الحياة في نظر الثانوية العامية

الفصل الواحد والعشرون

نتيجة التعب

يوم النتيجة:

يوم النتيجة يا تصيب يا تخيب. كان يوم مرعب بالنسبة لى كان كله توتر المهم جبت الموبايل (أخيرًا) بتاعى كتبت رقم جلوسى المكون من سبع أرقام وكتبت الأيميل بتاعى (البريد الإلكتروني) وجبت النتيجة بصراحة أنا ما شوفتش النتيجة عينى كانت مشوشة الكلام:

بابا: الله أكبر الله أكبر اللهم صلى على النبي 400 من 410

أنا: فين ده يا بابا؟ أنا مش شايف!

ماما: أهو أهو أهو

أنا: آه صحيح ده أنا فعلاً لأ وكمان ناقصهم فى الكيمياء شوفت يا حج علشان تعرف بس إنى أنا كنت جايلك دغرى ومش بحور

بابا: صح صح لسانك يا دكتور

أنا: دكتور أيه بس يا بابا ده أنا ناقص فى الكيمياء يعنى هموت العيانين

بابا: مسيرك تتعلم

أنا: لأ يا بابا أنا جبتلكوا المجموع الحلو إللى يشرفكوا من حقى بقى أخش الكلية إللى أنا عايزها الكلية التجارة أنجلش It's my dream

أنا بعد ما شوفت بابا بقى على وضع الاستعداد أنوا يضربنى: يا ماما ده أنا هلعب بالفلوس لعب ده أنا هبقى موظف فى بنك!

بابا بنبرة حادة: مبروووك يا دكتووووور

أنا بنظرة يأس: الله يبارك فيك يا بابا

طبعًا كل قرايبنا جم يزورونا. قربتى بدون ذكر أسمها علشان مش نفضحها بتباركلى من تحت الدِرس دى علشان أبنها جاب مجموع قليل، وعمى ياسر ومراتوا. والعيلة كلها جم:

عمى ياسر: ويا ترى بقى هتخش كلية أيه؟

أنا وببتسم أبتسامة كلها تفائل: إن شاء الله هخش كلية التجا.....

أنا بعد ما بابا بصلى بصة (ريا لبنتها بديعة لما قالتلها أنى إللى بيقتل بيخش النار): إن شاء الله هخش كلية الطب جامعة عين القاهرة...... قصدى عين القمر.... كلية عين شمس عين شمس

تسجيل الرغابات:

بابا: كلية الطب جامعة عين شمس، كلية الطب جامعة القاهرة، كلية الطب جامعة الزقازيق، كلية الطب جامعة الإسكندرية، كلية الطب جامعة العريش

وأنا عامل زى العصفور المبلول مش من حقى إنى أقول كلمة واحدة فى الموضوع.

أول يوم فى الكلية:

طبعًا علشان المجموع الكبير ده قبلت فى أول رغبة كلية الطب جامعة عين شمس ونجحت فى أختبار القدرات الحمد لله طبعًا سلمت على المدرسين بتوعى وفرحتهم ما عدا مستر الكيمياء ده أنا ناقص فى ١٠درجات. لأ طبعًا بهزر كل المدرسين سلمت عليهم وبالأخص مس جميلة وفرحتها بمجموعى.

أى نعم أنا ما دخلتش الكلية إللى كنت بتمناها بس مع تجربتى فى الحياة أكتشفت إنى حققت حلمى ألا وهو حلمهم هما. دخلت كلية أنا ما بحبهاش ومع كدة كنت طالع الأول سبع سنين دراسة ليه؟ علشانهم. أكتشفت بعد ما لبست البالطو وإللى ما كنتش فرحان بيه أوى وأنا فى الأوضة بلبسوا على قد ما فرحت بفرحتهم هما وأنا بل بالطو ليه علشانهم حلمى هو حلمهم هما بدليل أنهم توفوا من زمان (الله يرحمهم) ومع ذلك لسة شغال الشغلانة دى لأ مش علشان أنا سلبى لأ علشان هى كانت حلمى من الأساس عن طريق تحقيق رغباتهم. لو ختوا بالكوا أنا كنت ديما بذاكر علشان كنت بشوف صورهم فى عقلى يوم النتيجة! ما كنتش بشوف نفسى!

أنا عارف كويس أوى أنتوا هتقولوا أيه هتقولوا عليا إنى أنا سلبى وضعيف الشخصية لكن لأ أنا مش كدة بدليل أنى شغال ومتفوق فى شغلى جايز مش كل الناس زى لكن حلمى كان إسعادهم هما.

فى حب أبى.
فى حب أمى.    

ملحوظة هامة: قريبتنا إللى باركت لى من تحت الدرس أسمها كريمة حسنين السيد متولى وتقربلنا مرات أبن عم أبويا.