2/فنجان قهوه

1.6K 39 0
                                    


تذوقت سابرينا الكريم شانتيه التي علقت باصابعها ونظمت بالسكين طبقة الكريمة على سطح الكعكة.

وبغض النظر عن الكعكة التي تصنعها كان ابوها دائما يقول لها تركت بصمات اصابعها عليها. ولم تكن سابرينا دائما على ثقة من ان طبقة الكريمه تغطي الكعكة كلها وانما كانت تدع الحكم لمشاعرها واطراف اصابعها.

ووضعت سابرينا السكين على المنضدة وابعدت طبق الكعكة وابت ان تستسلم لاحساس ينبئها بوجود ثقب غائر في الكعكة يشوه زينتها.
كانت سابرينا قبل ان تفقد بصرها بسبب الحادث تتقن كل شيء على اكمل وجه اما الان فاصبح غسيل الاطباق امتحان لقدرتها ومهارتها فما بالك بطهو الطعام الذي اتقنت طهو مختلف انواعه فيما عدا طبق البيض فلم تكن تعرف سوى طريقة واحده لاعداده....طبق الاومليت لا غير ولذا اصبح اعداد وجبة الافطار من اختصاص والدها
وكان يوم الاحد هو اليوم الذي تقوم فيه ديبورا باعداد الطعام كما حدث في نهاية الاسبوع الاخير. وكانت سابرينا تشعر بان مستواها في اعداد الطعام عاديا اذ ما قورنت بالمهارة التي تمتاز بها ديبورا ومع ذلك كان والدها دائما يمتدح طهوها للطعام .

كانت هناك خادمة تتردد على المنزل مرتين كل اسبوع للقيام بمهام التنظيف الدقيق اما بقية الاسبوع فكانت سابرينا تتولى العناية بالمنزل, تنظفه بالمكنسة الكهربائية المهمة التي تعودت القيام بها متمسكة باهداب الصبر.

وتعلمت سابرينا ان تتحمل الملل الرهيب الذي كبلها بعدما اصبحت عمياء وعرفت كيف تكبح جماح المرارة لان مستقبلها الفني توقف اثر الحادث.
فمنذو ان امسكت باصابعها فرشاة الالوان اصبح الفن معشوقهاومن ثم تبنى موهبتها الفنية افضل المدرسين المحيطين بها فاصبحت فنانة ناجحة وهي لم تزل في الثانية والعشرين من عمرها وبفضل ما حصلت عليه من تدريب طوال خمسة عشر سنه اتقنت رسم صور الشخصيات التي قابلتها في مطعمي مرفأ الصياد والقطة الصغيره.

وكانت قمة المأساه يوم حرمت من بصرها بسبب حادثة السياره... لم تعد تذكر تماما ما حدث في ذلك اليوم كل ما تذكره انها كانت تقود سيارتها عائده الى المنزل في ساعة متأخره من الليل بعد قضاء عطلة الاسبوع مع صديقة لها في ساكرامنتو وفي الطريق غلبها النعاس على عجلة القيادة فاختلت يدها وكان الحادث الاليم ونقلت الى المستشفى.

وعلى فراش المرض احست بأن العودة السريعة الى المنزل لا معنى لها بعدما امضت شهرا في المستشفى للعلاج من كسور في ضلوعها وارتجاج في المخ وكانت الحقيقة المؤلمة ان الصدمة التي اصابت رأسها دمرت الاعصاب البصرية تدميرا لا يمكن علاجه
وهزت سابرينا راسها هزه حازمه علها تدفع بهذه الذكريات بعيدا عن تفكيرها فحياتها اصبحت بين يدي المستقبل وليس بالتطلع الى الماضي. في هذه اللحظة بدا المستقبل امامها فارغا مع انها لم تكن تعتقد منذ سبعة شهور خلت انها سوف تنجز ما انجزته حتى الان.

روايات احلام / عبير : عيناك بصريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن