Part 6 (سليفان)

28 3 6
                                    

( سليفان )  (Slivan)
الشاب البالغ من العمر سبعة عشر عامًا شاب عريض الكتفين طويل القامة بني شعر ذو عيون لونها ذهبية، شجاع ومتهور، لا يراعي احد في كلامه وقليل الصبر، قد تظنه قاسي القلب، وربما يكون قاسي القلب، من عائلة قوية في القرية وذو نفوذ واموال او كانت ذو نفوذ قوية لأن تلك العائلة مات الكثير منهم اما بسبب المعارك او الامراض، لدرجة ان ماتبقى من العائلة سليفان و والديه، وهو الابن الوحيد، اي اذا مات ستفنى تلك العائلة الى الابد، القرية يعيش فيها عشيرة واحدة لكن عائلتان فيها قوية وغنية فقط،
و سليفان من احد تلك العوائل، وطبيعة الحال اذا كانا شخصًا ذا قوة في مكان واحد سيكره احدهما الاخر، لهذا لديهما تاريخ طويل ومظلم من الكره.

سليفان منذ عمر الرابعة عشر وهو يخرج من القرية في رحلات لشهور، يكون معضم السنة خارج القرية ولكن يأتي دائمًا في فصل الشتاء الى القرية حتى يساعد عائلته فيها، ولايكون عبئ على احد. لديه الكثير من الاصدقاء والمعارف، ولكن شخص واحد يعتبره صديقًا واخاً، في شدائد اقسما ان يكونا
حاضرين لبعض، يكون ( آغا )، مات والده لذا اصبح آغا في عمر صغير
عمر السادسة عشر،ال (آغا ) ليس اسم بل منصب ومعناه الزعيم الاكبر في العشيرة، التقى ب(سليفان) بإحدى رحلاته، ولهم قصة مثيرة ومغامرة رائعة جدًا
سنذكرها لاحقًا.

عاد سليفان الى القرية بعد غياب تسع اشهر، استقبله اطفال القرية وذهبوا يدورون حوله، لأن في كل مرة يأتي يعطي الاطفال هداية واموال.

سليفان- توقفوا عن دوران حولي سوفت تتأذون، هيا اصطفوا سأعطي لكل واحد منكم درهم.
صرخ الاطفال من الفرحة هتفوا من يأخذ الدرهم اولاً

الدرهم ليس قليل فالعامل يقوم بعمل يوما كامل حتى يأخذ عشرة دراهم والبعض يأخد فقط خمسة

مر رجل كبير فالسن  وقال - كم انت كريم يا سليفان، لكن لما تأخرت كثيرا حتى العودة، ظننت انك لن تعود هذهي المرة.
- ليس من شأنك يا عجوز ارحل من هنا.
- يا ايها....أستغفر الله لما تقل الادب وانا مدحتك وشعرت بالقلق عليك.
- تمدحني ؟ يا عجوز الخرف انت تسخر مني وكلامك لم يدل على المجاملة
او القلق بل دل على سخرية.
- سخرية ؟ أنا حشا لله انا اسخر
قال سليفان وهو قد اثار العجوز حنقه- وتكذب يا ..... انت قلتها بمعنى انني شخص سفيه لايعرف كيفية انفاق امواله، انا اعرف انك يوميًا تذهب الى والدي تقول له ان ابنك يبذر امواله وفاسد.
- انا لا.....
- اصمت وانقلع لولا انك عجوز لضربتك حتى ترى الجن يا عجوز الجن
- والله لابلغ اباك بقلت ادبك
- انقلع !

رحل العجوز الى بيت سليفان ليخبر والده بفعلة ابنه.
- ماذا عاد ولدي ؟؟
-ماذا تقول يا ايها الحاج اقول لك ان ابنك اهانني وهددني.....
- نعم نعم سمعتك سأتكلم معاه اعذرني الان.

والد سليفان لم يلبث اذ غادر وهو في لهفة لرؤية ولده، والعجوز زاد غضبه واقسم على ان ينشر تلك الحادثة وان يفضح عائلته .

(احياً يكون الكبير عقله اصغر من الصغير بكثير، والعمر لايدل على العقل والحكمة، فقط الكلام والتصرفات والمواقف تبين معادن الرجال والنساء)

و رأى سليفان اباه، ذهب ليقبل يداه، ويحي اباه، لكن ما أستقبله سليفان لم يكن عناق او قبلة بل لكمة !

-يا ولد هل تريد ان اموت ؟ لم ذهبت لتسعة اشهر ؟ الم تقل انك سوف تعود قبل الخريف ؟
- شكرًا على اللكمة يا والدي العزيز، لكن هل سوف تدعني ابرر غيابي ام لكمة اخرى ؟
- يا سليط اللسان ! يا... يا الله الحمد والشكر لك، لكن لم رزقت بوالد مثل هذا
-اه منك يا ابتي، غبت عنك لبضعة اشهر واراك الان لا ترضى برزق ربك !
- اصمت !!

ضحك سليفان مما جعل والده يغضب اكثر واكثر وهو لم يتوقف عن الضحك
حتى جعل والده يخفف من غضبه وأبتسم قليلًا.
- هيا كفى لنذهب الى البيت والدتك مشتاقة اليك هيا
- حاضر حاضر !

عندما ذهب لزيارة امه حصل نفس موقفه مع والده، لكن الفرق امه لم تكتفي بلكمه مرة واحدة.
- كم عائلة جميلة لدي استقبلتني بكل حنان ولكم وضرب !
والدته ردت عليه- وكم ابن بار لدينا ذهب لشهور ولم يعد وترك ابويه يشعراً يومياً بقلق ان ابنهما الوحيد اما قد حصل له مكروه او اما لن يعود ابداً !
- حسنًا حسنًا ! افهمكما وافهم قلقكما، لكن لدي سبب ووجيه انني لم يكن لدي خيار، وكان موقف حياة او موت مع رفيق لي !

تهجم وجه والداه، وشعرا بتوتر شديد، لأن مهما شعروا بالحزن والقلق على ابنهما، لكن دائما في فترة غيابه كان يظنون ان غيابه من استهتارا ابنهما وقلة مسؤوليته.

وقص عليهما قصته، كيف هو وصديقه العزيز واجها الموت

في بيت البارون، ايضاً هناك فتاتان يقولون قصتهما الغير يسيرة

البارون وهو مذهول مما يسمعه - اذا كيف تخلصتم من تلك الكلاب الغاضبة ؟
دريا مازالت مصدومة وخائفة قالت بصوت منخفض - اتى.. اتى ش..شاب
وضربها حتى هربت
- شاب ؟ من القرية ؟
- نعم... واسمه....
قالت جول - سليفان اسمه سليفان
قال البارون-لما لم اسمع بذالك الاسم واشعر انه مألوف ؟
ردت جول - لقد قال انه كآن مسافرًا عن القرية لتسعة اشهر.
- عرفت ابن ذالك الحاج، مما سمعت من بعض الرجال انه قد مات
- انا متاكد ان هكذا كان اسمه.

ردًا الارشيدوق وهو غاضب - من كان جزاه الله خيرا على كرمه وشهامته
لكن كيف تذهباً وحدكما بعيدا عن القرية ماذا لو لم يأتي احد لتم أكلكم وتختفون من دون اثر..!

دريا وجول تعرضا لتوبيخ شديد من البارون، يمكن ان نقول ان ذالك اليوم كان يومًا التوبيخ الشديد من الاهل .

كل شيء كان سالمًا لكن ذالك العجوز (عجوز الخرف) او (عجوز الجن) لم يكن ينوي خيراً

فقد كان ينوي على شر ل(سليفان)، وذالك الشر خرج من يديه واثر على الكثير يمكن ان نقول قام باحدث كارثة !


The Writer: Hishyar Omar

وردة روسيا في كوردستان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن