كانت كلمة الوداع التي القاها باي هي: سأتصل بك هاتفيا ومن واقع تجربة سابرينا كانت هذه الكلمات تعني نهاية العلاقة.
وها قد حل يوم الجمعة ولم يتصل بها.
وانحدرت دمعة فوق خدها ومسحتها بأطراف اناملها التي تركت ورائها خطا من الصلصال الاسود على وجهها.
لماذا لا تنضب مآقيها من الدموع كما فقدت بصرها؟ وعجبت في يأس ثم تنهدت. ربما توجد طريقة اخرى للتخلص من هذا الالم.وتناهى الى سمعها صوت طرقات على باب الاستديو وكانت قد احتفضت به مؤصدا خلال هذا الاسبوع لانها لا تريد ان يتلصص عليها احد دون اذن منها اوحتى يدير مقبض الباب. واعتذرت لابيها بأنها تريد ان تحول دون اية منغصات تلهيها عن عملها.
وكانت تجد نفسها تقف في وسط الغرفة وتنخرط في البكاء وكانت لا ترغب في رؤية ابيها ولا اي شخص اخر.وتناولت سابرينا طرف قميصها لتجفف وجهها بعناية من الدموع خشية ان تكون تركت وراءها دمعة على خدها لم تمسحها واخيرا نادت على الطارق قائلة: " ادخل"
وعبقت الغرفة برائحة نفاذة من العطر الذي اعتادت ديبورا ان تستخدمه واكدت الخطوات الرقيقة وجودها.قالت لها خطيبة ابوها:
" جئت لاذكرك اننا سنرحل خلال ساعة. امامك فسحة من الوقت لتنظيف نفسك وتغيير ملابسك"تمتمت سابرينا وهي تركز اهتمامها على التمثال النصفي الذي لم يكتمل بعد:
" لا اظن انني سأذهب معكم"
ولكن ديبورا ذكرتها قائلة:
" غرانت يترقب بحرارة ان نتناول نحن الثلاثة طعام العشاء معا خارج المنزل اليوم"
قالت كاذبة:
" انا اعلم ذلك ولكنني افضل مواصلة العمل فترة اخرى لانني قطعت نصف الشوط في هذه القطعة الفنية وارغب في ان استمر في عملي والفكرة مازالت حية في عقلي"القت ديبورا عليها سؤلا يشوبه الاضطراب:
" هل انت متأكدة؟"
فقالت سابرينا مؤكدة:
" لقد امسكت بالشكل ولا اود ان افقد معالمه"
قالت ديبورا بتردد:
" لا اعني العمل"
سألت سابرينا:
" اذن ماذا تعنين؟"وتوقفت يد سابرينا عند اذن التمثال الذي كان في منتصف مرحلة التشكيل وتساءلت: هل مازالت ديبورا تمتلك نفاذ البصيرة؟.
قالت ذات الشعر الاحمر بوعي:
" انا...انا اردت ان اتأكد من انني لست السبب في رفضك للخروج معنا. لا اريدك ان تظني بأنك سوف تصبحين الطرف الزائد في رفقتنا هذه الليلة."واطلقت سابرينا زفرة ارتياح خفيفة وقالت:
" كلا...ياديبورا ان رفضي للخروج ليس بسببك. سنذهب سويا في يوم اخر. كان من الافضل لي ان لا ابدأ عملي هكذا متأخره ولكن ما دمت بدأت فيه فلابد انا اواصل العمل فترة اطول حتى انجز جانبا كبيرا منه."
" ادرك قصدك. انا اعرف كم مهم هذا العمل بالنسبة اليك. فلا تقلقي يا سابرينا. سأشرح الامر لغرانت"" ما الذي تودين شرحه؟"
وفجأة صاحت ديبورا بصوت مضطرب وقالت:
"غرانت؟ ماكان يجدر بك ان تتسلل الى هنا بهذه الصورة! "
قال:
" لم اتسلل ولكنك ببساطة لم تسمعيني"
ثم استطرد يقول:
" والان....اسأل ماذا كنت تودين شرحه؟"
أنت تقرأ
روايات احلام / عبير : عيناك بصري
Romansقالت سابرينا :احبه بجنون ولكني اكرهه بشدة ,هل يجتمع الحب مع الكراهية ؟ بقدر تباعد الحب عن الكراهية ربما فصل بينهما خيط رفيع . وعلى سابرينا ان تحتكم الى العقل ........بدلا من بناء الامال الكبيرة .......ولكن هل يمكن الاستماع الى صوت العقل عندما يتورط...