الثامن.

262 38 32
                                    

على الفراش بتنهيدةٍ سعيدة بعد أن عادا إلى الغرفة بينما يقف هو متأملًا إياها ليسأل:

"ألا تشعرين بالندم؟"

اعتدلت مستندة على ذراعيها بتسأل باستنكار:

"وهل قد فعلوا هم قبلًا؟"

ابتسامة ساخرة رسمتها شفتاه قبل أن يقول:

"لكن التنمر ليسَ كالقتل بعد كلّ."

نهضت متجهة إلى طاولة زينتها لتُجيب:

"فلنقل أنّني أحبّ ردّ الدّين أضعافًا."

جلس على الفراش بابتسامةٍ جانبية بينما يقبض على شفته السفلى بأسنانه وعيناه تتأملها من رأسها وحتى أخمص قدميها متمتمًا:

"رائع."

نهضَ متجهًا ليقف خلفها ثم وضع كفّيه على كتفيها الظاهرين من فُستانها قائلًا:

"موران.."

نظرَت إلى انعكاس يده في المرآة كما يفعل هو فورما سمعَت اللقب الذي ناداها به لتهمهم بفؤاد مضطرب فأضاف:

"ألا تريدين خرق بعض القواعد؟"

أنامله تتحرك على كتفها وعيناها تتنقلان مع انعكاس كفّه الأيمن والذي تحرّكت أظافره المدبّبة أسفل فُستانها ليمسد على المنطقة أسفل ترقوتها بهدوء..

"ماذا تقصد؟"

تمتمت بنبرتها الخافتة ليجيب:

"لنذهب إلى ملهى ليلي."

رأى بريقًا طفيفًا يغلف زرقاوتيها إلا أنها قالت:

"لا يمكنني، لا زلتُ تحت السن القانونيّ.."

"يا لحظّه.."

قال بنبرةٍ ذاتَ مغزى لتتجرأ على رفع عينيها في عينيه بدهشةٍ من خلال المرآة وكأنّها تتأكد مما فهمَته ليعود لها ذات الشعور السيء، لِمَ عيناه تبدوان وكأنّهما ستقبضان روحكَ دون عناءٍ هكذا؟!

"ليس لدي ثيابٌ لائقة، لا يمكنني."

قالت بارتباكٍ ليمسك بذراعها كي يوقفها أمامه قائلًا:

"ليسَت هذه بمشكلة حتى، فقط وافقي."

أومأت لتتسع شفتاه الحمراوان بابتسامةٍ قد تبدو هادئة إلا أنّ محياه يعكس مفهوم الهدوء تمامًا..

نزع نظارتها الطبية ثم شعرَت بكفّيه يتحرّكان ببطءٍ على ظهرِها مرورًا بأردافها ليقبض على الفستان رافعًا إياه بهدوء..

مرّر أنامله أسفل الفستان ليستشعر هو برودة جسدها الناعم ضدّ كفّيه الدافئين كما تشعر هي بهما يتنقّلان على بشرتها صعودًا لينزع الفستان عن جسدها تمامًا..

أدارها ليصبح ظهرها مواجهًا صدره ونظر إلى المرآة أمامهما لتتحرّكا نبيذيّتاه الآثمتان على انعكاس جسدها الحليبيّ النقيّ..

لا يستر جسدها سوى ملابسها الداخلية المكونة من قطعتين باللون الأبيض ليمرّر كفّه على خصرها ناظرًا لانعكاس وجهها المُرتبك بينما تُغلق عينيها عاقدة الحاجبين..

"قد أفعلُ بكِ أيّ شيءٍ أريده الآن، لِمَ لا تمنعيني يا صغيرة؟"

همس بصوتٍ أجشٍ يليق بنبرته الغائرة لتنظر هي إلى الأرض هامسة:

"لا أريد.."

ويعلم هو هذا جيدًا، يمكنه رؤية كل ما يدور بعقلها من أفكارٍ وكأنّها تُعرض أمامه في شاشة تلفاز..

شعرَت بثيابٍ خفيفة تغطي جسدها لتفتح عينيها ناظرةً في المرآة لتجد تنورة بيضاء قصيرة بالكاد تغطي أردافها يعلوها قميصٌ ضئيل من الحرير ذا حمّالاتٍ رفيعة تحيط عنقها وقد رُسم على هيئةِ قلبٍ ولا يغطي خصرها حتى..

"لطالَما اقترنَ اللون الأبيض بالنّقاء.."

همسَ بينما يمرّر أنفه على عنقها ليُضيف:

"لكن كلّما احتوى جسدكِ موران.."

لامست شفتاه أذنها حينما أكمل هامسًا:

"يبدو ملوّثًا بشكلٍ يروقني."

شدد على خصرها بذراعه ليُكمل:

"كالغيوم التي تزعجها رطوبة الهواء وتصبر يومًا بعد يوم حتى يفيض بها لتغرق الأرض بالأمطار دون رحمة.. هكذا أنتِ تمامًا، عكّر الحقد صفوَ روحكِ حتى تمكّنَت الكراهية منكِ بكلّ خليّةٍ وُجدَت بداخلك؛ لذا احذري يا صغيرة.."

أشارَ على فؤادها بسبابته وأضاف:

"نارُ الكراهية لا تحرقُ سوى مَن أشعلَها."

----------------------------------------------------------

----------------------------------------------------------

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
صَـفـقَـةٌ مَعَ الشّـيـطـان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن