٠٤ - دَيـْجُـــورٌ وَ لَـٰازَوَرْد

157 20 5
                                    


|قِراءة ممتِعة|

⁦✿

"فِي لَحظة غامضَة، إلتقى زمنٌ مفقُود، وَ كَأن سرًّا عمِيقا قَد إنكشف فِي قَلبِ الليلِ."


●●●





إلتَفتُ، ليقَابلنِي واقفًا أمَامي بقَامته الفَارعة ، شَعره الأبيَض المبَعثرة خُصلاته بعشوَائية علَى عرضِ جَبينه، وَ... عينَاه الأدعجيَّتان.
وَ ضَوء الأصِيل الذّي ينعكِس عَلى وجهِه ينِيره ليَجعل مِن ملامِحه لوحَة لاَ تمَل عَين فَنان تتأملُها.
إنَّه هُو...

إحسَاس بالدفءِ قَد غمَر خافِقي ، لأقِف أمامَه متَناسية ضَجيج العَالم مِن حَولي فِي هدُوء عيونِه القَاتمة .
لَم أتساءَل حِينها كَيف للونِ الأخضَر الذِي يرتَديه أنْ يلَائمَه بهَذه الطَريقة، أوْ عَن جمَال تنَاسق مَلامحه.

كُل مَا فكَرت بِه هوَ مَتى أصبَح لَون الدجنِ السَاكن فِي عينَيه بهَذا الجَمال بالنسبَة لِي، وَ أنَا التِي أمقُت غَيهب الأسوَد؟

وَ لَاحقا أدرَكت أنَ لقَاءه لم يكُن فِي اليَوم الأوَل مِن بقِية حَياتي ، بَل كَان اليَوم الأَول مِن حَياتي. حِين نبهنِي قلبِي أنَ هذِه العيونَ لَيست عَابرة.
وَ قَد كَان لِقاءُ أعينٍ دَام بضعَ ثوَان كفِيلا بإنسلَاخي عَن ذَاتي القَديمة المتَعفنة أسمحُ للورُود أنْ تملَأ فَراغَ دَواخلي.

وَ أظنُني كنتُ سخِيفة أيضًا لدَرجة إختنَاقي لأننِي نشغتُ وَ نسِيت لِوهلة كيفَ يتنَفس البَشر.

" مَن أنتِ؟ وَ مَالذي تفعَلينه داخِل غرفَتي؟ "
إنتشَلني مِن شرودِي صوتُه الهادِىء الممزُوج بشَيء مِن الحدَّة وَ هُو يوجِّه سؤَاله نحوِي ، لأدرِك حرجَ موقِفي.

فَإستقمت فِي وقفتِي أعِيد بعضًا مِن خصلَات غرتِي الطويلَة خلفَ أذنِي بإرتبَاك وَ مدَدت كفِّي نحوَه قائِلة بإبتسامَة أدَاري بهَا حرجِي تحتَ نظَراته المُرتابة.

" أنَا «إيڨلِين كولرِين» أستَأجر إحدَى الكلَاب المجَاورة ، لَقد دَخلت غرفَتي غرفَتك بالخَطأ ، وَ جئتُ لإعاَدتها ، أعتذِر عَن ذلِك... يَا إلهِي. "
قلتُ مَا لدَي دفعَة واحِدة أتذَمر نهَاية جملتِي حِين أدركتُ تركِيبة مَا تفَوهت بِه. فأرشَقني بنظرَات جانبِية حَارقة ليتَجاوزني متنَاولا غرضًا يعبَث بِه بينَ يدَيه بصَمت.

" هَل تجَاهلني لِلتو؟ "
همَست لِـ«سكَاي» بذهُول لوقاحَته أعِيد يدِي إلَى مكَانها بحقدٍ وَ إلتَفت نحوَه أفصِح عَن السؤَال الذِّي يجُول دَاخل عقلِي منْذ رأيتُه:
" عَفوا ، أأنتَ حَارس القمَر؟ "

أنثوفيلياWhere stories live. Discover now