" سابرينا...هل يمكنك ان تنزلي اود رؤيتك دقيقة واحدةة"
فتنهدت سابرينا بتثاقل وقالت:
" الا يمكنك الانتظار يا ابي؟"
اجاب:
" لا...ان الامر بالغ الاهمية"قامت سابرينا بتغطية التمثال الذي اوشكت ان تتمه. وكان في وسعها ان تقنع اباها بتأجيل ما يراه مهما ان هي اصرت على عدم النزول. ولكن الاعياء بلغ بها حدا لم تستطع معه مواصلة النقاش فخلال الاسبوعين السابقين كانت تعمل بجهد كبير وتنام قليلا.
قالت:
" سأنزل حالا. ماذا تريد مني يا ابي؟"
وراحت تهبط السلم وعندما بلغت منتصفه شعرت بوخزة في ظهرها والقت اللوم على اعصابها المتوترة وتوقفت عند الدرجة الاخيرة بينما كان رأسها يندفع اتجاه نهاية السلم عندما فوجئت بصوت باي المتهكم يكبح من سرعتها وهو يقول:
" اهلا...سابرينا...اعتذر لتعطيلك عن العمل"احنت سابرينا رأسها وهبطت الدرجة الاخيرة وهي تدس يدها المضطربتين في جيبها وقالت:
" انها مفاجأة لي يا باي. ماالذي اتى بك الى هنا؟"
بدأ ابوها يوضح الموقف وقال:
" توقف باي لـ..."ولكن باي قاطع حديثه وقال:
" يمكنك ان تسمي هذه اخر خدمة مفيدة اقدمها لك. اريد يا سابرينا ان تقابلي هاول فلتشر"
سمعت صوت رجل ينم عن ثقافة يقول:
" هل هذه هي السيدة الشابة التي تحدثت عنها؟"
وتقدم لتحيتها واستطرد يقول:
" الانسة لين ارجو ان يكون لقاءنا من دواعي السرور لكلينا"وقدمت سابرينا يدا مرتبكة لتحيه وقالت معتذرة:
" انا اسفه...لا اظن انني ادرك تماما سبب زيارتك!"
فقال باي موضحا:
" جاء الى هنا ليرى اعمالك الفنية ويدلي برأيه في مهارتك الفنية وتفكيرك"وافتقدت سابرينا الدفء الذي تعرفه في صوت باي فبدا لها شخصا غريبا ولم تتسم نبرته بالسخرية او الصداقة اللتين اعتادت عليهما.
" لا اظن...."وتوقفت عن مواصلة الحديث وكأنها كانت تعترض بخشونة على ان تكون اعمالها الفنية هدفا لتقييم احد النقاد المختصين
فقال هاول فلتشر:
" يمكنك ان تكتشفي الان ما اذا كنت بددت وقتك في الرسم او النحت ام انك قد انجزت عملا فنيا عظيما"
حدثت سابرينا نفسها بما قاله باي بأنه يؤدي لها خدمة مفيدة.
رفعت رأسها وقالت:
" احتفظ بكل اعمالي في الاستديو بالطابق العلوي. هل انت قادم معنا يا باي؟"
ويبدو ان باي لم يكترث كثيرا حتى يعرف نتيجة التقييم وانما استأذن في الانصراف من غرانت وهاول وتجاهل سابرينا تماما.قادت سابرينا هاول فلتشر الى الاستديو ولم يتفوه الرجل بكلمة واحدة وهو يقوم بدراسة كل قطعة فنية ولم تهتم هي بالامر بل انها لم تكترث لرأيه المرتقب رجل واحد فقط يهمها انه باي الذي جاء وانصرف قبل ان يخفق قلبها المحطم مرة ثانية.
كان عملها الفني يملأ ساعات الوحدة والفراغ وكان سببا يدفعها الى النهوض من فراشها كل صباح. وكانت تأمل ان يأتي اليوم الذي تساعدها فيه اعمالها الفنية على الاستقلال عن ابيها.
أنت تقرأ
روايات احلام / عبير : عيناك بصري
Romansقالت سابرينا :احبه بجنون ولكني اكرهه بشدة ,هل يجتمع الحب مع الكراهية ؟ بقدر تباعد الحب عن الكراهية ربما فصل بينهما خيط رفيع . وعلى سابرينا ان تحتكم الى العقل ........بدلا من بناء الامال الكبيرة .......ولكن هل يمكن الاستماع الى صوت العقل عندما يتورط...