الفصل الثامن والعشرون

15.8K 514 105
                                    

«حرِر هَوَاك فَالحُب بَات مُعلنا»
«الفصل الثامن والعشرون»

***
" أأيه يختي، أتقدملك!"
هتف يوسف باستنكار تام بينما قابلته لينة بإصرار واضح:
_ وإيه المشكلة؟ مش ربنا قال أدخلوا البيوت من أبوابها، مش عايز تدخلها ليه يا أستاذ يوسف ولا أنت بتاع تسلية وبس

جحظت عيناي يوسف بصدمة بينما لم يصمد زياد أمام ذاك الهراء وانفجر ضاحكاً، ناهيك عن ذهول السيدة ميمي وهي تتابع حوراهما العجيب، في حين أن علي يجلس يشاهد ما يحدث بغرابة.

صاح يوسف عالياً فكلماتها نجحت في إخراجه عن هدوئه:
_ أتسلى إيه، إيه اللي أنتِ بتقوليه دا! أنتِ عبيطة؟ افهمي كلامك الأول وبعدين قوليه

عقدت لينة ذراعيها بعناد وهتفت آخر ما لديها:
_ والله دا اللي عندي، لا تيجي تتقدم لي زي أي بنت لا تنسى الموضوع دا

أوصد يوسف عينيه محاولاً الصمود قدر المستطاع، أنتبه الجميع على قهقهة زياد ثم تلاها حديثه الساخر:
_ مش متخيل يوسف يروح يشتري ورد ويلبس بدلة ويجي يخبط على الباب اللي هو باب بيته عشان يتقدم لك، أو نروح بعيد ليه، هو يخرج من أوضته ويدخل يقعد في الصالون على ما أنتِ تجيبي الجاتو وتخرجي

انفجر ضاحكاً وشاركه علي الضحك وكذلك السيدة ميمي، بينما هلل يوسف بتهكم:
_ مش فاهم بجد إيه الهبل دا، على أساس إننا منعرفش بعض وبعدين عايزاني أتقدم لك أدينا فيها أهو، تتجوزيني؟

رمقته لينة شزراً وهتفت مستاءة:
_ إيه العبط دا؟ أنت تحدد يوم وتيجي لابس لبس رسمي وأنا لابسة دريس، وتجيب بوكيه ورد أحمر وشكولاتة، وتعرض عليا الجواز ووقتها بقى أنا أقولك سيبني أفكر

"كمان!"
صاح يوسف بعدم تصديق، ولم يكترث لصوت ضحكات الآخرين التي تدوي في المكان، حك ذقنه بشدة فلقد نفذ صبره على تحمل ذاك الهراء، ابتلع ريقه وهدر:
_ بالله عليكي لو كان مقلب انهيه عشان جبت أخري.

نهضت لينة وبنبرة واثقة قالت:
_ لا مش مقلب ودا اللي عندي ولا أنا مشبهش يا سي يوسف؟

حمحمت قبل أن تضيف:
_ حدد ميعاد مع أخويا واتفقوا، عن إذنكم

غادرتهم وعادت إلى الغرفة تحت نظرات الجميع المذهولة، تبادلا يوسف وعلي النظرات ثم هتف علي:
_ والله ما أعرف حاجة عن الهبل اللي قالته دا هي قالتلي تعالى عايزة أتكلم معاك في موضوع

أطلق ضحكة ساخرة وأضاف:
_ مكنتش أعرف إن الموضوع هيكون كدا

تأفف يوسف بنفاذ صبر فتدخلت السيدة ميمي محذرة إياه:
_ إهدى شوية يا يوسف العصبية دي مش كويسة عشانك أنت نسيت الدكتور قال إيه؟

رمقها لثوانٍ وهدر:
_ أنتِ مش شايفة هي بتعمل إيه؟

"بتدلع، وبعدين لما أنت مش قد الدلع من دلوقتي هتعمل إيه بعد كدا؟"
أردفتهم ميمي مازحة بينما نهض يوسف عن كرسيه فتسائلت بفضول:
_ رايح فين؟

حرر هواك فالحب بات معلنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن