3/ الشعله

1.3K 37 3
                                    

*
سألت ديبورا سابرينا بحدة :
" هل ترغبين حقا بالتنزه على رصيف الميناء؟"
فأجابت سابرينا وهي تنظر اليها:
" اجل. الا اذا رغبت في الانفراد بأبي لبعض الوقت"
تنهدت ذات الشعر الاحمر بيأس وقالت:
" ليس الامر كذلك غرانت يقلق عليك لانه لا يوجد درابزين في الميناء ومن الطبيعي ان يهتم بسلامتك"

قالت سابرينا بهدوء:
" كل الاباء يقلقون على اولادهم ولكن قلق والدي يختلف عن قلق بقية الاباء وله مبرر وانا لا استطيع ان اقضي بقية عمري متحاشية فعل ما يسبب القلق لابي"
" صدقني لو استطعت ان اجد طريقة تخلصه من قلقه عليك لما ترددت في اتخاذها"

وكان جواب ديبورا مشوبا بالعصبية والتوتر وهي تغادر السيارة التي وقفت في المكان المخصص لها في ميناء اليخوت.
وغادرت سابرينا بدورها مكانها ببطء واستدارت حول السيارة حتى وصلت الى جوار خطيبة ابيها وسألتها وهما سائرتان نحو ابواب السورك
" هل ذكر ابي شيئا عن موعد الزواج؟"
" لا.... وانا لم اطرق الموضوع معه"

وخيم الصمت للحظات قبل ان تواصل ديبورا الحديث:
" اعرف بانني امرأة غيور حريصة على الاستئثار بمن احب. فاذا تزوجت اباك وانت مازلت تقيمين في البيت فلا بد ان ينشأ الاحتكاك بين ثلاثتنا وليست عندك اي رغبة في ان تكوني عبئا على ابيك بقية عمرك."

وتنفست سابرينا الصعداء وهي تعلم مدى صدق الكلمات التي تفوهت بها ديبورا ثم قالت:
" ولهذا تستميلين ابي للاخذ بفكرة هذه المدرسة"
فقالت ديبورا:
" ربما لا تكون هي الحل ياسابرينا ولكنها البداية"
ورفعت سابرينا رأسها وتركت النسمة اللطيفة التي تهب من المحيط تلفح وجهها وقالت:
" احتاج الى وقت للتفكير ومازال الامل يراودني للعثور على بديل اخر لا اعرف كهنه"
" اذن...فان فكرة الاتحاق بالمدرسة موضع اعتبارك؟"

" من الضروري ان اضعها في اعتباري...سواء راقتني الفكرة ام كرهتها "
واضطرب صوت ديبورا قليلا وهي تقول:
" اشكرك"
ثم واصلت الحديث بعزم وتأكيد :
" انا احبك يا سابرينا...ولكني اعشق اباك لقد انتظرت طويلا قبل ان التقي برجل مثله. ارجوك حاولي ان تفهمي السبب في اصراري على ان تتركي البيت"
" افهم ذلك تماما...لو كنت مكانك واحببت رجلا فلا بد ان اكون قلقة مثلك للاستحواذ عليه لنفسي. ولكنني لن اندفع الى اتخاذ اي قرار ما لم اكن على يقين من عدم وجود بديل له."
ولمست ديبورا بيدها مرفق سابرينا قائلة:
" اتجهي الى اليسار"

وكانت السيدة ذات الشعر الاحمر تدرك مدى عناد سابرينا ورأت ان الوقت قد حان لكي تنهي مناقشة الموضوع برمته حين ادركت ان سابرينا ستفكر باقتراحها.
وشعرت سابرينا برغبة ديبورا لذا غيرت برضا تام موضوع الحديث فسألت:
" هل وصل ابي؟"
فاجابت ديبورا:
" اجل انه ينزل شراع الزورق الان"

وبعد مرور بضع دقائق نادت ديبورا قائلة:
" مرحبا...هل امضيت وقتا طيبا يا حبيبي؟"
" طبعا...طبعا"
وكان صوت ابيها ينم عن السعادة والرضا مما اشاع الابتسامة على شفتيها ووجه سؤاله الى ابنته:
" سابرينا... لم اكن اتوقع رؤيتك مع ديبورا؟"

روايات احلام / عبير : عيناك بصريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن