Ch 5

6 2 0
                                    

كثيرةً ومتنوعة هي الجراح التي تصيب الفرد طوال فترة عيشه،  سطحية كانت أم عميقة ، ظاهرة ام  باطنة ، جسدية ام  نفسية ، شفيت ومحيا أثراها ام خلدت خلفها نذبه قبيحة غير قابلة للزوال ،  في نهاية المطاف جميعها جراح تحمل معها ذكريات وقصص ومشاعر لايمكن وصفها ، حتى عجز قلم ابلغ الأدباء عن ذلك ، لما تحمله من عمق اثري .

كماهي قاعدة  من يمتلك  جرح   يحرص على  إخفاءه  حتى في أشد الضروف قسوة ، ولم تكن  ديبرا  من شواذ هذه القاعدة ولم تكن تخطط لكسرها ، انما كانت من اكثر الأشخاص  الملتزمين بها .

ومع ذلك ها نحن ذا  نشهد على اخفاق ديبرا بالتزام بهذا القاعدة  ، فكيف ستلتزم بها بينما هي تشهد هذا المنظر الشنيع بصدمة مهولة ، لدرجة توقف عقلها عن العمل .

صغيرها ليون  البريئ الطيب  ملطخ بلون الأحمر الدموي  و اشبه بجثة هامدة فوق  ذئب ابيضّ اللون بلون ثلجي ويفسد جماله الابيض ، اللون الأحمر اللزج حول فمه  ومخالبه الإمامين دليلا على آخر جريمة من جرائمه .

وكم رغبت  ديبرا ان تأخذ ليون وتضمه لصدرها لكن كل ما استطاعت فعله هو ضم صوفيا  المبللة والتي ترتعش ببكاء شديدة اليها بشدة ولم تزل عينيها عن منظر ليون  المفطر للقلب .

امر  ديكلن  رجاله بان يبعدوا ليون عن ظهر الذئب  الذي اصبح شرس بمجرد لمحه للرجال الذين يحاولون الوصول له ، وبدء بإظهار انيابه الملوثة بالأحمر الدموي ونباح بشكل عدواني  على تجمع من حوله .

كل هذا يحدث تحت أنظار ديبرا  بحركة بطيئة تصويرا كما لو كان مشهد أبدي من فلم ما  يعرض بأحد صالات العرض، لكن تم انتزاعها من مقعدها  الإجباري عن طريق سحب صوفيا من بين احظانها ، معيدا إياها للواقع بشدة غير متصوره .

  حولت دبيرا نظرها إلى صوفيا التي كانت تشهق بين احظان ديكلن  الوقف بداخل النافورة بجانبها ، مد يديه إلى ديبرا ليساعدها على الوقوف لكن لم يجد منها استجابه سوى   امتداد يدها  ناحية فمها متحسسة الندبة التي كشف عن وجودها اخيرا .

اسرع سام بأخذ صوفيا من بين يدي ديكلن  ، بينما نيك اسرع بوضع   غطاء حول صوفيا  في محاولة لتدفئتها .

استمرّت أصوات الهمس المتبادل بين  أولياء الأمور و الطاقم التعليمي  عن مدى شناعة الندبه  والكثير والكثير من الحديث الذي لا طائل منه.
 
بغضب  وسرعة انحنى ديكلن   ليضع يديه تحت ذارعي ديبرا التي لا تزال تتلقى الكثير من الصدمات  ، ليحملها  ديكلن بخفة  خارج من النافورة وهي   لا تزال بين احظانه ، اسرع ديكلن الخطى  ناحية سيارته ليركب بالخلف ويأمر سام  بقسوة بالقيادة للمنزل وهو يشعر بأنفاس ديبرا المتسارعة  لدرجة انها اوشكت على دخول بحالة  هلع.

لكن ديكلن  بعجل  رفع راسها  لتنظر له بعينين متوسع  ومصدومة غير واعية لصوته وهو ينادي باسمها ويأمر بتنفس  بخوف .

Scar حيث تعيش القصص. اكتشف الآن