هل هذا صدفة؟

86 9 1
                                    

.



*هل مِن الصُدفةِ أن يكونَ ميعادُ خروجِ الحسينِ مِن المدينةِ إلى مكّة كخطوةٍ أولى في مشروعِ عاشوراء.*

*أن يكونَ في نفسِ يومِ بعثةِ النبيّ مساءً...؟!*

*قطعاً لا يُوجدُ صُدفة في سِيرةِ أهلِ البيت .*

*فالمشروعُ الحسينيُّ العملاق هو زيتُ الوقودِ وهو المُحرّكُ الأساسُ للمشروعِ المهدوي.*

*و الدولةُ المهدويّةُ هي مُقدّمةٌ و بوّابةٌ لإقامةِ الدولةِ المُحمّديّةِ العظمى التي تُمثّلُ مشروعَ اللهِ في الأرض ، والذي يتحقّقُ فعليّاً على أرضِ الواقعِ في عصرِ الرجعةِ العظيمة.*

*ومشروعُ اللهِ في الأرض..*
*( وهو الدولةُ المُحمّديّةُ العُظمى )*

*إنّما هو ثمرةٌ لسفكِ دمِ الحسين*

*مِن هنا كان خروجُ الحسينِ مِن المدينة إلى مكّة مُتزامناً مع يومِ بعثةِ النبي ( أي في المساء مِن يومِ المبعث )*

*ليُشيرَ إلى أنّ مشروعَ الدولةِ المُحمّديّة إنّما تبدأ خطواتُهُ الأولى مِن الحسين.*

         *وهذا معنى قولُ النبي ..*

               *( و أنا مِن حسين)*

*و يُشيرَ أيضاً إلى أنّ هدفَ خروجِ سيّدِ الشهداء مِن المدينةِ إلى مكّة ثُمّ مِن مكّة إلى كربلاء هذا الهدف هو بعينِهِ جوهرُ البعثةِ المُحمّديّة.*

*فجوهرُ بعثةِ النبيّ هو الدعوةُ لولايةِ عليٍّ وآلِ علي ( يعني الدعوة لولايةِ الإمامِ المعصوم )*

*وهدفُ سيّدِ الشهداء مِن خروجِهِ ..*
*هو الدعوةُ أيضاً لولايةِ الإمام المعصوم ، كما بيّن ذلك سيّدُ الشهداء في وصيّتِهِ التي كتبها في المدينةِ حين تهيّأ للخروج ، إذ يقول فيها..*
*( وإنّما خرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أُمّةِ جدّي ، أُريدُ أن آمُرَ بالمعروفِ و أنهى عن المُنكر ، و أسيرَ بسيرةِ جدّي و أبي عليّ بن أبي طالب )*

*قولِهِ ..*
*( أُريدُ أن آمُرَ بالمعروفِ و أنهى عن المُنكر )*

*ليس المُراد مِن الأمرِ بالمعروفِ و النهي عن المُنكرِ الذي أراده سيّدُ الشهداء هو الأمرُ بأفعالِ الخيرِ و النهي عن المعاصي،*

*الأمرُ بفعلِ الطاعاتِ و الخيراتِ و اجتنابِ المعاصي أُمورٌ محمودةٌ و مُهمّةٌ و مطلوبةٌ في ديننا.*

*و لكنّها في ثقافةِ العترة تقعُ في حاشيةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المُنكر*

*المعروفُ الذي أراد سيّدُ الشهداءِ أن يأمرَ به هو جوهرُ المعروف ؛ وهو الدعوةُ لولايةِ الإمام المعصوم ،*

*فالمصداقُ الأوّلُ للمعروفِ هو الإمامُ المعصوم ،*

*و في زمانِنا هذا المُراد مِن الأمرِ بالمعروف هو الدعوةُ لولايةِ إمام زمانِنا*

*و المُرادُ مِن المُنكر هو جوهرُ المُنكرِ و هو موالاةُ أعداءِ آلِ محمّد ، كما يُبيّنُ ذلك إمامُنا الصادقُ في حديثِهِ مع أبي حنيفة، حين سأل أبو حنيفة الإمامَ قائلاً..*

