من الصعب البقاء بالماضي رغم تمسكنا به ولكن يغمرنا بالتفكير هل الماضي متمسك بالذكرى التي تجمعنا سوياً.
أصبح قرار ندى في تخطي الماضي بالكامل قرار جاد لا عودة فيه ، وقررت المواعدة مرة أخرى بعد أن استقرت بالقليل من الراحة في مكانها الجديد لوس أنجلوس ، حيث قام شاب من العمل بطلب مواعدتها لكن رفضت بالبداية ، وها هي تفكر بالموضوع لتمسك الهاتف وتتصل: مرحباً ، سامي ، ليرد: ندى ، كنت أنتظر اتصالك بفارغ الصبر ، كيف حالك ؟ وفي نبرة من التردد قالت : سامي ، أود أن أحاول أن أحبك ، هل لي بفرصة حقاً ، لا شيء فعلي ، فقط لنتقابل بعد العمل كل يوم لنرى ما إذا كان جيدين كفاية لبعضنا ، وفي حماس رد : موافق ، كلي لك ، في العمل وبعد العمل وحتى عند موعد النوم أنا لك تماماً ، وبعد إنتهاء المكالمة وقفت ندى أمام المرآة قائلة : لا بأس ، مجرد تعارف لا أكثر ، أستحق أن أكون مع شخص يحبني ، لا يتركني ، يناسبني ويطمح إلى أن أبقى سعيدة ولكن دموعها لم تكن ودودة بشدة فقد سقطت ع خديها دون رحمة ، لعلها تشتاق إليه ولكن لا جدوى ، أصبح عليها الالتزام بقانون المواعدة الجديد ، سامي ينتظر حبها بفارغ الصبر .
وفي صباح اليوم التالي ، جاء اتصال باكر لندى لترد : مرحبا ، وفي نبرة من الحماس يرد : مرحبا ، لا وقت لترحيب ، أنا على باب المنزل ، أحمل الفطور ، إنه ثقيل ، هلا فتحتي الباب ، لقد تعبت ، لتركض إلى الباب في ثياب نومها وتفتح وتقول : لا تهتم للمنظر ، أبدو مريعة ، فقط أريد الاغتسال ، وستناول معك الفطور بالحال ، ليمسك يدها قائلاً: اجلسي ، انتِ تبدين أجمل من الكل ، فقط تناولي الفطور وهو ساخن ، لا أريدك أن تفقدي حماس تناول الفطائر الساخنة ، لتضحك ندى ويبدو عليها الراحة ، وبعد الإنتهاء من تناول الفطور ، طلب منها أن تتجهز لينطلقا إلى العمل وبسرعة ، لا يمكن لتأخير أن يهزمنا ، كانت عينا ندى تشع نور لا من الفرحة بل من دهشة المعاملة الأولى ، سامي أحب ندى بالفعل.
وفي طريقهم إلى العمل ، أرادت ندى أن تسأل سامي: هل تريد المواعدة للزواج ، أم مجرد تسلية لا أكثر ، ليرد : لا أحب المواعدة الطويلة ، ولا حتى القصيرة ، احب المواعدة المعقولة ، كي أعرف الفتاة التي أريد أن أمضي العمر معها ، وبالفعل أواعد للزواج ولكن إذا كانت الفتاة لا ترغب ، حتما سننفصل ، لا أطيق المواعدة العبثية كلساً ، لذلك تجدين أنني لم أواعد إطلاقاً ، أنتِ محظوظة ، لقد كنت أول فتاة أحب أن اواعدها لا للحب فقط بل أريد الزواج منها إن شاءت ، لا داعي لأن تكوني مغرورة يا محظوظة قلب سامي ، لتضحك ندى برقة قائلة : لن أكون مغرورة على قلبك ، أعدك ولكنني لن أعدك بأن أكون زوجتك أيضاً ، أريد بعض الوقت للحصول على قرار مهم كهذا ، وفي نظرة من الحب: لك من الوقت ما اردتي ، أنا والوقت لك أيضاً ، يبدو أن سامي ليس بمحب بل بعاشق ، لكن هل سيبقى عاشق عند معرفته بماضي ندى .
وفي الجانب من العالم ، كان إدريس يشغل نفسه عن الذهاب إلى منزل ندى القديم دون معرفة أنها لم تعد ندى في ذلك المنزل ولن تعود ، وفي لحظة من الشوق الجبار ، ركب إدريس سيارته وصولاً إلى منزل ندى القديم ، على باب المنزل ، كان التردد يحيطه من كل الاتجاهات ، محادثتاً نفسه: أنا من أراد الرحيل ، كيف لي أن أكون بهذه القسوة ، أن أعود بعد كل هذه السنين ، وأقول اشتقت إليك ، لقد أعمت الحماقة بصيرتي ، لقد تركتها بالفعل خلفي ، بدون أن أعي أنني لا شيء دون حبها ، كيف لي أن آتي أمام منزلها بالحقيقة ، كل ما في بالي من الماضي لا يمكن أن يعود ولن يعود .
في وقت ما كنت ندى تنتظر جواب صغير من إدريس ، كان إدريس يفكر بصعوبة عودة ما كان ليكون ، حقيفة الحب مؤلمة في بعض الأحيان.
وحين عودة إدريس إلى المنزل ، صادف أحمد في طريقه ، لم يتعرف عليه بالبداية ولكن حين ألقى أحمد عليه التحية تذكره جيداً قائلاً: سامحني لم أعرفك بالبداية لقد مر وقت ، وفي نبرة من الاطمئنان رد أحمد: لا بأس ، لقد كان وقت طويل ، ليس يوم أو يومين ، كيف حالك ، هل كا شيء على ما يرام ، ليرد : نعم ، كل شيء أفضل ما يكون ، لقد كنت في لوس أنجلوس لمدة لإنجاز بعض الأعمال ، وها أنا قد عدت ، ربما ليس لوقت طويل ولكنني عدت ، ليرد أحمد: لوس انجلوس ؟ مهلاً هل كنت كل ذلك الوقت في لوس أنجلوس ، ليجيب بإستغراب : نعم ، وماذا بذلك ؟ ليرد: لا شيء يذكر ، لقد سررت بلقائك ، دعنا نتقابل مجدداً ، وفي اللحظة أراد إدريس أن يعرف هل تزوج أحمد من ندى أم لا ليقول : هل تزوجت ، يبدو أنك زوج سعيد أكثر من أعزب سعيد مثلي ، ليقول : نعم ، تزوجت ، بالفعل أنا زوج سعيدة ما دامت زوجتي سعيدة ، حياة أفضل مع زوجة سعيدة ، شعاري الأبدي ، ليسأل أكثر: هل تعمل معك بنفس المكان ؟ ليرد : لا ، اخترت مرأة غير عاملة ، نحن سعداء بالفعل ، اسمها كوثر ، يمكنك المجيء إلى منزلي وقتما ما شئت ، سوف تقوم بإعداد أشهى الأطباق ، وفي نفس من الاطمئنان قال : جميل ، أود ذلك بالفعل ، ولكنني بالوقت الحالي منشغل ، يمكنني الاتصال ما إذا أردت المجيء ، ودع إظريس أحمد وأكمل طريقه ، لقد كانت الإبتسامة العريضة واضحة كل الوضوح على وجه إدريس بعد معرفة أن ندى لم تتزوج أحمد حتى لاحظ ذلك على نفسه قائلا: هل جننت أم ماذا ؟ إن لم تتزوج أحمد ، بالطبع تزوجت من شخص آخر ، لن تبقى منتظرة قدومي طوال هذا الوقت ، ليشعر بالحزن مجدداً .
لماذا لم يخبر أحمد إدريس أن ندى انتقلت بالفعل إلى لوس أنجلوس ، هل أراد إبقاء الأمر سراً ، أم إنه ما زال يبغض إدريس لدرجة أنه لم يرد إراحة قلبه بعدما أتعب قلب ندى .
ندى وإدريس أصبح كل منهما الآن في عالم منفصل كلياً عن الآخر
أنت تقرأ
جنون الحب ❤️
Storie d'amoreفتاة بالثامنة عشر من عمرها تقع بعشق شاب يعشق الجنس ويعتبره وسيلة للتعبير عن الحب 🤍💔