Chapter 8

2K 94 9
                                    

يجلس في أحد المطاعم الموجودة بداخل المركز التجاري يراقبه يأكل الطعم بسرعة و نهم كبيران

"كل براحة شوية عشان بطنك ما توجعكش، الاكل مش هيطير"

أجابه و فمه مملوء بالطعام علي كلا الجانبين

"حاضر"

"وما تتكلمش وانت بتاكل"

أضاف أدهم ببسمة خفيفة فمظهره و وجنتيه ممتلئتان هكذا كان لطيفاً، ابتلع إيان الطعام من ثم ابتسم بخجل

"آسف"

مد أدهم يده يمسح بعض من بقايا الطعام المتواجدة حول فم إيان مبتسماً له و هو يعبث بخصلاته شعره قاصداً إزعاجه

"انا مش فاهم بس انت بتاكل ولا بتأكل وشك؟"

انهي كلماته بضحكة خفيفة علي تجهم وجه الفتي الذي سرعان ما تغير للابتسام و هو يشارك أدهم ضحكاته جاذبين أنظار من حولهم لذاك المشهد اللطيف، أشار أدهم إلي النادلة الذي أسرعت تنظف الطاولة و ذهبت لتأتي بالإيصال، تفحصه أدهم من ثم وضع النقود و ترك بقشيشاً لا بأس به لتلك النادلة المرهقة من العمل من ثم نهض من علي الطاولة ممسك بيد إيان و ذهب الإثنان إلي متجر ملابس الأطفال، كانت الضوضاء لا تطاق بالداخل فكانت الخلفية الصوتية للمكان مزيج بين بكاء عالٍ من طفل لا يحب ما تريه إياه أمه و صراخ فتاة لأنها لا تريد سوي فساتين باللون الوردي فقط و توعد أم لطفلها بأن تحرمه لعبته المفضلة لو لم يصمت و تذمر رجل من الإنتظار طوال هذا الوقت كي تنتهي زوجته من انتقاء ملابس طفلهم الذي لم يولد بعد و العديد من مصادر التلوث الضوضائي الأخري و ما زاد الأمر سوءاً هو الازدحام الشديد فبالرغم من أن هذا هو أقل المتاجر ازدحاماً إلا أنه يكتظ بالناس مما جعل أدهم يشدد قبضته على يد إيان كي لا يتوه منه في الزحام، هو يفكر جدياً في العودة إلي منزله و شراء ما يريده من علي المتاجر الإلكترونية لاحقاً و لكنه تراجع في تلك الفكرة سريعاً بمجرد أن لمح وجه إيان المتحمس لذا أخذ نفساً عميقاً من ثم أوقف أحد العاملين بالمكان الذي كان يقف بجوار إحدي العائلات

"ألاقي فين هدوم مناسبة لولد عنده ٩ سنين؟"

أشار العامل بيده إلي أحد الإتجاهات

"حضرتك روح هناك و هتلاقي علي يمينك قسم الأطفال من سن ٥ سنين و لغاية ١٢ سنة"

أومأ له أدهم و ذهب حيث قال العامل، يمسك بيديه العديد من الملابس الذي اتفق هو و إيان علي أنها مناسبة يقف خارج غرفة القياس منتظراً إيان بالداخل وهو يقيس أخر قطعة ثياب اختاروها و التي كانت عبارة عن بنطال أسود من خامة الجينز، خرج إيان يدور حول نفسه كي يري أدهم البنطال من الأمام و الخلف

"حلو؟"

أومأ له أدهم

"اه شكله حلو أوي، عجبك؟"

"أه عجبني جدا"

"طيب خلاص يبقي ناخده، يلا روح غير و البس همومك عشان نحاسب علي الهدوم الجديدة و بعدها نروح نشوف اللعب تمام؟"

أومأ له الفتي بحماس من ثم عاد أدراجه كي يبدل ثيابه فلقد انتهوا أخيراً من رحلة التسوق للثياب و الأحذية تلك فلم يملك إيان اي شيء حرفياً سوي ما ابتاعه له أدهم قبل رحلتهم إلي مصر و الآن حان وقت الذهاب لشراء الألعاب و تلك الجزئية هي ما كان إيان متشوقاً لها طوال اليوم، خرج من الغرفة معطياً البنطال لأدهم الذي حمله رفقة العديد و العديد من الأشياء الأخري و بعدها ذهب إلي طاولة الحساب كي يدفع لمشترياتهم و بعدها حمل الحقائب إلي السيارة، وقف يزفر براحة فلم يتبقي سوي شراء الألعاب فقط، نظر لأسفل إلي إيان المبتسم و مد له يده التي أخذها الآخر بابتسامة من ثم ذهبا لداخل المركز التجاري مرة أخرى و لكن تلك المرة تحركا قاصدين متجر الألعاب، حسناً إن قلنا أن أدهم يدلل إيان لدرجة قد تصل إلي أن يفسده فسيكون ذلك بالأمر غير المبالغ فيه فقد كان أدهم يضع أي لعبة تقع عيني إيان عليها داخل العربة لشرائها برغم إصرار الفتي بأن هذا كثير للغاية و أنه لن يحتاجهم جميعاً و لكن إصراره ذلك لم يجعل أدهم يتوقف بل جعله يحضر المزيد لأنه سعيد بقناعة إيان و ما نتج عن ذلك سوا أنهم إنتهي بهم المطاف لمدة نصف ساعة كاملة ينتظرون أن يقوم أمين الصندوق بحساب المبلغ اللازم لكل تلك المشتريات، إنتهوا أخيراً من ذلك اليوم الشاق و الممتع في الوقت ذاته و دلفا إلي السيارة قاصدين الذهاب للمنزل و لكن قطع كل ذلك صوت رنين هاتف أدهم لينظر إلي الشاشة ليراه تنير بإسم جاسر ليلتقط الهاتف مجيباً عليه

The Wolf حيث تعيش القصص. اكتشف الآن