رواية «تلاقي الأرواح» 💜

الروح لن تغادر حتي تتنقم😱

لما فكرت اخد الشقة اللي قدام بيت ريا وسكينة في منطقة اللبان، مجاش في بالي ان حياتي هتتحول لكابوس كده!
المنطقة تعتبر من أقدم مناطق الإسكندرية، فيها بيوت عمرها اكبر من عمر دول متقدمة دلوقتي بس من غير تاريخ، يمكن علشان كده فكرت اشوف شقة ايجار فيها علشان استمتع بالسفر للمحافظة الحلوة دي.
وصلت اول يوم ولفيت البلد، أهلها طيبين، جدعان، هادية قبل غزو المصايف وزحمة الكورنيش، قضيت يوم حلو ورجعت بليل لشقة في عمارة قدام بيت ريا وسكينة.
البيت دلوقتي مقفول، محطوط عليه صور للستات دي والضحايا بتوعهم، كراكون اللبان اتهد من سنين وبقى في جزء منه كافيه محل بيعمل قهوة نزلت بليل طلبت منه كوباية ووقفت قدام البيت اتفرج عليه.
"المكان ده مش حلو بليل يا باشا". سمعت الجملة من حد ورايا. بصيت له باستغراب لقيته كمل وهو بيبص على البيت: "هنا مات كتير، وبليل الناس بتسمع صويت وحد بيجري ورا الحيطان بتاعت البيت".
جسمي قشعر، سالت الراجل بفضول: "المكان مقفول ليه"؟! قرب مني وحسيت بدفى انفاسه في وشي كأنه بيقولي سر حربي: "صاحب البيت قفل أبوابه بالطوب علشان محدش يسكنه، بيقول إنه خايف علشان لو البيت اتهد مينفعش يتبني تاني".
كمل وهو بيحك شعره القصير وبدعك عينه اللي بدأت تلمع: "بس الحقيقة أن المكان ملعون وريا وسكينة لسه موجودين جوا"!
خوفت، بصيت على البيت، مقبض، حيطانه قديمة، صورهم مخيفة ومتعلقة على الحيطان من برا للناس اللي عايزة تتفرج.
الراجل كمل: "ريا وسكينة كانوا بيعملوا كده علشان يقدموا قرابين ليه". قالها وسكت. سألته بخوف واضح وانا بشرب القهوة: "لمين"؟! 
اكتفى بكلمة واحدة "الشيطان".
كنت لسه هقوله إن في كاتب اسمه حلمي مطر عمل رواية اسمها المجد للساحرات وكانت عنهم وكلها رعب وده اللي خلاني اجي اصلا هنا بس مردتش، خوفت يكون مجنون واسايره. مردتش. الراجل كمل: "انا هوريك سر"! خلص الجملة وقرب من حيطة في البيت وخبط عليها مرتين. لسه هستأذنه اني امشي وارجع الشقة لقيت نفسي اتسمرت! في صوت تخبيط جاي من جوا!!
صوت خشن لواحدة سامعها بتتكلم جوا، وصوت تاني لواحدة بترد عليها!
جسمي اتنفض، بصيت حواليا، المكان هادي، مفيش غير المحل والشارع فاضي، الساعة تلاتة بليل!
الراجل قرب مني تاني وبصوت مغري قالي: "عندي طريقة تخليك تدخل وتشوف البيت من جوا"! الفضول زاد جوايا، مديت ايدي في جيبي اطلع له فلوس لقيته بيبتسم وبيقولي "مش محتاج". ولفت ورا البيت. لفيت وراه لقيت سلم خشب محطوط جنب الحيطة والراجل طلعه بسرعة لحد ما وصل فوق! عنده مرونة مش طبيعية، حتى هدومه غريبة بالجلابية اللي لابسها دي!
شاورلي اطلع وراه. مسكت السلم وبدأت زي المسحور اطلع سلمة سلمة لحد ما وصلت لنص السلم!
سمعت صوت حد بيتكلم من تحت، الراجل فوق بيشاورلي اكمل واطلع، السلم بيتهز، بصيت تحتيا لقيت اتنين رجالة عمالين يزعقوا بس مش سامعهم! بيقولوا حاجة! الراجل فوق صوته اوضح. "يلا يا باشا علشان تشوفهم"!
كملت خطوة كمان لفوق، صوت الرجالة اللي تحت بيختفي، الراجل فوق مبتسم، في وراه حاجة لابسة طرحة سودا وشها مشوه، مبتسمة! قلبي اتقبض، زي المسحور طلعت سلمة كمان، قربت اوصل فوق، السلم بيتهز اكتر، كنت هقع، مديت ايدي لفوق والراجل مسكها وبمجرد ما مسكها حسيت بنار في معصمي وصرخت من الوجع، وفجأة السلم بدأ يميل على الجنب ويقع ولقيت نفسي بقع في الشارع وبصرخ من الوجع.
اتنين رجالة واقفين جنب راسي بيتكلموا بعصبية.
"ايه اللي طلعك"! "انت جيت منين وطالع فين يخربيتك"! مش مستوعب، قومت بالعافية وبصيت فوق سطح البيت ملقتش حد ولا لقيت حاجة!
واحد كبير في السن اسمه عم عبدالقادر جه وطلب مني احكيله اللي حصل، حكيت ليه وهو عمال يقرأ قرآن بصوت واطي ولما خلصت اتكلم هو.
بصوت رخيم هادي قالي: "كل فترة نلاقي حادثة كده، حصلت ياما، ناس بتحاول تطلع فوق البيت وترمي نفسها أو تختفي جوا ومنلقيش ليهم اثر، محدش عارف السبب، مرة واحد يقول إن واحدة ست كانت بتستنجد بيه ينقذها ولقى السلم وطلع علشان ينقذها، وواحد يقول إنها لقى واحد بجلابية وقاله إن البيت فيه كنز ومحدش يعرف عنه حاجة بس لازم يدخله في وقت معين علشان يظهر، كلها اوهام".
كمل وهو بيبعد عن البيت: "وانت اهو، لقينا سلم منعرفش مين جابه ومحطوط وانت كنت هتطلع وتروح زيهم لولا أن الرجالة فقدوا الأمل انك تنزل وميلوا السلم ووقعوك".
بلعت ريقي الناشف بالعافية وجسمي بيتنفض من الخوف، وقعدت قدام الكافتيريا اللي اتبنت مكان كراكون اللبان وبصيت لقيت متعلق عليها صور تانية كتير لريا وسكينة والضحايا وناس تانية. بصيت على الصور وجسمي اتنفض من الرعب.
دقائق وكنت طلعت لميت هدومي ونزلت ركبت اول عربية تخرجني من المكان ده.
محدش يعرف الرعب الحقيقس اللي حصل معايا، محدش يعرف أن اللي حصل كوم والصورة اللي شوفتها متعلقة على الكافتيريا كوم تاني.  عبدالعال جوز سكينة كان في الصورة وهو نفسه اللي كنت بتكلم معاه وعايزني ادخل!

#تمت
#بتوقيت_الظلام