سمفونية القدر : طقوس الدم

372 17 13
                                    

ليلي :

شتائم تصدر من هنا و هناك، ضحكات صاخبة اخترقت مسامعي، مع بعض الصفعات المتتالية، هذه المدرسة كالجحيم فعلا

أدرت عيني بملل من الاجواء المحيطة، لا أدري اين ذهب ذلك المدرس؛ هل لجأ للحمام ليختبأ أم صعد ليشرب القهوة مع المديرة

رفعت سماعتي لانصت لصوت خرير الماء الممزوج بزقزقة العصافير .. أغمضت عيني براحة، شعور الاسترخاء اجتال اطراف اصابع قدمي ليرفعني الى قمم الخمول

فتحت عيني فجأة، لانظر الى السقف المرسوم، و في بالي فكرة واحدة : أبي

هل يحبني، هل يهتم لأمري فعلا كما قال ريكو .. لكنه لا يعتني بي كما يفعل فيرناندو، او يمازحني كما يفعل كريس، أو حتى يحميني كما يفعل فلاديمير

أحيانا أتمنى لو امتلكت أيضا ذلك الرجل "صاحب الظل الطويل" .. او ربما أنا امتلكه أيضا، رجل الهدايا الغامض

منذ ولادتي و حتى اليوم كنت دائما مدللة عائلة الدي سالفو .. الشخص المفضل لدى الجميع .. كنت اول من يعرف بضرتي ماركو، أكثر من يجلس مع ريكاردو، و الوحيدة التي يلعب معها ريناردو

طوال 14 عاما الماضية كان حبيبي الأول، صاحب الظل الطويل، يتغني على مسامعي بألحان هداياه و كلمات رسائله

دسست يدي لأخرج أخر رسالة وصلتني، تلك الورقة المدسوسة تحت الحاسوب المحمول، هديتي الجديدة

"عزيزتي ذات الخصلة الزرقاء، بدوت جميلة جدا اليوم، صوت تذمرك كان كألحان معزوفة كلاسيكية قديمة خطت بأنامل بيتهوفن الساحرة، أتمنى أن تكوني بخير الآن، هذه هدية صغيرة و متواضعة مني بمناسبة مرور مئة يوم على صبغك لخصلتك الزرقاء، سأنتظر جوابك اللطيف مجددا، و بالمناسبة كلماتك البارحة كانت ملهمة جدا لاتابع يومي بنشاط .. دمت سالمة، الوداع"

ابتسمت مجددا لاغمض عيني بسرور، و في لحظة تذكرت شكل ذلك الحاسوب ، حاسوب مزين بصور شخصياتي الكرتونية المفضلة من أيام طفولتي و حتى أكثرها سرية و خفاء

Cupid's destiny : الخطيئة Où les histoires vivent. Découvrez maintenant