الفصل الخامس عشر

65 10 0
                                    

بدا كل شيء يسير كما خططنا له وعزمنا على الذهاب إلى مانتينيا مباشرةً، بعد أن ذهب حمزة إلى أحد شوارع المدينة وقام بشراء بعضًا من الأطعمة، وجدتُ أنها قد تكفينا لثلاثة أيام أخرى.. ثم انطلقنا مجددًا نحو مانتينيا في الطريق ذاته الذي كنا قد أتينا منه؛ لنصل بعد يوم وليلة فاضت بالكثير من المشقة أثناء السفر إليها.

اتجه حمزة إلى شوارع مانتينيا؛ ليبحث عن بيت نستريح فيه من وعثاء السفر كما أخبرته، بينما توجهتُ أنا إلى منزل چودي.

وبينما كنت أسير بخطوات بطيئة.. كنت أرى الناس تُسارع الخُطى مهرولةً، وكأن شيئًا ما يطاردها! لم يشغل بالي وقتها سوى كيف سأجعلها تخرج من منزلها مجددًا، وهل سأجد ذلك الطفل كما في المرةِ السابقة، ويخبرها أن هناك من ينتظرها بالخارج من أجل العلاج، أم لا؟! وصلتُ إلى منزلها ووقفت أسفل شرفة غرفتها العلوية، فلم أجد سوى أن أُلقي بعدة أحجار صغيرة إلى داخل نافذة غرفتها حتى تخرج من الغرفة.. وبعد ثوانٍ قليلة من التفكير خشيت أن تصيبها أحد الأحجار بأي أذى؛ فقمتُ بتوجيه رميتي نحو جدار غرفتها.

كسرتُ زجاج النافذة بالخطأ بعدما قمت بإلقاء الأحجار نحوها، حتى خرجت چودي صارخة: مُعاااااااااااذ..!
وضعتُ يداي حول أذني ونظرتُ إليها مُحاولًا كتم الكثير من الضحكات المتتابعة بداخلي، حتى تمالكت أعصابها وهبطت إليّ مسرعة، وكانت مِسك تلحق بها.. لم أستطع أن أتمالك نفسي من شدة الضحك فابتسمتُ قائلًا: أعتذر عن كسر زجاج النافذة.

قالت: لو كسرت ألف نافذة! بشرط أن تأتي إلى هنا كل يوم فأنا موافقة.

رفعتُ حاجبي متسائلًا: ومن هو معاذ الذي كنتِ تناديه قبل برهة إذن؟!

- أحد الأطفال قام بكسرها مرتين من قبل، فظننتكَ هو!

أومأت برأسي، ثم قلت: سأذهب إلى حمزة؛ كي أحضر المفتاح الأول والثاني، احتفظي بهم حتى نعثر على المفتاح الأخير.
- حسنًا، اذهب وسوف ننتظركما عند سفح الجبل.
أومأت لها برأسي موافقًا، ومن ثَم اتجهتُ نحو سوق المدينة مسرعًا بحثًا عن حمزة.. حتى وجدته يربط حصانه أمام باب أحد المنازل. لحقنا بچودي ومِسك إلى أسفل الجبل بعدما أخبرته بوجودهم في ذلك المكان.

دُهشتُ حينما قرأت النص المكتوب في ورقة المفتاح الثاني بعد أن أوشكنا من الوصول إلى أسفل الجبل.. فقد كُتب في أعلى الورقة: ''يوجد المفتاح الثالث في نهاية المدخل الجانبي للموضع الأصلي''.
لم أجد تفسيرًا مناسبًا لِما قرأت! وازدادت الحيرة بداخلي حتى وصلنا إلى حيث ما تنتظرنا چودي ومِسك أسفل الجبل بالقرب من أحد منابع المياه. أشار حمزة إليهم مُرحِّبًا فور وصولنا، ثم قلت: لم أستطع فَهم المقصود مما كُتب في ورقة المفتاح الثاني.

قاطعتني چودي قائلة: ماذا كُتِب؟

كررتُ عليها ما قرأته مجددًا: '' يوجد المفتاح الثالث في نهاية المدخل الجانبي للموضع الأصلي ''.
فقالت: هل الأمر مُعقّد إلى هذا الحد، وستضطر للسفر مجددًا؟!

مانتينيا -رواية ورقية-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن