الممر التاسع

28 1 2
                                    

فريد والد خديجة كان دائما انسان صالح ، صديق وفي لكنه يتأثر بسرعه بالذي يحدث من حوله مشتت ومتوتر لأبعد الحدود ، من بعد حادثة المفاتيح الذي لا يتذكر عنها أي تفاصيل بدأت حياته تاخد جانب ثاني الي ان قابل زينة والدة خديجة والتي أشعرته باحساس بسيط هادئ بداخله .
لكن الشئ الذي لم يعلمه احد ان تلك الجميله التي قامت بتغيير حياة ذاك العبقري فريد كانت هي فرد من افراد رحلة البوابات السبع وكأن الصدف لا تنتهي حتي يتجمع المتلاقون علي موعدهم ، فكانت زينه وفريد اول من تلاقوا بعد أن فشلت رحلة البوابات السبع .
فبسبب عدم تذكرهم لاحداث الرحلة لم يعلم كل منهما ان الاخر كان مشارك معه وان القدر ومشيئة الله أولا كانت لها الكلمة العليا حتي يتقابلوا من جديد
فكانت تلك الرحلة هي الملاذ لزينب للرجوع الي الوطن أرض احلامها أرض اجدادها التي تركتهُ مضطره بعد أن كانت قريبه من البوابات التي لفظتها بعيدا الي حياة البشر مما جعل لها هيئاتهم
يونس والد مازن ، ذلك البطل الذى لم يحالفه الحظ للبقاء لفترة طويله مع فارسه الصغير الذي لم يبلغ من العمر خمس أعوام، فلقد استشهد يونس وترك مازن ووالدته يواجهون تلك الحياه الغريبه المؤلمة فكان كل ما يصبرهم في تلك الحياة الجد عبده .
كان يونس شخص مسالم ، كان خير من يقل عنه سنشد عضدك بأخيك ، فكان خير الاخ والصديق العائلة لاخيه فريد، فلقد اتبع خطى والده الذى علمه دائما انه يجب علي الأخ ان يكون في ظهر أخيه لا امامه وان يسانده بكل طاقته لا ان يتخذه عدو .
الجد عبده ذلك الشخص الطيب الذي لم يملك في الحياه سواه أولاده الذين اخذوا يتفرقوا عنه واحد تلو الاخر فلم يكتفي الزمن بأخذ ابنه يونس بل وجعل فريد يبتعد عنه بحكم عمله في الاسكندريه ولكن ذاك الاب الحنون لم يستطع العيش بعد وفاة حبيبته وزوجته الجميله فسافر الي الاسكندريه ليكون بجوار ما تبقي له من الحياه
كان لعبده سند بعد الله سبحانه وتعالي يتعكز عليهم أمام صعوبات الحياه لم يلبث ان فقد واحد منهم او بالأحرى فقد واحد بشكل مؤقت الي ان يراه في القريب العاجل عندما يقابل وجه الله الكريم اما الثاني فاخذ يساعده حتي قرر الرحيل مضطر للعمل .
كان الشيخ خليل صديق عبده وأخيه الذي لم يحظ به من والديه كانوا يتشاركون كل شئ حتي أتت اللحظه التي اضطر فيها خليل بالرجوع لقبيلته في البدوى حتي يترأسها ولكنه لم ينسي صديق روحه ابدأ ،الاغرب ان خليل كان يعلم بسر من أسرار قصتنا لكنه كان ينتظر من يسأل عن ذلك السر علي ان يأتي له عبده من جديد
زين الدين بالرغم من طيبة قلب ذلك الشخص الا انه دائما ما كان يشعر بشعور المثالية والنرجسية انه يجب أن يكون الافضل في كل شئ وأفضل من اي شخص بالرغم ما حدث في رحلتهم للبوابات الا ان زين لم يتعلم بل وربما لم يتعلم لانه لم يتذكر ماحدث ، فلم تدمر الشخصيه المثاليه بداخله نفسه فقط بل ودمرت تلك العلاقة العائليه التي كانت تربطه مع زوجته وأولاده الاثنين يوسف ونور .
محسن صاحب الصبر الطويل... كان محسن هو اصغر اصدقاءه الست فلقد كان يتمتع بملامح هادئه توحي الي من ينظر اليه انه ينظر الي طفل صغير ، ولم تكن ملامحه فقط الهادئه بل قلبه فلقد انتظر بكل صبر طويلا هو وزوجته ان يحظوا بمُولود ينير حياتهم حتي أتت فريده فكانت فريدة هي الشئ الفريد في حياتهم وأصبحت اجمل من ينير حياتهما
اما عن سادسهم فكان حسن ، اعتقد الجد عبده ان سبب عدم إتمام رحلة البوابات السبع كان زين الدين ولكنه لم يعلم أن هناك من شاركه لقب إفساد كل شئ .
حسن كان أكثر شخص يشعر الجبن فبالرغم من إتمامه للمهمه الا انه لم يكن يريد شئ سواء المال والنفوذ وذلك كان منافى لشروط الرحله والاغرب ان حسن وجد من يشابه في الحياه وهي زوجته سندس التي هي أيضا من شاركت زوجها في تلك الرحله ، فبسبب ذلك الشخصين لم تتم رحلة البوابات ولم يحظ كريم بحياه طبيعية يملؤها الحب وأصبح لا يرى أمامه سواء والدته التي تريد دائما أن تكون جميع الشركات علي قدم وساق تبقي دائما محل شهره وابيه الذي لا يعلم عنه أي شئ فلربما مات في الواقع او حتي مات بداخله هو وامه لذلك لم تكتمل الرحلة وأصبحت البوابات لغز كبير لا يعلمه إلا ابطالنا
كل واحد من هولاء الابطال القدامي لا يملكون تغيير ما حدث فكل منهم كان يعلم بداخله ان بعد تلك الرحلة سوف يأتي الجديد ، لربما كان النفوذ والسلطة ولربما الشهره عندما ينكشف للعالم سر المدينة المخفيه ذات الثروات الكثيره التي لم يعلم عنها احد او بالأحرى لم يتذكرها احد ولربما من يريد كان يريد ان يجد طريق العوده الي الوطن بعد أن غرق في بحور الغربة .

*العودة إلي أرض الواقع

لم يكن مازن يعلم ماذا يفعل لا يملك أي شئ يجعل سليمان وخديجه ينتبهون لما يحدث لكنه لا يعلم أنهما يرون كل ما يحدث بالتفصيل ، أخذت بوابات القلعة تتدق أجراسها أمام الفارس النبيل كأنها ترحب به وأخذت الأرض من تحت قدمه تتدفعه الي الداخل حتي وقف مازن أمام بوابة جديده فوجد صوت قوي يقول أقرأ لغزك من جديد ايها المسافر عبر البوابات السبع
مازن : هناك بعض الاشياء المخفية التى لا تعلمها فلتجرب أن تفكر في شئ ما قد اعجبك سابق ولتتحمل عواقب ما تراه ".
انفتحت بوابة جديده في القلعة واغلقت بقوة بعد أن دخلها مازن وكل هذا وسليمان وخديجه يحاولون ان يتجولوا معه داخل القلعه بتلك النظارات ، وقف مازن امام لوحة مضيئة واخذ يفكر في والده لو انه معاه الان لكان اشترك معه في حل كل شئ ، لو انه تعلم منه ما تعلمه في الجيش لمواجهة اي خطر لكنه لم يكن يعلم أن تلك الامنيه ستتحقق فما هي الا لحظات ووجد أبيه امامه في ذلك الحائط المنير
يونس : ابني الصغير مازن انا عارف دلوقتي انك لسه مكملتش الثلاث سنين وان الكلام الي هقوله دلوقتي يمكن تفتكر منه حاجه ويمكن متفتكرش متقلقش انا هكتبهولك في مذاكراتي عشان تفتكره اول ما تقرأه ، انا وانت محاربين انا في يوم من الايام كنت واقف في ظهر عمك في رحلتنا للبوابات لكن يشاء النصيب اننا منكملش الرحله وينسي عمك وكل صحابنا الي كانوا معانا ومنساش انا لحد الان مش عارف السبب ايه لكن الأكيد انك هتكون الي شايل السر دا عشان كده لازم تحافظ عليه متفكر....... يسمع مازن لحن حزين وينطفئ نور الحائط ويجد مازن نفسه يبكي علي فقدان والده وكأنه مات امامه الان وعلي حالة التيه والضياع التي بداخله فكل اصدقائه كانوا امامه في حلمه لمفتاحه لكنه كان دائما ما يرى شخص يحتضر امامه فيشعر داخل الحلم بالالم الكبير ، حاول ان يهدأ حتي بدأ يفكر من جديد في امنيته بان يظهر المفتاح سريع فما هي لحظات الا وظهر المفتاح ومع صندوقين يحملان نفس الشعار الذي كان يعلمه جيدا *ممنوع اللمس أو الاقتراب*

...يتبع...

رحلة البوابات السبعهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن