الفصل الخامس

54 7 11
                                    

أتمنى تدعموني بـ ڤوت و كومنت برأيك✨


















*لتجد فتاة تندفع من الغابة- التي بجانبها- بروْع ترتدي ملابس ملكية فوقها رداءٍ فيروزي ذي قلنسوة واسعة شفافة تبهم هويتها.
اندفعت الفتاة نحوها وارتمت عليها تتشبث بساعد راسيل" وتضغط عليه خوفًا وتقول و القلنسوة ما زالت تغطي معظم وجهها، و زمجر الذئب لشعوره بالخطر

قالت لها بصوت تخالطة الدموع ،و راسيل " في حالة صدمة و توتر مما يحدث
- أرجوكِ ساعديني، لا تدعيهم يقتلونني أرجوكِ.
راسيل" بقلق وهي تضع كلتا يديها على كتفي الفتاة تهديء من روعها و أنفاسها التي تستنشقها بصعوبة
- ‏من الذي يريد قتلك؟..من؟
وقبل أن تجيب الفتاة اللاهثة، قد ظهرت بوادر أشباح لجنود يقدمون من الغابة التي قدمت منها الفتاة مشهرين أسلحتهم ويسرعون نحو الفتاة وراسيل".
دفعت راسيل" الفتاة بيدها بعيدًا عن الساحة التي ستحدث فيها المعركة و ألقت إليها الخنجر وعقفت يدها للخلف تلتقط سيفها من غمده وتتأهب للقتال هي و ذلك الذئب ثلجي اللون.
انقض الثلاثة جنود على راسيل" وانقضت هي بدورها والذئب ليشتبكا في معركة شرسة والفتاة تقف مرعوبة تجذب ذرات الهواء إليها بصعوبة ولا تقوي على فعل شيء
قالت وهي تتلقى ضربات أحد الجنود بسيفها و هي تنهج من الحركة و تركله في ساقه على الركبة بالتحديد فيخر ساقطًا
- ركز على السيقان والأذرع يا حرفوش"... فلن يقووا على الحركة بعدها.
أصغى إليها الذئب كـ فتى مطيع وشرع يغرز أنيابه الحادة في سيقانهم و أذرعتهم حتى استكانوا جميعًا وسقطت سيوفهم و خروا وأنينهم يعلو ويرتفع.
بينما قد اصيبت راسيل" ببعض هجمات السيوف التي مزقت كم سترتها طولًا بمد ذراعها، فركض إليها الذئب عندما رأى ذلك و بدأ يمسد رأسه في يدها فقالت
وهي تهندم ملابسها و تملأ رئتيها بالأكسجين
- لا بأس يا صديقي، لقد تخلصنا منهم.
‏نظرت إلى جرحها وقالت في وسط أنات الجنود
- ‏هكذا المحارب يا صديق، لديه ندوب دائمًا سواء في جسده أو في قلبه.
زاد عناق الذئب لها فابتسمت وهي تربت على رأسه ثم سرعان ما تذكرت الفتاة المتسببة في الأمر.
بحثت عنها فوجدتها على بعد أمتار من أرض المعركة تقف كالتمثال يتملكها الرعب، فهرولت إليها وهي تحدقها بغيظ
- من أنت يا بغيضة؟....هل أنت ابنة أحد ملاعين تلك الممالك؟
- ‏هزت رأسها بالنفي فواصلت راسيل"
-لا!!.. ‏ملابسك باهظة الثمن و يبدو عليك الرقة المفرطة الكريهة!...إذا فأنت ابنة رجل ثري حقير.
اومأت الشابة بالسلب. فرشقتها نظرات راسيل" بسأم
- فلتزيحي تلك القلنسوة عن وجهك.
نزعت تلك الشابة القلنسوة عن وجهها ببطء وتردد،كاشفة عن شعرها البني الطويل المسترسل و بشرتها الفاتحة،فقالت فور رؤيتها
- اممم جميلة للغاية، هذا ما توقعت، فالجميلات دائمًا ما لديهن حجة للتدلل و افتعال المشكلات!....لما كان يلاحقك أولئك الجنود الذين يحتضرون؟
- لا دخل لك.
- ‏لا دخل لي!
لوت راسيل شفتيها لأسفل و نظرت إليها بغرابة وقالت موجهة كلامها إلى الذئب
- هيا نمضي في طريقنا يا حرفوش".
واستدارت و ذئبها في طريقهما
استوقفتها الفتاة
- انتظري، لا تتركيني.
نظرت إليها راسيل" في ضجر و استغراب
- وماذا بحق الله سأفعل لك!.
- اصحبيني معك!
- ‏وما أعلمك بوجهتي؟
- ‏مهما تكن اصحبيني معك أرجوك.
- ‏إنني حتى لا أعرفك!
وفي وسط الحديث أطلق الذئب أصوات ملل تخبرها أنه يود الرحيل، بينما قالت الفتاة
-سأخبرك كل شيء لكن لا تتركيني سيرسل المزيد ليقتلوني.
-‏لا، ستكونين حملًا ثقيلًا عليَّ.
اغرورقت عينا الفتاة
-أرجوك! إن تركتيني خلفك و ذهبت سيظل مقتلي ذنبًا في رقبتك إلى يوم نُبعث.
أطلقت راسيل" زفرة متأففة هي تهمس
- ياربي، ماهذه النوائب التي تصيبني.
‏و تحرك العطف بداخلها لما رأت الفزع والخوف على الفتاة ووجها الممتقع المزعور.
- أوف، حسنًا.
ابتسمت الفتاة فرجًا،وأزالت قطرات الدموع عن عينيها بأناملها.
واصلت راسيل القول
-لكن معي ستكونين خشنة فتاة قوية لا تُقهر، تتكسر على يديها السيوف ولا تكسرها، تزيدين البرق نورًا و الرعد وجل...فأنا وحدي لن أستطيع حمايتك.
اومأت الفتاة بفرح وحماس
- إلى أين سنذهب إذًا؟
- ‏آآء..يتعين عليك تبديل تلك الملابس الرقيقة أولًا.
- ‏ليس معي أي عملات لنشتري ملابس جديدة.
- ‏اوفف...سنبدلها يا عزيزتي، سنبدلها...ملابسك ستأتي لنا ببذلتين مما أرتدي.
اومأت، ولم يكن حرفوش" مسرورًا بالصحبة الجديدة.
و شرعوا في رحلتهم و راسيل" تواسي حرفوش"
- لا بأس يا حرفوش" أعلم أنها بغيضة و رخوة لكن ستعتاد عليها، سنجعلها أقوى و أبأس.
تدخلت الفتاة
- هل تتحدثون عني؟
- ‏لا أبدًا.
ظلوا يمشون حتى ظهر السوق على مرمى البصر، سوق شعبي يمتليء بالجيد والرديء الطيبين و مسمومي اللسان.
وقفت راسيل" والفتاة عند محل لبيع الملابس وطلبت من السيدة التي كانت ترشق الفتاة معها بشك و بنظرات متوجسة، أن تاتيها ببذلتين من نفس التي ترتديها وستعطيها ملابس الفتاة.هزت السيدة رأسها و آتت بمقاسيهما من البذلات. خاصة راسيل" نبيذية اللون، وخاصة الفتاة بنية فاتحة تشبه عينيها الواسعتين الكحلتين.
قالت راسيل"
- هل لنا بمكانٍ نبدل فيه ملابسنا.
السيدة و عيناها لم تنزح عن الفتاة
- بالطبع حبيبتاي.
و دخلت راسيل" إلى مكان في المحل وبدلت ملابسها، ثم من بعدها الفتاة وأعطت فستانها للسيدة و ذهبوا جميعًا..مرورًا من طريق لا يمر به الكثير يوصل إلى الشمال الغربي
نظرت إليها راسيل بإعجاب وقالت
- ويالهذا هكذا بدوت أخشن و أجمل بالطبع... الآن أخبريني ما اسمك.؟
تنهدت الفتاة بهم دفين وبعد هنيهة قالت
- أنا الأميرة أرازيا"!
اتسعت عينا راسيل بدهشة
- اللعنة!...وماذا تفعلين هنا بين العامة؟ إنك بعيدة كل البعد عن مملكتك.!
- ‏نعم وهذا ما أريد!
استعجبت راسيل وهي تهز رأسها
- لكن القصر، من يترك قصرًا و يجيء ليتسول في سفوح الجبال؟!
أرخت جفنيها و سحبت نفسًا طويلًا، ثم نظرت إلى راسيل" بنظرة حزينة
- لو خيروني بين الجحيم وقصر أبي لاخترت الجحيم!.
عبثت بعض الصدمة في عقلها وقالت.
- ماذا فعل ذلك الأيهم الأعور.
لمعت عيناها بطيف دموع
- لا أريد تذكر شيء من فضلك.
- حسنٌ
ثم قطرات لؤلؤية فاضت من عينيها على خديها المرمريان، و‏أطرقت راسيل" تفكر بعجب لم قد تترك أميرة كل تلك الرفاهية و تأتي لتنغمس في هذه الحياة العبثية الفقيرة، مالذي دفعها لذلك؟ لا بد و إنه كثير للتحمل لن يفعل ذلك إلا من امتلأت نفسه بالألم والظلم.
مسحت أرازيا" اللؤلؤ عن خديها وكأنها تقول لنفسها لنبدأ من جديد، كل نفَسٍ هو بداية جديدة. ثم سألت راسيل" التي تمازح ذئبها الساخط
- إلى أين نحن متوجهتان بالمناسبة؟
التفتت إليها وهي تقول بإحراج وتطبق أسنانها سويًا.
- في الحقيقة نحن نعبث!
- ‏ماذا؟؟؟
- ‏مهلًا يا أميرة لا تتلفي أعصابك...يتحاكى الناس بوجود مملكة جديدة ظهرت من العدم وأنا في رحلة لاستكشافها.
- ‏إنك لمجنونة حقًا...من ترككِ تذهبين وحدك؟
- ليس لدي من يمنعني يا أميرة، إنني سيدة نفسي.
- ‏لا تناديني بالأميرة مفهوم، ولا باسمي الحقيقي أيضًا.
راسيل" باستخاف
-اممم لقد بدأت إمارات القوة تظهر عليك...بما أناديك إذًا؟.
-سيرينشا ربما.
ابتسمت راسيل" ابتسامة عريضة وقالت
- حسنٌ يا سيرينشا.
- ‏ما اسمك إذًا.
تنهدت بعمق
- "راسيل"
- حسنٌ يا "راسيل" لقد تعُبت قدماي.
زفرت راسيل بتأفف
- ها نحن سنبدأ في دلال الأميرات.. لم نمش إلا بضعة كيلومترات ماذا بكِ.
- هل كان من المفترض أن أشكي بعد الميل السابع؟؟
- ‏أنظري إلى حرفوش"، لم يشتكِ حتى.
لتنظرا اثنتاهما إلى الذئب فتجدانه منقلبًا على جنبه باسطًا أطرافه ويلهث.
واصلت راسيل" بإحراج
- إلَّا الآن.
كانت الشمس على وشك المغيب وآشعتها تضعف، والوسط مُنار بوهن
قالت
- حسنٌ، سنخيم هنا الليلة، ونواصل في الصباح.
- نخيم!! هل معك خيمة من الأساس؟!
زمت راسيل شفتيها
- في الحقيقة لا..لكننا سنتوهم أن معنا خيمة، وأننا سنقيمها ونبيت تحت ظلها. ما رأيك!؟ أليست فكرة عبقرية.جج
نظرت إليها سيرينشا نظرات مستغربة مما ترى فيها من جنون و عجب، وفي نفس الوقت كانت قلقة حيرة من المكان التي ستقيم فيه حتى الصباح.
راسيل"
- سنبيت هنا الليلة في رقعة بعيدة عن الأنظار، و في الصباح سنبحث عن خيَّال نبتاع منه حصانين.
ما كان أمام سيرينشا إلا أن توافق مغلوبة على أمرها.
*********

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 03, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سم رئبالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن