق لي أن سمعت عنها'

استفسر يوسف :
" أحنا في سنة كام؟'

"١٢٢٢'
كان هذا رد أنس البسيط، فهو يجاريهما في الحديث في محاولة لمعرفة ما هذا العبث الذي يحدث الآن و من هما.

رد يوسف بذهول و هو ينظر لنغم:
"أحنا رجعنا بالزمن! يا بت اللعيبة يا نغم ، لا أفكار الروايات طلعت حقيقية اهو.'

نظرت له نغم بصدمة أعتلت وجهها و خوف أيضا:
" طب ازاي!'

قاطع أنس هذا الحديث مستفسراً:
" ماذا تتحدثان؟ ما هذا رجوع بالزمن؟ '

أجاب يوسف و نغم في صوت واحد:
"أحنا في ٢٠٢٤'

رفع أنس حاجبه و زفر بملل من حديثهما:
"أأنتما مختلان؟ '

ما بين الحلم و الواقع كناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن