بقيت مع حاتم لبضعة أيام لكن ساقي المكسورة لم تكن تعافت بالكامل ،بالرغم من ذلك كنت أخرج معه لأحمي ظهره من المصابين الذين يحاولون قتلنا ، دائماً ما أتسائل هل هم بشر بالداخل؟ هل أقتل إنسان؟
لكن أفكار مثل تلك لا تأتي أبداً عندما يهجمون علينا فإما أن نقتل أو نُقتل ، كذلك لم أفكر عندما خرجت مع حاتم لنبحث عن ذخيرة لسلاحه فسمعنا صوت ظنناه سراب ، كان صوت طفل رضيع يبكي بالقرب منا.
ركضت ببطئ قفزاً بعصاي محاولاً أن أتبع الصوت ؛ فتوقف الصوت فجأة لكنني ظللت أركض بإتجاهه حتي رأيت طفل علي الأرض ينظر إلي إمرآة يكسوها دماء تصرخ عليه فأمسكت جيداً بعصاي و ضربتها علي رأسها بقوة و إقتربت من الطفل لأحمله فسمعت صوت أقدام خلفي فإستدرت لأجد حاتم ممسكاً بسلاحه ثم قال لي:
''ماذا الأن؟ ألم أخبرك أنه لا يجب أن تبتعد عني بساقك هذه!؟''.
كنت مستعداً لأتشاجر مع حاتم مجدداً ، لكن الطفل إبتسم عندما رأي حاتم و توقف عن البكاء ، و أشار حاتم مسدسه علي شيء ما خلفي فإلتفت ورائي لأجد رجل كبير السن يرتدي ثوب أبيض متسخ يتبعه أكثر من عشرة رجال في شبابهم يرتدون مثله ، رفع يده يمدها إليّ قائلاً:
''أنت! أعطني ولدي!''.
فقال حاتم رافعاً سلاحه:
''ماذا تنتظر نحن لا نريد أي مشاكل''.
ظل الرضيع ينظر إلي حاتم مبتسماً إلي أن نظر إلي الرجل ذو الثوب و عاد مجدداً يبكي عندها شعرت بأمر غريب و نظرت إلي المرأة المصابة التي كادت تقتل الرضيع ، و أثناء ما أنا أتردد فإذا بحاتم يأتي من خلفي ليأخذ الطفل عن يدي و يعطيه للرجل ذو الثوب الأبيض.
و في نفس اللحظة قال الرجل مبتسماً يظهر أسنانه الملتوية:
''أحسنت صنعاً...إذا أردت مساعدة ما تعالي إلي نفس المكان مجدداً و سنجدك ، سيعاملك أبنائي كأخ لهم''.
ثم غادر و رجاله معه علي صوت بكاء الطفل حتي أختفي تماماً ، في ذلك اليوم قررت المغادرة و ترك حاتم ، أخذت الدراجة النارية التي قد وجدتها منذ بضعة أيام و وضعت بالحقيبة بعض الطعام و أعطاني حاتم مسدسه لأنه قد وجد بندقية ثم قام بتوديعي قائلاً لي:
''بقلبك هذا لن تستطيع النجاة لفترة طويلة''.
غادرت و لم أنظر ورائي متجهاً إلي قرية زوجتي ، لقد قلّ عدد المصابين في المدينة لا أعلم لماذا يبدوا كأنهم أختفوا إلي مكان ما أو ربما ماتوا في المجاري ، ربما زوجتي فعلاً بأمان في قريتها حيث عدد الناس سيكون قليل.
كان الطريق هادئ لا أسمع صوتاً سوي صوت الدراجة و الرياح التي تخترقها اذني ، و كل حين و آخر أجد سيارة محطمة يحيطها بعض المصابين الذين يركضون ورائي قليلاً و لا يستطيعون اللحاق بي.
إقترب موعد غروب الشمس لأري القرية بعيدة عني و ليكاد بنزين الدراجة أن ينفذ ، إقتربت أكثر فأكثر حتي نفذ بنزين الدراجة تماماً فأخذت باقي الطريق سيراً ، مباني القرية كانت قديمة مصنوعة بدون إتقان بنايات المدينة.
لم تكن القرية فارغة تماماً وجدت رجلاً مصاباً بندبة سيئة المنظر علي فمه فضربته علي رأسه لأقتله بهدوء ثم ذهبت متجهاً ناحية منزل زوجتي القديم ، هناك حيث عرضت علي والدها الزواج منها.
المنزل كان مغطي بالدماء و في فناء المنزل قبر غير مكتمل و كان الباب الأمامي مفتوح ، عندما دخلت وجدت والدها ميت علي الأرض و بجواره رجلين لم أعرفهما ، و هناك أمام الطاولة بجوار التلفاز حبيبتي علياء جالسة تلهث يكسوها الدماء ثم رفعت رأسها فور أن رأتني بعيناها الحمراء.
رأيت زوجي...الذي تخلي عني في وقت حاجتي له...لقد هاج أبي و قام بقتل الرجال الذين شعروا بالذعر ثم إلتفت لي و قام بعضي و عض والدتي...زوجي..لقد تركتني...أنا أكرهك....لا أكره شيء مثلك...!
إندفعت علياء ناحيتي...لا أصدق أني سأقتلها ، لا أريد ذلك! ثم أخرجت مسدسي و صوبته ناحيتها ثم أطلقت النار و سمعت صوت جسدها و هو يرتطم بالأرض بقوة...إنه لشيء مضحك ، أن أقطع كل تلك المسافة إلي قرية لأجد حبيبتي قد أُخذت مني...أخذها القدر ، لا بل ربما كل هذا خطأي ، كل ذلك بسبب شجار واحد حدث بيننا لا أتذكر سببه حتي ، سلب حب حياتي مني.
الشمس قد إبتلعها الريف و أخر شعاع لها أصبح يغادر المنزل المُعتم ، لكن قبل ذلك وضعت المسدس إلي رأسي و ضغطت الزناد و سمعت صوتاً جعلني أدرك أن الرصاص قد نفذ.
(النهاية).
أتمني تكون القصة عجبتك و لا تنسي تعمل فوت و فولو و تكتبلي رأيك بالتعليقات.
أنت تقرأ
إنفصال بين فاسد
Historia Cortaرجل و زوجته يتشاجران في صباح يومهما فيغادر الرجل تاركاً زوجته إلي العمل فيتفاجئ بإندلاع مرض يجعل الناس حوله أشد عنفاً ، و الأن يحاول العودة إلي زوجته لكن ذلك لن يكون سهلاً ، لا يتصل من إنفصل بسهولة و أحياناً لا يتصل أبداً... القصة خمس بارت.