*( جُعلتُ فِداك، ما الأمرُ بالمعروف .. ؟*

*فقال الإمام .. المعروفُ يا أبا حنيفة  المعروفُ في أهلِ السماءِ المعروفُ في أهلِ الأرض ، و ذاك أميرُ المؤمنين عليُّ بن أبي طالب ،*

*فقال أبو حنيفة.. جُعلتُ فِداك ، فما المُنكر .. ؟*

*قال الإمام.. الّلذان ظَلَماهُ حقّهُ و ابتزّاهُ أمرَه ، و حملا الناسَ على كتفِهِ.*

*قال أبو حنيفة.. أليس هو أن ترى الرجلَ على معاصي اللهِ فتنهاهُ عنها.. ؟!*

*قال الإمام .. ليس ذاك أمراً بالمعروف ولا نهياً عن المُنكر ، إنّما ذاك خيرٌ قدِّم )*

[ 📓 تأويل الآيات ]
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

*قولُ أبي حنيفة ..*
*(أليس هو* "أي النهيُ عن المُنكر والأمر بالمعروف  " *أن ترى الرجلَ على معاصي اللهِ فتنهاهُ عنها .. ؟ )*

*هذه هي الثقافةُ الخاطئةُ السائدةُ في أذهانِنا عن معنى الأمرِ بالمعروفِ و النهي عن المُنكر ، وهي ثقافةُ المُخالفين ،*

*لأنّ الإمامَ نفى ذلك بنحوٍ صريح وقال ..*
*( ليس ذاك أمراً بالمعروف ولا نهياً عن المُنكر )*

*يعني أنّ النهيَ عن المعاصي و الأمرَ بالطاعاتِ هي أفعالٌ محمودة ، ولكنّها لا تُمثّلُ الأمرَ بالمعروفِ و النهيَ عن المُنكرِ في ثقافةِ العترة.*

*عنوانُ  " المعروف " في رواياتِ العترةِ يعني ..*
                *{{ الإمام المعصوم }}*

*وبمعنىً آخر .. هو ولايةُ الإمامِ المعصوم*

*والأمرُ بالمعروف..*
*يعني الأمرَ بولايةِ الإمامِ المعصومِ وطاعتِهِ.*

*و ذلك هو جوهرُ البعثةِ المحمّديّة و النهيُ عن المُنكر سيكونُ و اضحاً حينئذ. *

*لأنّ الأشياءَ إنّما تستبَانُ بأضدادها،*
*فالنهيُ عن المُنكر هو النهيُ عن ولايةِ أعداءِ أهلِ البيتِ.*

*فإنّ ولايةَ أعداءِ أهلِ البيتِ هي أنكرُ المُنكرِ كما يقولُ إمامُنا الصادق..*
*( و أيُّ مُنكرٍ أنكرُ مِن ظُلْم الأُمّةِ لنا و قتْلِهم إيّانا )*

*قولِهِ..*
*( و أسيرَ بسيرةِ جدّي و أبي )*

*الإمام يُبيّنُ هنا أنّ السيرةَ التي سار بها حين خرج لطلبِ الإصلاحِ هي بعينِها سِيرةُ جدّهِ و أبيه ،*

*وهي سيرةٌ قائمةُ على رفضِ سِيرةِ أعداءِ أهلِ البيتِ ورفضِ طريقتِهم و منهجهم ،*

*فقد كان مِن سِيرةِ سيّدِ الأوصياء أنّه حين عرضوا عليه الخلافةَ في الشورى العُمَريّة ،*

*واشترطوا عليه أن يسيرَ بسيرةِ الشيخين رفض الأميرُ ذلك،*

*مع أنّه كان بإمكانِهِ أن يقبلَ مبدئيّاً حتّى يستتِبَّ له الأمر ،*

*ولكنّ الأمير رفض ذلك لأنّه ما أراد أن يتطرّقَ هذا الفَهْمُ لأحدٍ منِ الناس .. بأنّه راضٍ عن سيرةِ الشيخين*

*و هذه هي البراءةُ التي يُريدها مِنّا أهل البيت في مقامِ التعامل مع المُخالفين.*
.






لاتسون النجمة☺️

Fatima.A.A

عجائب أهل البيت ( عليهم السلام )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن