احيانا عقل جميلتنا يترك اليها الفرصة للذهاب الي النوم في محاولة منه لجعل أيامها تمضى سريعا ولكن كثيرا ما كان يتركها هائمة طوال الليل تحاول الذهاب لعالم الاحلام دون جدوى وكأنها كمن بقي محبوس في عالم الواقع منعزل عن عالمه الخيالي . خديجه بالرغم من معرفتنا بها في بداية الرواية الا ان هناك الكثير من الاشياء التي لم نعلمها عنها ، دائما ما كانت محبوسه بداخل الواقع الاليم ، تهتم بكل صغيره وكبيره بوالديها وبأخواتها وبأصحابها ولكنها لم تهتم بنفسها كانت كل ما تفعله تتلقي الصدمات طوال اليوم ثم تعود الي غرفتها فتبقي في حكاوي وذكريات الطفوله وتترجي النوم ان يأتي الي عينيها حتي تذهب الي عالمها الخيالي ، دائما ما كان والديها يهتمون بأشياء مادية ، كلما اراد احد من الثلاث بنات شئ أتوا به ولكنهم لم يكملوا الجزء المفقود بداخلهم وهو الحب فكانت خديجه تجد هذا الحب بداخل تلك الحكايات الخياليه التي كانت تعيش بداخلها او تحكيها لساره ومريم ، ومنها اختارت ان تكون مهندسه مناظر طبيعيه حتي تستطيع ان تبني عالم خيالي علي أرض الواقع تستطيع ان تعيش فيه اكثر بعيد عن احلامها ولكن كان هناك شئ كانت لا تفسره ، رؤيتها الي ذاك الحلم كل ليله ، أحجار وبوابات وعالم أخر أخضر غير ذاك الذي تعيش فيه ، ربما كانت تلك اللحظه الاولي التي اصبحت خديجه بها مالكه للمفتاح الاول زُمردي اللون كأسمه ، فأصبح المفتاح كل ليله يرسل ذاك الحلم الي خديجه لتبحث عنه .
ربما كانت هي لحظه حاسمه من بعدها تملكني شعور جديد حتي أنا نفسي لا اعلم عنه شئ فلقد كنت صغير السن أرى والدى ووالدتي يتشاجرون كل ليلة وكل يوم ، في كل مناسبه سعيده وفي كل لحظه اتمني لو يتوقفون عن هذا ، من بعدها وجدت نفسي أكبر مع تلك المشاجرات وكبر معي ذاك الشعور فجعلني أحاول ان اترك كل شئ من الماضي ليغرق في قاع محيط مليئ بالهموم ، اتذكر حين ظهرت نتيجة الثانوية وردة فعل أبى الذى كان لا يدرك عني أو عن نور أخي أي شئ سوى اننا أولاده وانه علينا أن نرفع من شأنه حتي تستمر سلسلة الشركات واسم زين الدين ، اتذكر نبرة صوته وهو ينادي كل شخص في البيت حتي يأتوا ليروا ما فعلته انا
زين الدين : أين أنتم!؟ اجتمعوا هنا الان ، يا مدام منال يا يوسف بيه .
منال بفزع : ماذا حدث يا زين لماذا تصرخ ؟؟
زين : اتفضلي يا استاذه اتفضل يا يوسف بيه نتيجة سعادتك ، الاستاذ لن يستطيع ان يلتحق بكلية الصيدلة كلما كنت أتحدث معاكِ تقولين اتركه هو يعلم جيدا ماذا سيفعل سيشعرك بالفخر شاهدي الان نتيجته الرائعة الذي أتي بها
منال : ابنك تعب يا زين وفعل كل ما بوسعه ونصيبه هذا وهو بالتاكيد سيدخل كليه ستشرفك واجل هو يري......
زين : اصمتي لقد تعبت من طريقتك وشخصيتك ومن تلك الحياة البائسة معكم ، عندما حاول زين ان يضرب منال وجد يوسف ونور امامه لاول مره .
يوسف : اذا كنت قد انتهيت من حديثك فلقد قمت بواجبي علي اكمل وجه وسأدخل واعمل في ما احبه واريده ومن هذه اللحظة لن اسمح لك لا انا او اخي نور بأن تتضرب والدتي لقد اكتفينا منك ، يشعر زين بالغضب الشديد ويتركهم جميعا ويذهب بلا عودة بعد ان قال لهم بتوعد : اذا سترون جميعا لم اعطيكم قرشا واحدا ولنري ماذا ستفعلين .
اصبح يوسف سند هذا البيت لا يريد من ابيه ولا املاكه شئ ، واصبح دكتور يوسف بالرغم من كلام ابيه السيئ *فعندما ينظر الله الي دعائك ويقول له كن فيكون لا يستطيع أحد ان يوقفك*. اصبح يوسف من الخارج شخص جديد لكن بداخله كان مليئ بالجروح والندبات وكأنه محبوس ، الي أن رآها امامه اصبحت هي الطريق الذى في نهايته ضوءابيض يناديه ، جعل منه شخص جديد لا يريد شئ ، سيكون هو من يعطي ويساعد هذا وذاك طريق وحده سيمشيه مليئ بالأمل كما فعلت هي ، وقتها هدأت روحه واصبحت كهدوء البحر وصفائه الازرق . لكن لم يسلم يوسف أيضا من تلك الاحلام فلقد رأي مفاتحه الازرق كروحه فأصبح يرى ذلك الحلم كثيرا ولا يعلم سببه . اما نور فكان دائما يضع نفسه في دائرة اللامبالاه يحنو علي والدته بعد كل شجار بينها وبين والده ولكنه كان يحاول الانعزال ايضا ولكنه في لحظه حاسمه لم يشعر بنفسه الا وهو امام والده بجوار اخيه يوسف ووالدته وقتها علم عن ذلك العبء الكبير التي تواجه والدته والذى سيحمله يوسف فأراد ان يكون هو حامي لوالدته مثل اخيه ، دائما ما كان يحكي لوالدته عن حلم يري فيه نفسه ممسك بمفتاح لونه احمر مثل لون الدماء لكن والدته كثيرا ما كانت تهدأه وتقنعه بانها مجرد احلام ولولا انشغال يوسف اخيه لكان ساعدهُ حتما فلقد كان مفتاح نور الاحمر يحاول ان يجذبه هو الاخر
كان يوسف لديه نصيب من الصداقه الحقيقية التي تمثلت في مازن فلقد كان مازن دائما في ركن وحده ، كان يسمي بالعبقرى المجنون ربما لانه دفن نفسه بين شاشات الكمبيوتر التي تملئ غرفته يصنع ويبرمج يحلم يوما ما بالمبرمج الكبير مازن يونس ، كانت امه سند له ومكان أمن عن أذية ما حوله تؤمن انه سيكون ما يريد ، فكان ملازم لصديقه يوسف يخفف عنه ويتحمل منه عصبيته التي لم يسلم منها احد ، ودائما ما كان مازن يجمع بين التهور والذكاء في كل المصائب والمشاكل ولربما كان ذلك الافضل فهو سيكون مثل مفتاحه أصفر وواضح كوضوح الشمس ينير بالذكاء ولكنه يحرق بالتهور .
اما فريده فكانت هي الوردة البيضاء ، تلك النسمه التي لم تنعم بمعني دفئ العائلة ، فلقد مات والديها في حادث اليم (او كما قيل لها ) وبقيت هي وعمتها تحاربان العالم حتي يستطيعون العيش ، واصبحت تلك الفريده فريده من نوعها حتي اصبحت الصدفه سبيل لتلتقي بصديقتها خديجه فأصبحت هي الملاذ لخديجه عند وصولها الجامعه تمضي معها كل اوقاتها تسعد دائما بوجودها تكن هي بئر الاسرار لكل مشاكلها التي لا تحل ، بل وهي التي جعلتها تنظر الي نفسها من جديد كانت النور الابيض في قلب صديقتها خديجه ، دائما ما كانت تري في احلامها انها تحمل شئ ابيض في مكان يكتسي باللون الاخضر كنت احيانا تشعر بالخوف من تكرره واحيانا تنسي ذاك الحلم عندما تستيقظ ، مفتاحها الابيض كان دائما يناديها حتي تاتي اليه . فاصبحت خديجه مع الوقت تشعر بمعني الصداقة مع فريدة والحب ودفئ الاخوة مع مريم وساره ، كانت ساره دائما تحاول ان تتقارب من خديجه احيانا يكونوا كالمغناطيس ذو قطبين متعاكسين واحيانا يشعر من يراهم كأنهم روح واحده ، ساره ذات الروح الجميلة المختلفه كليا فلقد كانت مع اسرتها شخصية ومع اصدقائها شخصية ومع نفسها شخصية ، كانت دائما تحاول ان تصلح مشاكلها وعيوبها مع نفسها وتحاول ان لا تظهر تلك العيوب امام اصدقائها بل وامام اي احد ، فلقد كانت مثل مفتاحها البنفسجي رمز للوضوح والعمل والشغف و الذكاء العالي ، كانت تشعر دائما من ذاك الحلم الذي تراه انها ستواجه يوما ما شئ كبير . كانت تشاركها ذلك الحماس مريم حينما كانت تحدثها عن ذلك الحلم فلقد كانت مريم هي بئر اسرار أخواتها كانت تستمع اليهم كثيرا تحاول ان تتعلم منهم كانت هي من تحاول ان تجعل ذلك البيت هادئ ومليئ بالحماس والنشاط في نفس الوقت .
كانت خديجه وساره ومريم بناء كامل لا يمكن هدمه بسهوله بالرغم من انطوائية خديجه القليله و حكمة ساره ونشاط مريم الا انهم كأنوا كجسد واحد يتنفس ، وكان دائما ما كان يشاركهم ذلك الاحساس او حاول ان يشاركهم كريم ، فلقد كانت حياة كريم عجيب جدا وسوداوية فلقد عاش بين ابوين لا يستحقون ان يكن لهم ابناء ، والده الذي سافر منذ ان كان صغير ولا يعلم عن ولادته والدته التي دائما ما كانت تسافر كثيرا وتتركه مع الدادة هدى ، وعندما حانت اللحظه ان تفكر في ولدها وشعر انها بجانبه ، اخذته بعيد عن اعز اصدقائه وحبه الاول ، والديه جعلوه شخص لا يعرف الطريق ساخط بداخله مما يحدث في حياته يحاول ان ينتقم من تلك الحياه علي طريقته وعندما عاد من جديد وجد نفسه امامها لا يريد غير ان يخبرها عما يدور بداخله وان يجعلها بجانبه في تلك المعركه التي يواجها مع الحياه ولكنه لم يتوقع ظهور هذا الشخص الذي قلب موازين حياته فلا يعلم هل هو داخل ذلك الانتقام الاسود ام لا ، فحاول ان يهدأ الوضع قليلا بعد تلك المشاجرة التي حدثت بينهم الي ان يفكر في بقاءه او تدميره مع الواقع الاسود كانت حياة كريم سوداء كمفتاحه فهل هناك فرصه للتغيير ام ان الحياة سوف تنتصر عليه من جديد .
من بعد تلك الجلسه التي قام بها الاصدقاء علي الشاطئ لم يقوموا بأي جديد ولا بالحديث عن تلك الحكايه التي ذكرها مازن وخديجه وتفرقت الطرق فاصبح يوسف يمتلك معمل خاص به ، واصبح مازن مهندس برمجه في شركة كبيره بعد ان تبنت الشركة فكرته وفريدة وخديجه اصبحوا يعملون علي ارض الواقع يصممون المناظر الطبيعية للمؤسسات ، ونور وساره الذين اصبحوا اصدقاء في العمل بعد ان اصبح كل منهم يمتلك مشروعه الخاص بتمويل من شركة كبيره هي التي جمعتهم ، واصبح كريم يدير شركة والدته بعد ان سافرت من جديد ، كل هذا حدث الي ان بدأ ذلك الحلم من جديد يعطي بريق اخر لهم فلقد بدأ كل منهم يري جزء جديد من الحلم وهو ظهور البقيه وكأنهم معا في تلك الحكايه . فتجمعوا من جديد وهم علي استعداد للمغامره والتحدي حتي تتركهم تلك الاحلام بل وانضم اليهم نور وساره الذين كانوا لا يعلمون ان خديجه ويوسف كانوا هم ايضا يرون تلك الاحلام معهم .يتبع ......
![](https://img.wattpad.com/cover/287797588-288-k790968.jpg)
أنت تقرأ
رحلة البوابات السبعه
Fantasiالكاتبه/ بسملة أيمن رواية فانتازيا مليئة بالمغامرة والحب والصداقه تحمل طابع مابين العامية والفصحي تمتلك بعض الحكم والنصائح مناسبه لجميع الأعمار