جون هايج

9 1 0
                                    

قصة جون هايج السفاح القاتل
لعشاق القصص المثيرة والغامضة جئنا بمجموعة متميزة من القصص المرعبة والتى تحتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة والشيقة ومنها تلك القصص قصة جون هايج السفاح القاتل لنتعرف سويا على تفاصيل القصة :

من بين كل الأساطير التي أبدعتها عقول القدماء الغابرين لم تعش وتتفرع وتبرعم سوي أساطير قليلة جدا .. وبينما محي ذكر الآلهة المجيدة التي أريقت تحت أقدامها الخمور وأحرقت لها أطنان كاملة من الأبخرة والعود النادر ، وتلاشي ذكر أمم ، وضاعت حكايات ونٌسيت أمجاد حقيقية أو خيالية واندثرت إلا إن هناك أسطورة قديمة واحدة ظلت حية .. والغريب أن البشر لم يحافظوا على بقائها فقط بل عملوا دائما بدأب من أجل إيجاد دليل عملي على صحتها .. تلك هي أسطورة مصاص الدماء !

في التاريخ ظهر كثيرون ممن ألصقت بهم تهمة ( مص الدماء ) ، وأقصد هنا الدماء البشرية بطبيعة الحال ، ولعل من أشهرهم هما الثنائي الأكثر شهرة وقدما في ذلك المجال وهما " الكونت فلاد الوالاشي " المعروف بالكونت دراكيولا ، وقرينته في الجرم والترويع الكونيسة " إليزابيث باثوري " ملكة مصاصات الدماء .. وفي العصر الحديث كذلك ظهرت شخصيات تعرضوا لنفس الاتهام ، وإن كانت جرائم البعض منهم أكدت الجرم وجعلت التهمة شبه مؤكدة وموثقة عليهم .. لكن من بين جميع القتلة المتسلسلين والسفاحين الأكثر إجراما وفجورا لعله ليس هناك من حظي بأهمية ، وفي نفس الوقت بتجاهل وغموض ، قدر ما حظي به المجرم البريطاني الذي بدأت فورة جرائمه المروعة تتصاعد بينما كانت القوي النازية تبدأ في لفظ أنفاسها ، والعالم يشهد خضم حرب مروعة طاحنة ربما تسببت في عدم لفت الأنظار كما يجب إلى جرائم هذا السفاح الذي كان ربما مثيرا للرعب أكثر من كل من تقدم عليه ومن تلاه من سفاحين ومن مجرمين .. إنه جون جورج هيج !.

بداية عادية لرجل غير عادي !

في ظروف جد ملائمة خرج " جون " إلى الحياة في الرابع والعشرين من يوليو من عام 1909 في مدينة ( ستامفورد ) بمقاطعة ( لنكولنشاير ) إنجلترا ، وولد في عائلة محافظة متدينة ، حيث كان أبواه عضوين في جماعة تسمى ( أخوية بلايموث ) وهي مجموعة مسيحية متزمتة ، وقد انتقلت الأسرة فيما بعد إلى قرية أوتوود الواقعة في مقاطعة يوركشاير .. كان والد جون يعمل مهندسا , وكان رجلا محافظا للغاية ويخشى أن تتسرب خطايا العالم الخارجي إلى أسرته المتطهرة ، لذلك أحاط منزله بجدار صلب ولم يبقي لطفله سوي مساحة عشرة أقدام يتحرك فيها خلف السور .. كذلك كان الطفل كثيرا ما يعاقب عقابا صارما على أقل الهفوات ، وكثيرا ما كانت تلك العقوبات التي تطبق عليه ينتج عنها آثار مادية أو إصابات في أنحاء جسده .. ويبدو من السيرة الذاتية للأسرة أن الزوجين ، " جون " و" إيميلي " كانا من طراز الآباء الذين لا يتورعون عن استخدام العقوبات البدنية الشديدة ضد أطفالهم ..
ويبدو أن نتيجة تلك النوعية الصارمة من التربية انعكست على الغلام الذي عانى في صغره مما أسماه ( كوابيس دينية ) أو ( كوابيس متعلقة بالعقيدة ) ، ومن تلك الكوابيس التي رآها " جون " حلم متكرر كان يشاهد فيه غابة من الصلبان تقطر دما ، كما شاهد مرة رجلا ، في الحلم ، يقطع جذوع أشجار ليقطر في كوب بيده دما ينز من بين تلك الجذوع المقطوعة .. طبيعة أحلام " جون " الكابوسية تشير إلى أنه ، فيما يبدو ، وكنتاج لنوعية التربية التي تلقاها صار الدين في داخل نفسه مسببا لكل المتاعب والصعوبات وأنواع الحرمانات المتعددة التي عاناها .. وسيكون لتلك الكوابيس انعكاس بالغ الشر والقسوة على حياة " جون " فيما بعد .

قضايا عجز العالم عن تفسيرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن