ياسر لم يكن يجيب على هاتفه صالح كان ينتظره من ساعه ونص بالفعل . كان يشعر بالبرد ويريد العودة للمنزل ، ولسوء حظه فقد ترك محفضته وجميع ما يخصه في سيارة ياسر ، ماعدا هاتف ، الذي بالمناسبه تشارفُ بطاريته على الانتهاء .
خرج صالح للبحث في مواقف السيارات ، فقد بحث في جميع انحاء الفندق لكن لا أثر لياسر ، وجد موقف سياره ياسر خالياً بالفعل .
" ياليللل، منجدك ياسر تركتني ورحت ؟ " حاول صالح الاتصال على هاتف الاكبر لكن دون جدوى ، وبالفعل فقد انطفئ هاتفه بعد ثواني من اتصاله المئه والعشرون لياسر .
صالح كان محبطاً حقا ، هناك العديد من الاحتمالات لتركه او اتخلي عنه بالارجح ، لكن لا يزال غاضباً لتركه وحيداً هنا ، تنهد ومرر يديه بين خَصلات شعره الفوضوي ، لقد كان بطريقه للعوده للداخل مجدداً ، لكنه استغرب عندما توقفت سياره امامه، سياره رياضيه سوداء بمقعدين اماميه .
النافذه اُنزلت مظهره ذلك الوجه للغريب من دوره المياه ، كان الان يرتدي قميصاً ابيض وبنطالاً اسود .
" تحتاج توصيله ؟ " سأل بإبتسامة.
اوه نعم هو يريد ، لكن لا ، هو لن يدخل سيارة المعتوه هذا " لا شكراً ، انتظر واحد "
بقهقة ، هز الرجل راسه " ي حلو ، كنت اراقبك من سيارتي طوال الوقت ، والظاهر ان الواحد ذا سحب عليك ، اركب وخلصني لانك بتتجمد برا المبنى "
ضيق صالح عينيه بحده " وانت تهتم ليش ؟"
" انا بس احاول اساعدك " الرجل ابتسم بتكلف " عكس شخص صفقني كف بعد ما كب الخمر على ملابسي "
شهق صالح محاولاً المدافعه عن نفسه لكن الرجل فتح له الباب من الداخل ، هو لا يزال غير مقتنع " وش يدريني انك ما بتخطفني او تغتصبني ؟ "
الغريب ابتسم مجدداً " اقدر " صالح فتح فمه لكن قُوطع " بس ماراح اسوي شيء "
" كيف اصدقك "
" ناظرني ي حلو ، ماراح المسك او اذيك ، بس خلني اوصلك لبيتك ، اعتبره اعتذار اني اهنتك "
صالح سيجن ، هاذا الوغد يتغير مراراً وتكراراً من وغد لمنحرف ، وهذا حقاً يسبب صداع له ، لكن ام رفض العرض سيصبح مشرداً ، الى ان يتذكره ياسر ويبحث عنه .
" طيب " صالح صعد السياره واغلق الباب ، متجاهلاً ابتسامه الوغد بجانبه " ودني لاقرب محل فاتح 24 ساعه ، واحتاج اخذ جوالك عشان اتصل بصاحبي "
بينما الغريب يقود سيارته ، اتصل صالح برقم ياسر الذي تذكره عن قلب ، هو فقط رن ثم حوله إلى البريد الالكتروني.
" ياسر ، اقسم بالله لاقتلك لو شفتك ! ، اخذتني من بيتي الي يبعد ساعه وسحبت علي !! ، فوق ذا كل اغراضي في سيارتك يابن الكلب ، بأشحن جوالي وانتظر عذرك ، خله كويس عشان ما اشوه وجهك !!! "
حالما انهى كلامه ، تحدث الغريب " يعني.... ماعندك مكان تروح له؟ "
صالح صرخ داخلياً وشد على قبضته ليمنع نفسه من اظافة علامه اخر على خد الغريب ." يلا ، ي حلو ، اشرب قهوتك ولا بتبرد "
صالح بقي صامتاً ، مع رأسه ضد زجاج النافذة ونظرة متعبه تعلو وجهه . لقد كان يوماً متعباً او - ليله - في حالته ، وحتى لو اعتبر نفسه شخصاً ليلياً ، شعر ان جسده يطلب الراحه ، برغم ان جسده يكوان بـ أعلى درجات النشاط حين تتلألأ النجوم.
" ي حلو- " ذلك الصوت المزعج عاد مجدداً ، مع تنهيده مسموعه ، رفع كفيه ليمسح على وجهه وترك كتفيه تنخفض " خلاص ، ي طويل ، و وقف تناديني " ي حلو " ممكن ؟ انا بس ولد ضيع طريق بيته ، بدون اي شيء معه ، بس جوال ماله فايده " رفع عبدالاله حاجبه على اللطيف الغاضب امامه " شكل الاخلاق قافله " رفع كتفيه ، لقد قرر شراء بعض المشروبات من المتاجر القريبه لكن الفتى بجانبه رفض ان يُترك وحيداً هنا ، ولابقاءهم دافئين ، اكتفى بجلب قهوه لكليهما ..
" مدري وش اناديك فيه ، ما قلتي اسمك حتى " تمتم بهدوء.
تنهد صالح ، يلتفت لينظر لعيني الاخر وابتسم بتكلف " هذا عذر عشان تعرف اسمي ؟ "
" تقدر تقول " ابتسامة الرجل اصبحت اوسع
برؤية انه لن يفوز ابدا ضد هذا الرجل ، صالح نظر اليه ، وامسك بمقبض الكوب البلاستيكي للقهوه ، صالح تمتم " قلت لك عشان ماتقعد تناديني ي حلو لباقي الوقت "
عبدالاله قهقه " اوه ، بس انت حلو صدق "
رأى صالح ابتسامة الاخر العابثه عندما لاحظ احمرار خده، قام بضرب صدر الاخر بيده " خلاص اسكت ، ي طويل "
" اسمي عبدالاله" هو يبدو انه لم يمانع ان يُضرب ، هو فقط استمر بالقيادة اتجاه شيء لا يعلمه صالح .
" ما سألتك عنه "
عبدالاله لم يرد ، مما جعل صالح يجلس بإستقامة ليقول " اصبر ، احنا اصلا وين رايحين ، وقفني على جن- "
" تتوقع اني بترك هنا لوحدك ؟ ، تقدر تقعد عندي بالشقه الليله ذي ، وارسل العنوان لخويك ، يقدر يجي ياخذك اذا وصلته الرساله ، اذا ما جاء ، بكره- "
" لاااا !! " رفض صالح بسرعه ، يقاطع الاخر في حديثه " ما بقعد في بيت غريب ! وانام بعد هناك ! "
" ماعندك خيار ثاني ، ي حلو ، تجي معي او تتجمد في الشوارع لين تموت "
" بختار الاخير الثاني " صالح قال سريعاً.
" للاسف ، ماراح اخليك تموت " نظر عبدالاله لجانبه للحضات قبل ان يعيد انتباهه لطريق ، ولذي لم يستطع صالح التعرف عليه للان .
" لكن- "
" خلاص ! " زمجر عبدالاله ونظر إليه ، يضغط شفتيه في خط مستقيم ، ويعبس ويتحدى الآخر ان يجادله اكثر ، لانه ان فعل ، سيجعله يصمت بطريقة لن يتخيلها صالح حتى .
" انا ماني من مسؤوليتك عشان تهتم فيني "
" انا خليتك منها الحين ، عشان كذا انطم لاني ممكن وصخ ، بس ماني عديم رحمه عشان اخلي شخص بدون بيت في الشوارع ، ثق فيني ، بتكون بآمان في بيتي اكثر من اي مكان في الرياض اليوم " .
منزل عبدالاله ، بغض النظر عن انه يقع في مبنى سكني فخم ، كان مصمماً ببساطة بالرمادي ، الابيض والاسود ، ومن بين كل الاثاث المرتب كان هناك حائط زجاجي والذي اعطى منظراً رائعاً للمدينه من هذا الطابق المرتفع .
" في غرفة ضيوف في الطابق الي فوق ، بتقعد فيه ، الحمام بآخر باب على اليمين ، خذ شور اذا بغيت ، راح اعطيك ملابس تلبسها "
صالح شاهد الرجل الاخر يتجه لغرفة ما في منزله ، يفتح اول ثلاثه ازرار من قميصه ، ويختفي من امامه .
لثلاثين ثانيه صالح فقط حرك اطراف قدميه بتوتر ، لا يعلم مالذي علي فعله ، بعد التفكير كثيراً بإيجابيات وسلبيات هذه الحالة ، سحب قدميه للاتجاه الذي اشر عليه عبدالاله سابقاً ، يتمتم لنفسه عن ان ذلك الطويل كان الطويل مستبداً.
يستطيع مقارنة الالوان - او عدم وجود الالوان -بالحمام لتصميم منزله العام ، لكن صالح اختار ان الا يفعل ويحصل على حماماً دافئ ، يخلع معطفه ويعلقه بالمقبض الحديدي بجانبه ، وبدأ يخلع بقية ملابسه ، ليظهر جسمه ذو البشرة البيضاء ، والذي يزينه انحناء خصره النحيل ، و افخاذه الممتلئة ، ليطوي ملابسه ويضعها بعناية على الخزانه الجافه .
بداخل الحجره الزجاجية الشفافة ، عبس صالح على كمية الازرار الموجودة ، لم يكن يملك شيئاً مثل هذا في منزله ، فبالعاده هو يقوم بغلي الماء وصبه في الحوض ، نعم ، هو كان فقيراً لتلك الدرجه .
صالح فكر بتجريبها ، يرفع اصبعه ليضغط احد تلك الازرار ، ردة فعله كانت سريعه جدا ، هو صرخ عندما هطل عليه ماء متجمد . قفز خارج الحوض لكنه فقد توازنه منذ ان الارضيه اصبحت مبللة، وبوضوح وقع ، بقوة، على الارض .، عاريا ، شعر صالح بكاحله يلتوي وتأوه بألم لانه لم يعد يستطيع تحريكه بدون ان يرسل وخزاتٍ حاده لجسده.
" صالح!!؟ " صوت عبدالاله العميق دوى مع انه بالجانب الاخر من للباب، يتبعه صوت طرق عالي " صالح انت بخير ؟ افتح الباب ! وش صارلك "
" مافي شيء ! " هو صرخ ، يالهي هذا محرج ، لماذا كان غير محظوظ الليله ؟
" لا ذا مو مافي شيء! ، سمعت صوت طيحه ، وسمعتك تصارخ وانا متأكد ان في شيء صاير ، افتح الباب !! "
" ماني لابس شيء ! "
" غطي نفسك "
" ماقدر اوقف ، يحمار ! "
أنت تقرأ
I'm not your love!!
Fantasy"إنْ كان في صُدَفِ الأزمانِ رائعةٌ فإنّك خيرُ ما جادتْ به الصُّدَفُ" - عبدالاله صاحب اشهر شركة لنشر الكتب اما صالح لا يعلم اي شيء ، جُل ما يمهمه هو كيفية تحسين حياته - ياسر رفيق صالح منذ الطفولة ، يعمل لدى عبدالاله عبدالله المعيوف صديق عبدالاله م...