نزلت سابرينا ببطء درجات السلم التي تؤدي الى الطابق الثاني وهي تعبث باصابعها في عقدة الشعر المعقوصة فوق رأسها وظهرت تقطيبة صغيرة بين حاجبيها عندما سمعت صوت ابيها وديبورا يترددان في غرفة الجلوس فسارت نحو الباب المفتوح وتمهلت ثم نادت سابرينا بصوت يشوبه القلق:
"ديبورا...هل يمكن ان اراك دقيقة واحدة؟"
" طبعا"
وخطت ديبورا خطوات سريعة مكتومة فوق السجادة وهي تسعى الى الباب حيث تقف سابرينا ثم سألتها:
" ما الامر؟"" هل يناسبني زي البنطلون؟"
تجهمت ديبورا في اضطراب وقالت:
" اظن انه يناسبك. هل دعاك باي الى تناول طعام العشاء في الخارج؟"فقالت سابرينا:
" سنلتقط شيئا من دكان المرفأ لنأكله كما فعلنا في المرة السابقة ثم نقوم بنزهة خلوية في مكان ما. انه لن يصحبني الى مطعم عام"ولمست بيدها البنطلون الفضفاض الرمادي اللون والمطرز بخياطة بنية غامقة ولقد انتقت له بلوزة عالية بنية اللون ايضا وحملت على ذراعها سترة من نفس اللون وعلقت حول عنقها سلسلة ذهبية طويلة .
وبعد ان اطمأنت على مظهرها اردفت تسأل:
" هل كان من الافضل ان ارتدي فستانا ابسط؟"" لا اظن ذلك. قد لا تذهبين الى مطعم فخم لتتناولين فيه طعامك ولكن لا يعد هذا سببا كافيا لان يبدو مظهرك اشبه بقنفذ البحر. ان زي البنطلون يصلح لاي مناسبة ماعدا الحفلات الرسمية"
قالت سابرينا:
" حسنا...."وتنهدت بارتياح فقد اصبح من الصعب عليها ان تعتمد على ذاكرتها في اختيار الملابس المناسبة منذ وقوع الحادثة.وعندما دق جرس الباب قالت:
" لابد انه باي"
قالت ديبورا:
" محفظة نقودك فوق المنضدة سأخبر باي بأنك في الطريق اليه"تناولت سابرينا النقود والتقطت العصا العاجية من فوق حامل المظلات وعلقتها على ذراعها وفتحت الباب المطل على الردهة والقت تحية الوداع على ابيها قبل ان تغلقه وراءها.
وهبطت درجات السلم في لهفة وشوق واخترقت سريعا الممر المؤدي الى ابوابة حيث فتحتها وقالت بملئ فمها:
" انا مستعدة.."ولمست يد باي ذراعها بخفة وهو يقودها الى المكان الذي وقفت فيه سيارته وقال لها:
" كنت اتمنى ان ترتدي ثوبك الجديد هذه الليلة"فضحكت سابرينا برقة:
" سأبدو حمقاء اذا ارتديت هذا الثوب في نزهة خلوية"
فقال متسائلا:
" نزهة خلوية؟ اننا لسنا عازمين على القيام بنزهة خلوية. انني ساصحبك الى احد المطاعم لتناول العشاء. الا تذكرين؟"
وعندما حولت ان تقول:
" ولكن...."قاطعها وهونافذ الصبر:
" ولكن ماذا؟"
قالت وهي تؤكد على مخارج الكلمات بضربات من اصابعها فوق عصاها:
" اجل...اذكر ما قلته"
واحتضن ظهرها بذراعه وهو يقودها بشدة الى السيارة وفتح الباب وساعدها على الجلوس على مقعدها وراحت تبحث بيدها عن مقبض السيارة لتحاول الخروج ولكنها قبل ان تعثر على القفل كان باي قد استدار حول السيارة واستقر في مقعده وطبق بيده على معصمها فقالت سابرينا:
" انت لا تعيريني اهتمامك"
أنت تقرأ
روايات احلام / عبير : عيناك بصري
Romansaقالت سابرينا :احبه بجنون ولكني اكرهه بشدة ,هل يجتمع الحب مع الكراهية ؟ بقدر تباعد الحب عن الكراهية ربما فصل بينهما خيط رفيع . وعلى سابرينا ان تحتكم الى العقل ........بدلا من بناء الامال الكبيرة .......ولكن هل يمكن الاستماع الى صوت العقل عندما يتورط...