Ch 1

22 2 0
                                    

فتحت الباب الشرفه ليضج صوت طيور النورس وهي تطلق الحانها المعتادة بصباح الباكر ، قامت بتشغل الة القهوة ليختلط ضجيجها بصوت امواج البحر الهادئ وهو يداعب صخور شاطئ .

عادة لتقف مواجهة لشرفة واضع يديها على خصرها باسترخاء وهي تمرر بصرها بهدوء على المنظر الخلاب لسماء زرقاء شاحبة تتخللها غيوم اتخذت من اللون البرتقالي الفاتح بشرة لها، بينما عكست مياه المحيط الوان السماء الزاهية كغطاء ، مخفيه به جمال مياهها الصافية .

حينما بدات رائحة القهوة المخدرة بالانتشار في الهواء اغمضت عيناها وبدات بعملية بطيئة من شهيق وزفير ، لتملئ دواخلها برائحة الشاطئ الناعمة وهي تراقص رائحة القهوة الشديدة في رقصة متناغمة ، لن يفهمها سوى مدمن هذه الرائحة .

بدا صوت الالة في الخفوت تدريجيًا لتعلن عن انتهاء عملها ، فتحت عينيها ببتسامة صغيرة اشبه بتحية لطبيعة على هذه التحفة الفنية ، وتمسك كوبها بيد اليسرى والاخرى تسكب بها القهوة بتاني وتفاني لحد امتلاء الكوب بحيث ان قطرة واحدة يمكن ان تسبب بفيضان بلون الاسود يدمر صفاء الكوب الابيض .

وضعت الابريق القهوة الذي لايزال يتصاعد منه أبخرة تدل على مدى الحرارة التي تحملتها ، حولت نضرها ببطء لاطار صورة صغير بحجم الكف يحمل بين ضلوعه صوره لامراة في عقدها الثالث ، يحمل وجهها الرقيق أجمل وأحن ابتسامة قد راتها عين ، وتمسك بقبعة شمسية صغير وطفولية على راسها تعود ربما لأبنتها الصغيرة .

ابتسمت باشراق اكثر من ذي قبل وهي تقول برقة : صباح مشمس وساطع على شمسي الكبرى

اجابها صوت امواج البحر بلطف وهو يعاود ارتطامه بشاطئ ، ارتشفت من قهوتها وهي تتكآ على الطاولة لمدة لا باس بها سامحة للقهوة بان تتدفق بين دماءها ، معطيه اياه دفعة كافيه من الكافيين .

تبدلت الابتسامة المشرقة الى اخرى مليئة بسخرية كما لو انها تسمع شيء مضحك : معك حق ، انا لم اكن أبد طائر يستيقظ مبكر

أدارت وجهها ناحية الشرفة لتراقب الغيوم وتنساب بحركة خفيفة وتسحبها لفترة قديمة من حياتها

...
صوت انثوي بدآ يتحول الى صرخة حرب بدون انذار مسبق : ديبرا ...ديبرا ... ديبرا انديانا لوكس ، اذا لم تستيقظي في حال ،أقسم بإسم جدتك الكبرى صوفيا ، سوف تعاقبين بشدة

وبحركة لا اراديا استقامت من كانت تتلوى مثل الدودة في سرير لتجلس على حافة السرير وترد بصوت يهيمن عليه النعاس : نعم ، مستيقظة مستيقظة

ديلارا تنهدت بعدم تصديق وبدات بتوبيخ ابنتها وهي تتجه الى نافدة الغرفة وتفتحها : ديبرا عزيزتي ، ما كل هذا الكسل ؟ ، لقد اشرقت الشمس من ساعات ، و غادرت الطيور أعشاشها من زمن لتبحث عن قوتها

Scar حيث تعيش القصص. اكتشف الآن