{ لماذا فيِ بَعض الأحيان تحدّثُ أشياءٌ نكون غير مُستعدين لها؟
في الواقع سألتُ هذا السؤال لنفسي كثيرًا ولكن هل وجدتُ إجابة له؟ لا لم أجد.}عادت تلك الطفلة الصغيرة صاحبة العشّر أعوام إليٰ المنزل بعد أن قامت حافلة المدرسة بتوصيلها إليٰ مكانٌ مُقاربٍ لمنزلها وتُكمل هيَّ إليٰ أن تصل إليٰ منزلها.
تجري بحماسٍ طفوليّ يُليقُ بعُمرها الصغير كيّ تَسرد لأُمها ما حدث بالمدرسة كالعادة، أتجهت للسُلم تصعده بِسُرعة إليٰ أن حطت قدمها أمام باب منزلها.
تقدمت بقدمُها الصغيرة نحو الباب ولكن قاطع تقدمها صوتٌ وافِد من داخل الشقة صوتٌ عالٍ، صوتٍ أشبه بصوت صُراخٌ ونُواحٍ.
وكأي طفلٌ سيسمع صوتٌ كـهذا سيخاف لَربما حدّث شئٌ سئ.
تقدمت تدفع الباب بيديها الصغيرتين والذي لم يحتج للطرق عليه أو حتيٰ دفعه بقوة حيثُ كان مفتوحًا من الأصل.
دلفت للداخل وجدت حولها الكثير من الناس رجالٌ ونساء لكن القاسم المُشترك بينهم أنهم كانوا يبكون.
تعرفهم جميعهم أقارب العائلة، لكن لماذا يبكون؟، قادتها قدماها لغُرفة والديها والتي كانت تمتلئ بالنساء أيضًا كـخالاتها، قطبت حاجبيها تنظُر حولها إليٰ أن لمحت أباها يجلس عليٰ كُرسيّ بعيدٌ عن السرير قليلًا ولكن كان يبكي!!
تقدمت منه تَشدُ بنطاله بيدها تَنظرُ له ببراءة وتعجب لما يحدّث حولها، أبعد والدها كفيه عن وجهه يُطالعها بعيونٍ ممتلئة بالدموع.
" أبيِ لماذا تبكي؟ ماذا يحدّث؟ أين أميِ؟ لمَ لم تستقبلني عِند الباب؟."
مسح الأبّ دموعه بكفيه ولم يُجيبها، رفعت الطفلة عينيها تَنظرُ حولها إليٰ أن وقفت عيناها عليٰ السرير هُناك شخصٌ، لكن لما جسدّه مُلتف بتلك الملائة البيضاء؟.
سارت حتيٰ السرير وصعدت للأعليٰ، مدت يدها اليُسريٰ تُزيح الملائة البيضاء عن وجه الشخص.
توسعت عينا الطفلة بهلعٍ، وكيف لا تهلع ومن تحت الغطاء هيَّ أمُها.
التفت الطفلة بوجهٍ هلعٍ لوالدها تَطلبُ تفسيرًا لما يحدّث، نهض الأب من الكُرسيّ مُقتربٌ من السرير.
وقف يُطالعها بأعين دامعة، رفع ذراعيه يحتضن طفلته آخر ما تبقيٰ له من زوجتة وهو يجهش ببكاءٍ وأردف وسط بُكائه:
" أسفٌ يا أبنتي، أسفٌ حقًا سأُحاول تعويضك قدّر الأمكان، أعرف أن حنان الأم ووجودها لا يعوض ولكني سأحاول أن أكون كُل شئٍ لكِ." بادله الطفلة العِناق بهدوءٌ وبدون التفوه بشئ.
جلس الأب برفقة أبنته بعد مغادرة الجميع عند قبر زوجته يتسرجع ذكرياته مع أبنته وزوجته، أما الصغيرة نظرت للأسم المنقوش فوق الحجر وبعد وقتٍ فهمت أنه أسم والدتها وأنها لن تراها مُجددًا أبدًا، لن تريٰ أبتسامتها وهي تحكي لها عمَ حدث في المدرسة ولن توقظها من النوم مُجددًا، لن تقوم بإعداد الطعام لها ولأبيها، لن تفعل الكثير من الأشياء مُجددًا، بدأت الفتاة البُكاء بعد فِهم كل شئٍ حولها، أحتضنها الأب وهو يربت عليٰ ظهرها.
أنت تقرأ
فَـقِـيـدَتيِ.
Non-Fictionأريدُ أن أسألكِ سؤالًا رغم تَيقُني بعدم أجابتك عليه أيضًا. هل كان نَومكِ تَحت التُرابِ سهلًا؟. - قصة قصيرة مِن فصل واحد. - كُتبت بتاريخ 26/6/2023.