الفصل الخامس والثلاثون

15.8K 501 29
                                    

«حرِر هَواكَ فَالحُب بَات مُعلنَا»
«الفصل الخامس والثلاثون»

***

بعد مرور أربعة أشهر، أنهت لينة النصف الأول من عامها الأول في الجامعة، استطاعت التوفيق بين دراستها وتجهيزات عُشها الجديد بمساعدة يوسف، لولاه لم لتكن تنجح في تخطي الصعاب.

كما اجتاز زياد فترة التدريب بسلام ثم انتقل إلى مكان خدمته في مدينة الإسكندرية، كانت آخر أيام إجازته قضاها برفقة يوسف لمساعدته في إنهاء كل ما يحتاجه العرس.

واليوم حفل الحناء، حيث استيقظت لينة باكراً لتتفقد كل ما قامت بترتيبه ليكون يوماً مميزاً، ولجت غرفة حبيبها وقامت بفتح النافذة فغمرت أشعة الشمس الغرفة، اقتربت من يوسف وهتفت بصوت عالٍ:
_ صحي النوم يا أستاذ..

وضع يوسف ذراعه على وجهه حاجباً ذاك الضوء الذي منعه من رؤيتها، ثم صاح متسائلاً:
_ في إيه على الصبح؟

وضعت يديها في منتصف خصرها وأجابته:
_ يلا من غير مطرود، عشان البنات جاين..

تفقد يوسف الوقت ثم ردد بحنق:
_ بنات إيه اللي جايين الساعة عشرة الصبح؟

"مش لسه فيه حنة قبل ما الحفلة تبدأ، اليوم طويل أوي، فقوم بقى وروح شوف وراك إيه"
هتفت لينة بحماس بينما أردف يوسف مستاءً:
_ مش ورايا حاجة، خلصت كل اللي ورايا عشان ا
أخد النهاردة إجازة وأرتاح فيه قبل يوم الفرح..

اتسعت حدقتي لينة بذهول، ورفضت البتة الخضوع لما يريده، اقتربت منه ثم انحنت عليه في محاولة منها على إبعاده عن الفراش، فشلت في تحريكه سنتيمتر ثم تفاجئت به يسحبها من يدها حتى باتت جواره.

اعتلاها هو وصاح مبتسماً:
_ أنتِ اللي جيتي لقضاكي، استحملي بقى..

حاولت لينة التملص من بين يديه لكنه قيد حركتها فهتفت متوسلة:
_ ميمي تقول إيه لو شافتنا كدا؟

غمز لها وأجابها بخبث:
_ باخد حقي من مراتي..

جمعت لينة قوتها ثم دفعته بعيداً عنها ونهضت مسرعة وهي تتمتم:
_ ياعم روح كدا أنت وحقوقك دي..

التفتت إليه قبل أن تخرج من الغرفة ورفعت إصبعها محذرة إياه:
_ خمس دقايق بالظبط وألاقيك نزلت من البيت!

لحق بها يوسف قائلاً:
_ تعالي هاتيلي هدوم وأنا أقوم..

تأففت بحنق ثم اقتربت من الخزانة فلا يوجد أمامها سوى الرضوخ لطلبه حتى يفعل ما تريده، أخرجت قميصاً أسود وبنطال باللون الرملي ثم التفتت لكي تريه ماذا أحضرت له لكن لم يكن هناك داعٍ، فكان هو خلفها، تراجعت هي لكنه لم يتوقف حتى بات ملاصقاً لها وقال متسائلاً:
_ جبتي لي إيه؟

حاولت دفعه لكنه أبى ومنعها من الهروب، فهتفت هي:
_ على فكرة إحنا مش لوحدنا لو كنت ناسي يعني!!

حرر هواك فالحب بات معلنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن