الفصل الثالث عشر

24 8 0
                                    

كانت الحيرة واضحة بشدة على وجه حمزة.. فواصل صمته، نظرت إليه قائلًا: هل ترى أن نبحث في مكان آخر؟
قال: انتظر قليلًا.. أعد قراءة ما يقوله الكتاب مرة ثانية!
- يكمن وجود المفتاح الأول داخل صندوق خشبي، موجود عند مُلتقى حروف صخرية بين مجموعة تلال متوسطة الارتفاع..
- نحن نبحث في المكان الصحيح، لنبدأ الحفر..

أمسك كل منا بمعداته، وبدأنا بالحفر في منتصف البقعة التي كنا نقف بها، حتى فوجئت أثناء الحفر بفأسي قد أصاب صندوقًا خشبيًا! أسرعتُ بإخراجه على الفور، وتمكنتُ من فتحه بعدما قمتُ بكسر الأغلال الحديدية، ثم عثرت على المفتاح.
تعجبتُ من شكله الذي بدا على هيئة ثلث حلقة دائرية معدني! عليه بعض النقوش القديمة مثل التي كانت على القلادة التي أعطاها لي أبي سابقًا، وعثرتُ على ورقة أخرى قديمة كانت مصنوعة من نبات البردي.. أخرجته من الصندوق وتعجب حمزة هو الآخر من شكله!

أخذنا الصندوق وقررنا العودة إلى المنزل.. لكننا فوجئنا بخطوات لأشخاص يقتربون من خلف أحد التلال..

بدا ظل أحدهم بالظهور أمامي، وأثناء ترقبي لهم فوجئت بثلاثة أشخاص يقف كلاً منهم بمنتصف الطريق في محاولةٍ منهم لمنعنا من التقدم، ثم ازدادت دهشتي عندما أمعنتُ النظر لأحدهم، قائلًا: من..؟ السيد مجد!

قال: نعم، كنا نراقبك منذ رحيلك عن مانتينيا.

-لِمَ؟

- كنت قد تركت النفق المؤدي إلى باب الكنز مفتوحًا ولم تغلقه، وفوجئنا به بعد رحيلك، وعلمنا أنك تبحث عنه أيضًا، وتستعين بأوراقك التي جعلتك تعثر على بابه!

طُبعت الدهشة على وجهي، وقلت مستفهمًا: كيف عرفت أنني سأخرج من السجن، وأبدأ بالبحث عن المفتاح في هذا اليوم؟

قال: نحن من تسببنا في سجنك من البداية!
نظرتُ إليه بعدما رفعت حاجبي؛ ليوضح ما قاله، ثم تابع قائلًا: أثناء جلوسك في ذاك المقهى بتلك الليلة، كنت قريبًا جدًا من المطعم الذي قد حدثت به الواقعة..

أشار إلى شاب عابس الوجه كان يقف على يمينه وأضاف: ثم قام لؤلؤ بسحب تلك الفتاة إلى إحدى غرف المطعم، لتبدأ هي بالصراخ ويقوم هو بقتلها.. علمنا أن أحدكما سيلحق بمصدر الصوت أولًا، ويسبق كل الجالسين بالمقهى؛ ليرى سبب صراخ الفتاة..
وبالفعل استطاع لؤلؤ أن يهرب قبل وصولك، وأنا من أسرعتُ بإبلاغ الجنود؛ ليقوموا بالقبض عليك! أردنا قتلكما لنتمكن من أخذ الكتب والأوراق التي تمتلكانها، ونبحث نحن عن الكنز.. لكن لا ندري كيف ظهر شقيق الفتاة فجأة وقام بإنقاذك قبل أن يُقر القاضي بإعدامك بلحظات!

قال حمزة: إذن أنتم من قام بقتل الفتاة؟!

أجابه: نعم.
تابع حمزة حديثه وقال: كل تلك الأفعال الدنيئة، كانت من أجل ماذا؟

أجابه السيد مجد: ما نريده هو أن نأخذ الأوراق والمفتاح، ونعثر على الكنز، وسنسمح لكما بالرحيل، وإلا..

مانتينيا -رواية ورقية-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن