الفصل السابع والعشرون

16.4K 493 46
                                    

«حرِر هَوَاك فالحُب بَات مُعلنا»
«الفصل السابع والعشرون»

***
"يوسف"
لا يتردد في ذهنه سوى اسم صديقه بنبرتها هي، كلما حاول تخطي الأمر لا يستطيع، يتردد صدى صوتها في عقله، لم يشعر بنفسه سوى وهو يدفعها بعيداً عنه قبل أن يحاول لمس شفتيها.

ارتفعت وتيرة أنفاسها برعب وطالعته بنظرات مبهمة في انتظار تعليله للأمر، انتفض من مكانه وهو يردد بأنفاس لاهثة:
_ مش هينفع...

أولاها ظهره متوجهاً نحو المرحاض فهتفت هي متسائلة:
_ ليه؟

توقف عن السير دون أن يلتفت فتابعت هي أسئلتها:
_ أنا غلطت في حاجة؟

استدار بجسده ونظر حيث تمكث، حرك رأسه بنفي وقال:
_ دي مشكلتي أنا، أنا آسف

أولاها ظهره للمرة الثانية وهرول داخل المرحاض، أغلق الباب ووقف خلفه يلكم رأسه بقوة، يعترف أنه يمتلك ذاكرة لعينة لا يمكنها نسيان الأشياء بسهولة، وقف أمام المرآة يطالع ملامحه الغاضبة ولم يكف عن تأنيب ذاته داخله.

في الخارج، سحبت إيمان الغطاء أعلاها، فلقد شعرت أنها عارية بعد رفضه لها، تساقطت عبراتها ودفعه لها لا يريد الإقلاع عن عقلها، انتبهت على خروجه فأسرعت في مسح دموعها لكنه قد رآها وشعر بأنه أحمق كبير لأنه تسبب في تحطيم كبريائها بعد فعلته.

لكنه فعل ذلك رغماً عنه، حقاً يرد التقرب منها لكن عقله لا يسامح بسهولة، بدل ثيابه بأخرى، ثم حمحم وقال:
_ أنا نازل..

اكتفت إيمان بإيماءة من رأسها دون النظر إليه، فكان يزداد ضيقاً لعدم قدرتها على مواجهته، كيف سيصلح ما اقترفه؟
لا يدري، تأفف بضيق وفر هارباً من ذاك المنزل، فكانت الوسيلة الوحيدة أمامه، توقف عن النزول عندما فتحت والدته الباب وكان بثياب الخروج، ابتسمت في وجهه وقالت:
_ ينفع تاخدني معاك، أبوك من الصبح مجاش ولازم أروح أعمل الواجب، عشان ميمي متزعلش مني

دون أن يعقب أماء برأسه ثم تابع هبوطه، تحت نظرات والدته المتعجبة من أمره، تبعته للأسفل والعديد من الأسئلة قد راودتها لكن لم يكن لديها إجابة لديهم.

استقلت السيارة وتابعت مكالمته الهاتفية التي قال فيها:
_ لو حضرتك خلصتي أنا تحت، تعالي معايا، تمام أنا مستنيكي أهو

أنهى المكالمة فتسائلت شهيرة بفضول:
_ مين اللي جاي معانا؟

أجابها مختصراً:
_ أم يوسف..

حركت رأسها بتفهم ثم سألته باهتمام:
_ مالك؟ شكلك مضايق؟

دون أن يلتفت أجاب ببرود:
_ لا مش مضايق

بعفوية أمومية هتفت:
_ عليا برده؟ قول مالك هتخبي عليا!

تفاجئت شهيرة بثورته حيث صاح عالياً بغضب:
_ قولت مفيش، مفيش

حرر هواك فالحب بات معلنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن