Part5 (شوق)

38 6 7
                                    

(شوق.......؟)

بداء الشتاء في قرية (ب) وكان قد جهز اهل القرية انفسهم جيدًا لفصل الشتاء
حيث ان يقوم اهالي القرى بتخزين حبوب القمح واكياس الطحين وفواكه مجففة وشتى انواع الغذاء،  حتى لديهم نوع من الحشائش لفصل الشتاء حيث يقومون بإطعام المواشي من تلك الحشائش كي لايخرجون المواشي الى العراء وتموت من البرد، بدا الوضع جيدًا في القرية.

١٩١٩ كانون الاول قرية (ب)م
منزل البارون (جول) كانت تسرح شعرها الحريري وهي تتأمل شروق الشمس، الكل كان يستيقظ عند الشروق ويعمل، ومن كان يستيقظ بعد الشروق بساعة يعتبر كسول، (دَريا) نادت (جول)
-يا روز.... آه !! .. عفوًا...يا (جول) تعالي ساعدينى في تحضير الفطور
ردت جول بهدوء: حسنًا آتية.
اتى الكل على مائدة الفطور.
البارون لاحظ ان ابنته الحبيبة سارحة في الافكار وهي لا تتظاهر انها تأكل، نظر الى دريا فقامت دريا  بالاشارة اي انها تدرك ان هناك خطب في جول لكن اشارة اليه ان تتركها ولا تسألها.
بعد الفطور بساعة دريا لبست معطف واعطت واحدة ل(جول)
- لما المعطف ؟
- سوف نخرج يا جول هيا .
- إلى اين ؟
- كفى اسئلة وهيا البسي بسرعة سوف نخرج.

دريا امسكت بيد جول وقالت ل البارون انهما سوف يخرجان يتنزهان
وبعد قطع مسافة جيد بالاقدام في وسط من سهول سألت دريا (جول)
-لا احد هنا هل يمكنك ان تفتحي لي قلبك وتخبريني ما بك ؟
ردت جول وهي تتجنب النظر في عيون خالتها
- لا شيءٍ انا فقط اشعر بقليل من التعب .
دريا قامت بسرعة بضم رأسها اليها وبحرقة قالت
- آه يا صغيرتي الغالية كبرت لدرجة ان تحملي الهموم في قلبك البريء ولا تشاركيها مع احد، انا اتفهم انك لا تريدين ان تشغلي بالي وبال والدك، لكن يا صغيرتي انت اصغر من ان تذبلي بالهموم

جول لم تتمالك نفسها وانهمرت بالبكاء، كانها كانت دلو ممتل بالحزن وكانت قطرة اخرى صغيرة كافية بإخراج كل شيء من الدلو.

جول قالت وعينها تفيضان من الدمع : انا بدات انسى شكل امي وصوتها وبدات انسى تفاصيل بيتنا الذي ولدت فيه، ومات اخي الصغير في ارض غريبة، وها انا في قرية، لا اعرف اي احد منها ولا يتكلمون لغتنا وبدات انسى لغتي، وحتى اظطريت لتغير اسمي وهنا الكل ينادي باسم ليس لي....
بدأت تشهق جول.... واخذت نفس عميقًا.... وبصوت ناعم..مليء بالبكاء قالت - ماذا لو بدات انسى اخي أيضًا...ماذا لو بدأت انسى نفسي من انا وما اسمي ومن اكون حتى ؟

دريا قامت بمسح دموعها عن وجنتيها التان اصبحا وردية من البكاء، كانت كملاك حزين وطفل بريء.
قالت بصوت فيها غصة: آه يا ملاكي كم هو رقيق قلبك، كيف سوف تنسي كل شيء انت الطف من ذالك، وكلنا مع مرور الوقت نبداء بنسيان الاشياء ونسيان بعض التفاصيل من حياتنا وأحبائنا وعائلاتنا فهل ذالك يعني اننا لا نحبهم ؟ لا ! نحن نحمل ذكراهم مهما حينًا من الزمن يا وردتي الصغيرة
دعني اخبرك انا امي وابي ماتا واخي واختي الكبيرة، واقاربي ماتوا في الحرب او في الثورة ، انتي اخر ما تبقى لي من عائلتي، انتي ارث اختي تذكري لو مهما قسى الزمن عليك سأكون بجانبك .

( حينها لم اكن ادرك قيمة دريا الغالية وكم هي تعني ما تقول لكن شعرت باطمئنان كبير وهي تواسيني)

ونسا الفتاتان انفسهما في ذالك السهل الواسع ولم تشعرا بشيء
- هل انت افضل الان ؟
- نعم ! واسفة لتسبب بالقلق لكي ولي والدي
-لابأس، لكن تذكري بأن تطمئني والدك كان قلق جداً عليك
ردت جول بابتسامة لطيفة - نعم سأفعل!!
وبدأتا تقهقهان ويضحكان كأن عبئ زال عن كتفهما

- حسنًا لنرجع يا جول
قطعها جول بصرخة عالية

دارة دريا لترى قطيعا من الكلاب الغاضبة وكبير الحجم الذي لم يرى ذئاب لظن انهم ذئاب لكبر حجمهم

صرخت ماريا ثم قالت - لا تخافي اختبئي خلفي !!
دريا و جول حصرا من قبل قطيع الكلاب
صرخت جول باعلى صوت لها : ابي ! ابي ! ابي!
بدأت الكلاب تستعد لانقضاض على الفتاتان ضمت دريا جول واغلقت عينها
جول لن تستطيع من الخوف اغلاق عينيها

بداء الكلاب بالنباح ثم فجاة قام شخص برمي الحجارة عليهم وبداء يرمي الحجارة اصاب كلب في عينه لكن الكلاب لم تهرب تراجعة

رأت جول شخص يقف امامها ويحمل عصا كبيرة
- ردت شكرًا
- مازال مبكرًا على سكري يبدوا ان الكلاب جائعة وهي لن تبرح بسهولة الكلاب في الشتاء دائما اكثر شراسة
وبداء الشاب بضرب الكلاب ويلتفت بسرعة ويضرب في جانب اخر حتى لا يهجم الكلاب عليه او على الفتاتين .
لنصف ساعة ابرح الكلاب الغاضبة ضرباً مبرحاً حتى هربوا
- يا لهم من كلاب عنيدة
التفت الى جول -هل انت بخير
- ن..نعم .
رأت جول شابا طويل القامة حسن الوجه
(فيه صفات حسنة كثيرة خارجية وداخلية سنذكرها لاحقاً لأن جول لاحظت صفة واحدة فيه الان)

عيونه ذو اللون الذهبي بقية شاردة الذهن تنظر اليه
دريا بصوت مرتجف - شكراً ايها شاب حقاً شكراً لولاك لحدث....
-لا تقسي على نفسك هيا سوف اوصلكم الي بيتكم ، اين منزلكم ومن اين انتم ؟
قالت دريا- من قرية (ب)
ردت الشاب - هل انت متأكدة وانت تعشيت هناك
- ن نعم .
- انا من هناك ولم ارى اي فتاتين بذالك الحسن في تلك القرية البائسة ابنتا من انتما ؟
- ردت دريا بعد عودت رشدها اليه واستعادة رزانتها - نحن اتينا قبل ستة اشهر فقط بدأنا العيش فيها
ردا الشاب - اسف على وقاحتي معكما فقط تفاجئت من قولكم انكم من تلك القرية، انا قبل تسعة اشهر في الربيع ذهبت رحلة الى شمال، اياً يكون

أنا أسمي ( سليفان ) هيا سوف اوصلكم قرب القرية وسوف تكملا الطريق
ردت جول - لما سوف تتركنا ؟
دريا قالت بسرعة - لا تفهمنا خطأً ارجوك نحن نخاف فقط ان ترجع الكلاب الغاضبة فهل توصلنا الي بيتنا من فضلك .

ردا سليفان : ارجوكم ان لا تفهماني أيضًا على خطًا، فأهل تلك القرية اسوء من تلك الكلاب لو رآكم اهل القرية ترجعان مع شاب غريب لن تستطيعا العيش في تلك القرية بسلام، ولا تقلقوا لن اكون معكم لكن سوف اراقبكم من بعيد حتى تدخلا القرية عندما نقترب

وعندما بدءوا بالرجوع سار سليفان امامهم بمسافة حتى اذا اتى احد لا يشك بشيء

ثم وصلا الفتاتان بأمان الي بيتهما .

لكن بقي سلفان في ذهن جول أسئلة

من يكون هو

The writer: Hishyar Omar

وردة روسيا في كوردستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن