(المجتمع الكردي )part 9

5 1 0
                                    

المجتمع الكردي في القرن العشرين  مجتمع عشائري، المهم عندهم اثنان
لا ثالث لهما واحد كلمة الدين وثانيًا كلمة العشيرة ومن يوصل كلمة الدين هو رجل الدين ومن كان يوصل كلمة العشيرة يسمى (الآغا) هذان الاثنان من استغلوا الدين والعشيرة واستغلوا عقول الناس و كانت كلماتهم مطلقة و واجبة الطاعة.

هذه القوة مطلقة أتت بسبب ان هذا المجتمع يرجع تاريخه الى القرن ثالث عشر او حتى القرن الثامن تخيل مجتمع لم يتغير عاداته وتقاليده لما يقارب الاثنا عشر قرنًا كيف سيكون ايمان ذالك المجتمع

اغلب من هم في منصب الاغا قاموا باستغلال الفلاحين والضعفاء بقوة حاشيتهم او دهائهم واغلب من في منصب رجل الدين (الملا / الشيخ) استغلوا الكل الضعيف والقوي الاغا والفلاح ، و معارضة امرهم كان يعادل معارضة الدين ( او هذا ما زرعوه في نفوس الناس) مما جعل المجتمع الكردي مليئًا بقليلي الثقافة والعلم لأن العالمين والاذكياء سوف يعارضونهم لذلك جعلوا  الناس قليلي الإدراك، لكن كيف فعلوا ذلك ؟ 

لو رجعنا الى الماضي اثنا عشرة قرناً سوف نجد ان لم تكن هناك مدارس في المدن و القرى، يا  ترى كيف يعلموا الناس اولادهم القرائة والكتابة ؟يرسلوهم الى الجامع او يكن تلميذا لدى الملا. وصلت الفكرة ؟ ......لا ؟ اليك افتراض، تذكر هذا افتراض وليس حقيقة او مثال، هو مثلًا ان تكون هنالك دولة...لديها وزارة التربية والتعليم ..... لا يعلم في تلك المدارس الى ما تريده الدولة وعلى المدارس رقابة بحيث لايكون المنهج الى منهج الوزارة وتعليم المعلم لا يخالف تعاليم الوزارة هل وصلت الفكرة الان ؟ لكن لا ننسى هذه مجرد افتراض لتوضيح الفكرة ليس الا.

طبعًا هذا جانب واحدٌ من اثار الاستغلال الاغاوات والشيوخ، لكن هذا الجانب الاهم لهذا سنكتفي به

لأن هذا الجانب وحده كان تأثيره كبيرا على حياة المستضعفين من عامة الشعب وحتى الاقوياء بعض الاحيان، وطبعاً على روز (جول) وعائلتها
كان قويًا لأنهم كانوا من مجتمع مختلف جدًا عن المجتمع الكردي

بسبب الحريق القرية في حال يرثى لها ومازلنا في شهر ديسمبر

في هذه الاثناء كانت جول ودريا مع نساء القرية ليقوموا ا بتنظيف المنازل التي حرقتها النيران

من فضائل واخلاق الكرد ان يساعدوا بعضهم في المصائب .

لكن عجائزهم عنيدين وذو أفق صغيرة

البارون كان في منزل ابراهيم ليناقش حل للمجاعة التي ستحل على القرية

البارون: ما رأيك عن جعل شباب القرية يعملون في قرى أخرى ويأتون بالمال إلى القرية هكذا سنحل مشكلة قلة مواد الغذائية وايضا يمكننا حتى اعمار القرية مجددا !
ابراهيم: فكرة رائعة
قالها بهدوء ثم تنهد : يا صديقي العزيز كل عجوز في القرية سيرفض فكرة ان يصبه ابنه عامل في قرية اخرى سيؤخذ الامر على انها اهانة ومذلة لهم
البارون: ولما ذالك ؟
ابراهيم: كل قروي يفتخر بقريته ويرى انها ارث اجداده ويكره القرى الأخرى و كل هذا بسبب تحريض الآغاوات والإقطاعيين وكان شريكهم رجال الدين او أشخاص ادعوا انهم رجال دين، انت إقطاعي تعرف ذالك افضل من اي احد !
البارون لم يتكلم
دخل الغرفة سليفان وقال لم تساعدوا أشخاص عديمي الهمة وناكري الجميل؟
ابراهيم: لا تتكلم عندما يتكلم الكبار !
سليفان: نعم ! اسف لم ارى البارون رأيتك فقط لهذا تكلمت
اشتد غضباً ابراهيم وصرخ: ايها الابن العاق الوغد كل هذا حدث لأنك قليل صبر وأخلاقك يا قليل التربية
سليفان: ليست مشكلتي انها مشكلة من لم يعلمني الأخلاق
ابراهيم بدأ على ملامحه الشروع في جريمة من الغضب
البارون: اهدى يا ايها الشاب وانت يا ابراهيم
سليفان: هل تعتقد حقا ذالك العجوز فعل ذالك بسبب مجرد جدال ؟ خاب أملي فيك، مع اني لا امل منك شيئاً أصلاً
ابراهيم: ايها السافل سا......
قاطعه البارون: إلى ما تلمح ؟
سليفان:انت اختبئت عندما اتى جنود البريطانيين لتحقيق في حادثة الحريق لكن هم قالوا اتى لهم بلاغ سابق عن مشكلة في القرية...... ومن ثم اليس غريباً ان يأتوا إلى قرية بمجرد سماعهم عن حريق وكيف أتوا بهذا السرعة ؟
البارون: واليس هم المسؤولون عن هذا الإقليم ؟ ما الغريب ؟
سليفان : انت لا تفهم كيف بالنسبة لأشخاص مثلهم ان يأتوا دون سبب إلى مجرد قرية وبسبب مجرد حريق شخص ما ابلغ عن شاب من المتمردين اي الثوار في هذهي القرية ! ومن ثم قبل يوم عندما اتيت إلى القرية اتى العجوز وبدا بكلام يهنيني به لكن ليس علناً.
البارون: هكذا إذن
ابراهيم: ماذا ؟ ما الذي فهمته ؟
البارون: ذالك العجوز عندما سمع بقدوم سليفان بدأ بافتعال مشكلة معاه وبعدا قام بإرسال برقية إلى مقر جنود البريطانيين عن وجود متمرد بعدها حيك خطته
سليفان: وهي قتلي وحرق حقول والدي وعندما يأتي جنود البريطانيين سيكون الذي مات متمرد والذي حرق حقله اهل المتمرد وبالتالي سيصدر منه باقي حقوله واراضيه بسبب إيوائه لمتمرد وسيتم مكافأة العجوز الذي تخلص من المتمرد وما انسب مكافأة ؟
البارون: حقول التي تم مصادرتها والعجوز هو من اهل القرية فبتالي لن يكون هنالك مشكلة في منحا له .

ابراهيم بقى مذهول من هول ما سمع

سليفان: ذالك العجوز لم ينسى ماضيه معك كيف تم نفي والده وإعطاء أراضيه إلى والدك من قبل حكومة العثمانية حقده عماه، حقده لك ولوالدك وانا من نسلكم أصبحت ضحيتة لمخططه والمذنب للحادثة في عيون الناس وانت السبب

خرج سليفان وهو غاضب امسك كتفه إبراهيم وقال له انت قتلت شخصاً وليس عليك اي اثار من الخوف او الندم ..... يا هذا قلي ما فعلت ؟ أثنا تلك التسعة اشهر ولما مع مسدس ؟!

صرخ سليفان : انت افي رأسك حجر ؟ ما.. ما...؟ ما خطبك !!!
إبراهيم: لا تغير الموضوع؟ ذالك امر وهذا امر آخر قولي ما فعلت !

سليفان:ليس شأنك
وخرج سليفان
ابراهيم: مهما كنا ابني الوحيد ومهما تريد ان تتصرف لوحدك لو سمعت انك قتلت احداً غدرا دون ذنب سأدفنك بيدي هاتين أفهمت

روز كانت على الباب وسمعت تقريباً كل شيء .



Writer: Hishyar Omar

وردة روسيا في كوردستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن