راحت سابرينا تعبث باصابعها في الفراء الذي يزين سترتها المسائية السوداء ثم دفعت الياقة حول عنقها.
وتهدل ركنا شفتيها في يأس واضح وهي تقرض شفتها السفلى ولم يحل زجاج السيارة المغلق دون سماع صوت السيارات الاخرى الواقفة امام المسرح.قالت وفي صوتها نبرة يأس:
" لماذا لا توصلني الى البيت وتذهب وحدك الى الحفل؟"
قال باي يذكرها:
" الدعوة موجهة لكلينا"قالت سابرينا:
" السيدة تايسن لا تعرفني ولن تفتقدني ان لم اذهب"
اجابها وهو يبتسم بحزم:
" اجل....انها ستفتقدك وخاصة انك كنت الدافع في تقديم الدعوة"
" لم اكن كذلك"قال باي وهو نافذ الصبر:
" دعيني اعيد صياغة عبارتي. دعتنا الى حفلها بعد مقابلتها لك لانك اثرت فيها حب الاستطلاع"
جادلته سابرينا قائلة:
" لم تتح لنا الفرصة في القبول او الرفض والا كنا اعددنا الخطط لمواجهتها"قال:
" ليست لدينا اية خطة الان.اليس كذلك؟ اذا لا يوجد هناك اي سبب يبرر عدم ذهابنا الى حفلتها وبخاصة ان الوقت اصبح لايسمح لنا للاعتذار"
وشمخت بانفها في تحير وقالت:
" لا اريد ان اذهب ويعد هذا سببا كافيا بالنسبة لي "فأجاب باي بصوت ينم على انه لا يرغب في مزيد من الجدال
"لا..ليس هذا سببا كافيا"
فقالت سابرينا وهي تحتل مقعدها:
" انت مستبد يا باي كاميرون"
فقال برقة:
" شكرا لك"
فكررت كلامها:
" مستبد..."
اما وقد كبح باي جماحها بطريقته فانه قادها مرة اخرى الى موقف ليس من اختيارها ولم تستطع سابرينا تركيز حواسها حتى تعرف الاتجاه الذي يتوجهان اليه وشعرت انها لم تعد تقتفي موقع المنحنيات ولم تعد تدرك اي الطرقات يتخذ.
ولكن غياب الحركة الكثيفة للمرور يشير الى ان المنطقة آهلة بالسكان ولكنها لا تدرك اي قطاع من المدينة قد بلغاه.وابطأت السيارة في سيرها وعندما مالت عند منعطف اعلن باي:
" وصلنا.."
واوقف دوران المحرك ولم تتفوه سابرينا بكلمة. كانت تجلس في صمت مطبق وهو يفتح الباب ويغلقه. وراحت بخيالها تراقبه وهو يدور حول السيارة ويتجه نحو بابها وقدرت الثانية التي يقوم فيها بفتحه فلم تتحرك من مقعدها.
فقال ساخرا:
" هل انت قادمة معي ام عزمت البقاء في السيارة وانت مقطبة الجبين كالطفل الصغير؟
قالت سابرينا ببرود:
" اذا ان لي حرية الاختيار فانني سأبقى في السيارة"
تنهد باي بصوت اتسمت نبرته الرقيقة بالصبر:
"سابرينا...هل تدعين حقا بعض الغرباء يدخلون الرعب في قلبك فتحجبين عن لقياهم قابعة في السيارة؟" انهم لا يلقون الرعب في نفسي"
" انت تخافين من الدخول للحفل. ما هي الكلمة التي تناسبك؟"
قالت سابرينا بتأكيد واضح:
" انا لست خائفة"
فقال باي مؤيدا ولكن صوته نم عن استنكار:
" بالطبع...لا"
فكررت كلامها بغضب:
" انا لست خائفة"فقال باي ثانية مؤيدا ولكن بنفس النبرة المستنكرة:
" لا يهم شعورك فاذا كنت قد عزمت على الجلوس في السيارة فانني اقتراح اغلاق جميع الابواب عليك. ولن اغيب عنك اكثر من ساعة."
فتجهمت سابرينا، ودفعت رأسها الى الوراء، غير واثقة عما اذا كان باي يداعبها ام أنه جاد في كلامه. فقالت له:
"أنت لن تتركني هنا وحدي".
أنت تقرأ
روايات احلام / عبير : عيناك بصري
Любовные романыقالت سابرينا :احبه بجنون ولكني اكرهه بشدة ,هل يجتمع الحب مع الكراهية ؟ بقدر تباعد الحب عن الكراهية ربما فصل بينهما خيط رفيع . وعلى سابرينا ان تحتكم الى العقل ........بدلا من بناء الامال الكبيرة .......ولكن هل يمكن الاستماع الى صوت العقل عندما يتورط...