صَـفـقَـةٌ مَعَ الشّـيـطـان.

العاشر.

استيقظت صباح اليوم التالي برأسٍ متثاقل يغلّفه الصداع لتعقد حاجبيها بألمٍ بينما تململت في الفراش، لحُسن حظّها اليوم عطلة نهاية الأسبوع؛ لذا ليسَت مجبرة على النهوض..

ما هي إلا ثوانٍ حتى اقتحمَت ذكريات الليلة الماضية رأسَها تتابُعًا، بدايةً من لمساته قبل أن تجد ذاتها بالملهى، ونهايةً بلحظاتهما الحميميّة التي شهدَتها كلّ أركان هذه الغُرفة..

وضعَت يدها على فمِها واتسعتا عيناها بصدمةٍ مما يخطر على بالها من ذكرياتٍ على هذا الفراش، شعرَت بجسدها يرتجف بردًا لتنظر أسفل غطاءها وتجد ذاتها عاريةً تمامًا ثم مدّت يدها لتحاول التقاط جهاز التحكم الخاص بالمدفأة..

لم تكد تصل إليه حتى بدأ الدفء في التسلّل إلى جسدها حينما شعرَت بجسده الدافئ يحتويها من الخلف ولا يفصل بين جسديهما فاصل..

تجمّدَت للحظة قبل أن تشعر بكفه يمسّد على خصرها وأنفاسه تُداعب عنقها لتشعر بجسدها يهدأ ويستكين..

تمامًا كالأمس، تتذكّر كيفَ كان جسدها خاضعًا بكلّ خلاياه للمساتِ مَن يلتصق بها الآن، كيفَ كان قلبها يتخبّط تحت أضلُعها كلّما سمع همساته، كيفَ تبدّل جسدها من دائم البرودة إلى كتلة نارٍ تحترق أسفل تايهيونغ..

كيفَ التحما جسدَاهما بمثاليّةٍ آثمة تقزّزَت منها الملائكة واحتفلوا بها الشياطين.

حرّكت ذراعيها تحاول النهوض لتسمع صوته الأجش إثر نُعاسه:

"لا تفعلي، لن تستطيعين السير.."

عقدَت حاجبيها لتسأل:

"ولِمَ؟"

شعرَت بيده على خصرها تتحرك ببطءٍ لتصل إلى جزئها السُفلي وبأنامله ضغط هناك بخفّة ليُصدر ثغرها تأوّه طفيف إثر ما شعرَت به من ألم..

ابتسامة هادئة هي ما رسمتها شفتاه قبل أن يبتعد ليلتقط ثوبه الداخلي من على الأرض ليرتديه أسفل الغطاء ثم نهض متجهًا لدورة المياه..

خرج بعد دقائق ليُبعد عنها الغطاء متأملًا جسدها الذي لم يعُد صافيًا لبُرهةٍ قبل أن يحملها بين ذراعيه وتشبّثت هي بعنقه بينما يسير ناحية دورة المياه مجددًا، تُراقب الثياب المُلقاة على الأرض بإهمال جوار بعض المناديل المُلوثة ببعض قطرات الدماء..

جزءٌ منها يشعر بالندم لما حدث بينهما، لكن النصيب الأكبر كان لشعورها بالسعادة والفراشات الجميلة التي تداعب فؤادها لطالَما هو بالجوار..

حمقاء.

كانت سعيدة طوال اليوم، مزاجُها كان جيدًا للحد الذي لم تشعر به يومًا لذا قررت أنّها تريد إنهاء هذا اليوم بما سيُسعدها أكثر..