Part 2 (الهجرة في الشتاء القارس)

44 4 0
                                    

(( الهجرة في الشتاء القارس ))
الهجرة في الشتاء القارس مثل القاء عملة معدنية تسقط على جانب واحد
انت ونصيبك تسقط على جانب الحياة او على جانب الموت.......

"بعد ثلاثة ايام من الهروب المستمر من الثوار"
اغلب الوقت من اليوم اهل القرية استمروا في الهجرة، قليل من الوقت للنوم وأقل لاستراحة بسبب الخوف والهلع من ما اصاب عجائز القرية، الثوار قاموا بحرقهم وهم احياء!!

وهذا الخوف والهرب المستمر تسبب بموت  ضحايا كثيرة من الخوف وتسبب جروح وآلام لا تزول لي الذين نجوا.

والدي كان يحمل اخي الصغير و عمتي كانت تمسك يدي حين كنا نهرب
وفي اليوم الثالث سقطت ماري فجأة !

ماري ! ماري !
الاب: هدوء يا اطفال انها فقط تشعر بالتعب لم يحصل لها شيء.

البارون حملها على ظهره و الكسندر امسك بيد اخته الكبيرة و تابعوا
الطريق
الكسندر: هل عمتي ستكون بخير ؟
روز: نعم بالتاكيد !

قلتها وانا اشعر بالقلق لأن في صباح ذالك اليوم فتات صغيرة ماتت ايضاً
خفت ان تلقى عمتي نفس المصير.
لم تستفق ماري حتى حل الظلام ، وقت النوم حان وبقيت ماري فاقدة الوعي .

حل الصباح واشرقت الشمس واستيقظ الكل لكن لم يستيقظوا بسبب شروق الشمس بل على صرخات ونحيب !!

صراخ رجل استيقظ وجد كل عائلته فارقوا الحياة اطفاله و زوجته بسبب البرد القارس ماتوا وهم نيام .
لازلت اتذكر البؤس المرسوم على ملامح وجه لا يمكنني ان انسى رجل يبكي مثل الاطفال ويصرخ ، كان مشهد يفطر القلب .

لكن مهما فعلنا لن نخفف آلمه او نستطيع الشعور بألمه لأن الجرح فقط يؤلم صاحبه، مهما نرى من آلام الناس لن نفهمها مهما قلنا اننا نتفهم، لأن القهر فقط لصاحبه.

بعد يومين من تلك الحادثة ماري كانت غير قادرة على المشي وتعود لوعيها فقط لبضع سعات في اليوم!

كان الكل المنهك جسديًا ونفسياً والبرد كان يفتك كل يوم بشخص وخاصة الاطفال.

وفي الطريق وقف شخص وصرخ ! : انا اكتفيت من هذا يكفي كل يوم استيقظ.....لادفن احدف اطفالي انا اكتفيت.
ثم هدئ وقال: ما فائدة ان اهرب من حرب وكل عائلتي ميتة يكفي معناة في كل الاحوال سنموت يكفي معاناة لهم انا وعائلتي لن نكمل معاكم

والارجل الذي ماتت كل عائلته: وانا سابقى معكم لم يعد لدي سبب لنجاة على اي حال .

هنا انقسم اهل القرية الى فريقين احدهم فاقد للامل في الحياة واستسلم، وفريق قليل للامل لكن سوف يكمل الطريق ولم يستسلم .

كثير من العوائل بقت فقط ثلاث عائلات استمروا بيما فيهم عائلتنا .

وبينما كنا نسير محطمين جسديًا و معنويًا
وجدنا شعلت الامل " الحدود بين إمبراطورية عثماني والروسية "
دخلنا الحدود لكن كان العدد احدى عشر شخص فقط من قرية كاملة

من هلك في البرد ومن هلك من الجوع والذي استسلموا

وصلنا لكن والدي لم يتوقف فيها لأنها كان يعلم بوضع السياسي في الإمبراطورية العثمانية وهي على وشك الهلاك لذا حاول بجد ان نبتعد عن مركز الإمبراطورية وعاصمتها إسطنبول

وفي مدينة في دولة عثمانية اسمها (دياربكر)، قررنا المكوث فيها لأنها كانت امنة، نوعاً ما.
كان هناك إسطبل خيول قررنا المكوث فيه حتى نجد منزل نسكنه .

ماريا كانت لا تزال مريضة و الكسندر ايضاً اصيب بالحمة والدي كاد ينهار من تعب، لأنه اصبح في يديه مريضان بدل واحد

حل الظلام و خلدنا الى النوم في وقت متأخر في اليل استيقظت.

فتحت عينياي الكسندر كان جالسا ينظر الى الجدار، خفت قليلًا ، بصوت همس ناديت اخي.

روز: اليكس هل تشعر بتحسن ؟
الكسندر: لا !
- هل لازلت تتألم ؟
- لا !
-إذن ما بك ؟
-..........
روز مسكت بيد اخاها الصغير وقالت: لا تخاف سامسك يدك حتى تنام
الكسندر: انا خائف
روز: من ماذا ؟
الكسندر: من حلمي !
روز: لا تخاف انه مجرد كابوس .

نظر الي اليكسندر وابتسم ابتسامة خافتة ونام

في الصباح اشرقت الشمس
كان اخي لازال ماسكًا يدي كانت يداه الصغيرة باردة !
هل شفيه من الحمة ! كان البارحة جسد شديد الحرارة !

(الكس هيا استيقظ ) كانت تلك كلماتي الاخيرة لاخي الصغير قبل ان ادرك انني فقدته........آلى الأبد

روز: الكس هيا استيقظ !
عرفت في تلك اللحظة ان اخي اصبح مثل سكان القرية الذين بعد نومهم لم يستيقظوا

صرخت روز !
استيقظ الأب وماري
البارون رأى ابنته تبكي على ابنه مسكه مسرعا وخرج من الإسطبل
حاملاً ابنه بين ذراعيه يصرخ باحثاً عن طبيب حكيم اي شخص ينقذ صغيره

لم يكن يعرف لغة اهل المنطقة المحلية لم تكن التركية كانت لغة مختلفة
عندما وجد حكيم  بلغه ان ابنه مات وهو نائم

رجع الاب محطم الفؤاد .

بكائي وصراخي ذالك اليوم لم يستعيدوا لي أخي الصغير اخر ذكرا من والدتي و قطعة من كبدي، لكن اشعر ان ذالك اليوم لم ابكي بما فيه الكفاية.

عمتي بكت ولمت نفسها، بسبب مرضها لم تستطيع أن تعتني بأخي، ولم يستطيع والدي ان يعتني به، هذا ما ظنته.

والدي ألقى اللوم على نفسه، لأنه لم يستطع ان يجد مسكن  وان ابنه مات بسبب اهماله في إسطبل.

وانا لمت نفسي، لأن في اليلة قبل موته لم استطع معرفت علة اخي وآلمه.

لكن كل هذا لم يهم اللوم على من يقع او من كان السبب او لما مات ،
عندما يموت شخص قريب من قلبك تمر بعدة مراحل:
النكران،  الندم، الغضب، الحزن، والاشتياق .
على الاقل هذا ما مررت به.

لم اصدق انني لن اراه مجددًا، لن اسمع صوته مجددًا، لن اتكلم معه مجدداً .
ندمت انني لم اللعب معه كثيراً لم اهتم به كثيراً ، غضبت من نفسي المهملة
لم اعرف ما كنت املك حتى فقدته، لم ارد ان اكل او اضحك غصة كانت في صدري تمنعني ، اشتقت  له كثيرًا من الان والى المستقبل،  لأنني عرفت لن اراه مجدداً.

مازلت اشتاق لرويته مرة اخرة فقط مرة اخرة.

Writer: Hishyar Omar

وردة روسيا في كوردستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن