«~جل ما يحزنني اني كنت هناك ، ولم اوقف ما حدث~»...
..... في شوارع بوسان الباردة في موسم زارت به الثلوج المدينة.. كان بمعطفه الشتوي ووشاحه حيث ان يديه داخل جيوبه يتنقل متأملا الجمال حوله.. كان شخصا حالما متفائلا يرى الجمال في كل شيء يجعل من الحزن سعادة..
.... كان لتوه قد طرد من الحانة بسبب انه لم يدفع ثمن ما شربه بالداخل وكان عقاب صاحب المكان قاسيا اليوم.. انها ليست اول مرة!.. في الحقيقة لوكان لديه مال ليدفع به لما كان هنا اصلا...
ماكان ذهابه لذلك المكان سوى تهربا من الواقع.. واقع انه صار مديونا بثمن ليس باليسير اقترضه قبل مدة لعلاج والدته.. والدته التي وفر علاجها باللحظة الاخيرة وعند فوات الاوان مما استدعى توديعها الحياة واعلانها حرب وحدة قاسية ضد ابنها الوحيد الذي لايملك ولا حتى ابا منذ الصغر!!
ودع والدته بنفس تمزقت اشلاؤها.. لا يقوى على فعل شيء فما بالكم بدفع دين وصل رقمه طرف الورقة.. انه على وشك الانتحار!! صعد اعلى احد الابنية الشاهقة.. تامل الناس لبرهة.. ناس لا تهمهم سوى انفسهم.. استنشق هواء المدينة العفن كما سماه لآخر مرة.. ربما سيكون رحيله راحة له وللجميع.. خطوة واحدة تنهي كل ما حصل و يحصل.. اغلق على بارقتيه ليحس جسما صلبا يسحب اياه وبسرعة مما جعل الاثنين يقعان ارضا.. في الجهة المعاكسة لموقع الخطر! انها عملية انقاذ.. دفع بالذي امامه كحركة لا ارادية وصرخ في وجهه (تبا لك لما تدخلت هااا؟؟)
اردف له الآخر بصوت لم يقل حدة وارتفاعا عن سابقه(اانت مجنون هااا.. حسنا لست مجنونا بل جبان.. انت جبان ومهما كان ما تمر به تحاول التغلب عليه بهذه الطريقة.. طريقة الجبناء!!)
اتقدت النيران في عيني الاخر وانتفض من مكانه فتوجه الى صاحبنا واعطاه لكمة قوية اتبعها ب(لست جبانا!!!)....
ابتسم بعدما تلقاه فشد على خاصته وارسل بها لوجهه مردفا (اذن تراجع عما نويته قبل قليل وتعال معي)..
تألم واتبع ذلك بنظرات تفاجؤ(آتي معك الى اين؟)
ابتسم الاخر و اجابه(ستعرف ذلك عندما نصل)..
اظنكم تسالون عما حصل؟؟.. حسنا لم يحصل شيء سوى.....
ان المدعو اونو تمكن من دفع دينه كاملا وبل..بعد مدة من الجد و العمل اصبح رجل اعمال ناجحا ذا مكانة موقرة.. صار اليد اليمنى واعز رفيق حاز على اهتمام وثقة صاحب شركة آل بارك الممتدة فروعها حد اليابان.. المدير بارك سوجون ومنقذه في ذلك اليوم.. يمكننا القول ان سوجون كان بمثابة المدفع الذي حطم جدار اليأس و الفشل والجبن الذي اغلق على نفس اونو.. من كان يصدق انه تمكن من جعله شخصا افضل.. شخصا يواجه الحياة بشهامة ويقول لها ها انا ذا.. حتا ان الوسيم سوجون يعيش الان اجمل ايامه.. حياة يتمناها الجميع.. شركته في اوج نجاحها خاصة منذ قدوم اونو.. والده شفي من الازمة القلبية التي كان يعانيها سابقا عائلته الان بخير هذا ما رسم بقلبه الطمأنينة وسهل عليه التشجع والتقدم لخطبة فتاة احلامه يوون....
...... لكن وكما نعلم فالشمس تحيي الحقول بنورها كما بحرارتها تحرقها....
........
كان جالسا في قاعة المنزل الكبيرة او بالاحرى القصر رفقة اخيه الذي يصغره ثلاث سنوات والذي لم يكن يقل عنه وسامة او حلما وشهامة.. بارك جيمين..
الا ان الاجواء بينهما اليوم وعلى غير العادة كانت مشحونة بكم معتبر من القلق والارتباك.. من فعلها يا ترى؟؟
جيمين وهو يدور ذهابا وايابا والعرق يتقطر من جبينه.. يحوم حول الجالس على الاريكة مسندا راسه على طرفها غير آبه بما حصل او يحصل عكس هذا الذي يكاد ان يجن
جيمين(لست افهم الى الان لما تتهمك قوات الامن اللعينة هذه بامر كهذا؟؟ الجميع يعلم ان عملك نظيف.. لم ولم تدخل مطلقا او مسبقا في امور الممنوعات لما يتهمونك الان؟؟!!!)
اردف له الآخر وعيناه لا تزالان مغلقتين( الامر مدبر.. احدهم لفق الامر وجاء بادلة كاذبة.. كان متوقعا حصول هذا.. هذا ما يحصل مع الاشخاص الناجحين)..
جيمين(لكني لست افهم من اين لك بكل هاته الطمأنينة قد يعتقلونك باي لحظة علينا الاسراع وايجاد السافل الذي اقحمك بهذا وتلقينه درسا)..
سوجون(تعلم ويعلم الفاعل انني قادر على رشوة الشرطة لاثبات براءتي.. الامر اكبر من هذا بكثير)...
جيمين بغير فهم(اتقصد ان الفاعل يدبر ل....)
قاطع تساؤله رنة هاتف سوجون والذي سرعان ما حمل هاتفه ليرى المتصل.. انها يوون.. لما تتصل في مثل هذا الوقت ترى؟ لم يتساءل طويلا و رد عليها....
دقائق بل ثوان حولت وجهه الى اسود عكس الحمرة التي الفها.. الهلع والرعب الذي ارتسم عليه تلك الآونة لا يمكن وصفه من خلال الاحرف.. برزت عروق رقبته ويده وانتفض من جلسته هاما بالرحيل.. خارج الى وجهة يجهلها اخوه والذي هو من الاساس جاهل لكل ما يحصل.. حاول ان يتبعه لكنه بالفعل توارى عن الانظار واختفى كليا كالشبح....
_______________________
أنت تقرأ
♡My light in dark♡
Romanceمنحتني الحياة.. وماذا فعلت بالمقابل؟ جعلتك تتألمين.. عزيزتي.. ادرك تمام الادراك خطئي..فشلت في حمايتك.. ولذا حزمت قرارا بالرحيل.. بالاقلاع عن اذيتك.. لا احتمل رؤيتك هكذا ولكن لا يسعني فعل شيء آخر.. قد منحتني الحياة نورا لاقتبس منه.. لكن كوني كائنا...