قصة من ضريح الإمام الرضا (ع)
كان هناك تاجرٌ يُتاجِرُ كثيراً مِنْ أجلِ تِجارتِه، و كان لديه ولدٌ وحيد، و قد سافر هذا الولد مع أبيه عدة مرات.
و عندما أراد الولد الزواج قال: أريد زوجة أجنبية.
قال له أبوه: إِنَّ ثقافة الأجنبية و دينها و أخلاقها لا تتوافق مع مجتمعنا. سأزوجك من أفضل الفتيات في إيران.
مهما حاول الأب… لم يقبل الإبن!!!
كان لهذا التاجر الطهراني معرفة بأحد أصحاب الفنادق في مدينة مشهد. في إحدى الأيام اتصل صاحب الفندق بهذا التاجر و قال له: لقد حصلتُ على بطاقة خاصة للتشرف بإزالة الغبار عن قبر الإمام الرضا عليه السلام.
فقال له التاجر: هل تستطيع الحصول على بطاقة لي و لابني أيضاً؟
فسعى صاحب الفندق للحصول على الإذن لحضور التاجر و ابنه لمراسم إزالة الغبار، و قد حصل على الإذن.
حضر هذا التاجر الذي كان ابنه يريد الزواج من أجنبية في الموعد إلى الحرم في حين كان الحرم خالياً من الزوار. حينها دخل بعض الحضور لى داخل الضريح لإزالة الغبار عنه، فطلب هذا التاجر من أحدهم أن يعطيه قليلاً من الغبار الموجود على قبر الإمام لِلتَبَرُّك، فحاول الشخص أن يعطيه شيئاً من الغبار من خلال فتحات شباك الضريح فلم يستطِع. كانت هناك بعض الأوراق الملقاة في داخل الضريح فأخذ هذا الشخص بعض الغبار و وضعها في إحدى الأوراق و قام بإغلاق الورقة مثل قطع الشوكولاته و أخرج الورقة من خلال شباك الضريح و أعطاها للتاجر. قام هذا التاجر و أعطى هذه الورقة بما فيها من غبار لابنه الوحيد الذي يريد الزواج من أجنبية. فقال الولد: أنا أؤمن بالإمام الرضا ولكن دعني أتزوج بمن أريد.
فلَمَّا رأى التاجر أن لا فائدة من ثني ابنه عن الزواج من فتاة أجنبية، قال: يا إمام رضا ماذا أفعل؟ لدي ابن وحيد و يريد أن يذهب للخارج و يتزوج هناك. إني أومن بك يا إمام.
عندما ذهب الولد إلى المنزل قام بفتح الورقة ليرى ما بداخلها من غبار، فلَمَّا فتح الورقة رأى مكتوباً فيها: (يا إمام رضا)، أن بنت و والدي عامل نظافة (كنّاس)، يعمل في البلدية، و قد كبُرَ سِنِّي.. و بسبب وظيفة والدي لَم يتقدّم لي أي شخص حتى الآن للزواج. و إلى الآن لم أذنب أي ذنب، لكني الآن نفد صبري و لا أستطيع المحافظة على انفسي.. (يا إمام رضا… أغثني).
يقرأ هذا الشاب الورقة.. أبوها كنّاس.. و هو ابن تاجرٍ كبير.. و البنت تخاطِب الإمام الرضا (أغِثني)!
قال الولد: يا والدي العزيز، لنذهب و نرى من هي هذه البنت..
قال الأب: لتكُن من تَكُن، هل ستتزوجها؟
قال الشاب: نعم!
فقال التاجر: هل رأيت البنت؟ هل عرفتَها؟ أبوها كنّاس و وظيفته غير مناسبة لنا.
فقال الولد: و ما شأنُكَ بهذا؟!
و مِن شِدَّةِ ما كان الوالد يرغب في أن يتزوج ابنه بفتاةٍ مِن إيران، قال: لنذهب و نرى من هي.
ذهبوا لى قسم المعلومات في البلدية و بحثوا في المعلومات و توصلوا إلى العنوان و ذهبوا إلى منزل الفتاة..
طرقوا الباب و كان العامِل حينَها نائِماً، فاستيقظ و فتح الباب لهم.
قالوا له: أنت السيد فلان؟
قال نعم!
قالوا له:هل لديك بنت غير متزوجة؟
فقال: نعم!
فقال التاجر: هل نستطيع أن ندخل لى منزلكم و نشرب الشاي عندكم؟
فقال العامل: من أين تعرفون ابنتي و من أرسلكم إلى منزلنا؟
فقالوا له: من أرسلنا؟ سيتبين فيما بعد من أرسلنا إليكم!!
ظنّ العامل أن هؤلاء أتوا لتصوير مشاهد فيلم معين، فسألهم: هل أنتم منتجي أفلام؟
فقالوا: كلا، لا شأن لنا بالأفلام.
قال العامل الكنّاس لابنته عل سبيل المزاح: لم يتقدم أحد للزواج منكِ أبداً طوال هذه الفترة، أمّا الآن، عندما تقدم أول شاب لكِ، أتى إلى منزلنا في سيارة فارهة باهظة الثمن!!
فتحيروا و قالوا: ما الحكاية؟!
بينما هم يشربون الشاي، قامت الفتاة بالمرور من قرب الشاب لترى من هو.
و إن رآها الشاب حتى قال: أنا أريد هذه الفتاة..
فقال التاجر: يا ولدي، هؤلاء فقراء.
قال الإبن: نشتري لهم منزلاً، فلا ينقصنا المال..
فقال التاجر: أثاثهم متهالك..
قال الولد: نشتري لهم منزلاً و نؤثثه، و نغير حياتهم المادية، و أنا أتزوج من هذه الفتاة.
فقال التاجر: لعل خلاقهم لا تعجبك.
فقال الولد: مهما يكُن، لا تتدخلوا في هذا الزواج!
على أي حال.. تزوج الشاب من هذه الفتاة و لم تصدق الفتاة ما حصل!!
في يومٍ من الأيام سألت الفتاة زوجها: أقسم عليك بالله، هل تريدني حقاً؟
فقال: والله أريدك.
قالت: هل تحبني؟
فقال: والله أحبكِ.
فقالت له: قل الحقيقة، من الذي أنزلك إلى منزلنا؟
قال: هذه الورقة…
فأخذت الفتاة الورقة منه و قالت: أنت دخلت إلى داخل الضريح؟!
أنا ألقيتُ هذه الرسالة في داخل الضريح، فهل ذهبت إلى داخل الضريح و أخذتها؟!
فهل عرفنا كم يحبوننا أهل البيت عليهم السلام؟
صاحب العصر و الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف يقول ما مضمونه: أنا أدعو لكم في اليوم مئة مرة..Fatima A.A
أنت تقرأ
عجائب أهل البيت ( عليهم السلام )
Historical Fictionقصص وحكم وعجائب أهل البيت عليهم السلام والأنبياء الطاهرين