-أصبح البشر مخيفون جداً، الأذية تجري في عروقهم، و هم من يطلقون علينا بالوحوش لأننا لسنا مثلهم، أشكر القدر للمرة الثالثة أنني لستُ بشرياً
-لم أرد أن أتدخل، لكن لا يمكنني تركهم يستمتعون بألم الآخرين
-إذا تطلب البقاء معكِ خرقي لقوانين العالم السفلي سأ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
. . . . . .
لا أصدق أنني سأفعل هذا، أخذت نفسي للأسفل لكي أُعيدها إلى مكانها، غطست إلى المحيط فلمحتها بذراعان منفردتان كأنها مستعدة لتسليم روحها لملك الموت، للأسف رحل عندما اخذتها إلى اليابسة من جديد، كيف أخرج المياه من رئتيها و لا أستطيع استخدام قواي، سامحني يا مولاي، أدخلت يدي في فمها لأخرج المياه، لم تمضي ثواني لتسعل إثر الاختناق، فتحت عينيها ببطئ بعد نجاتها من الموت المؤكد، أدارت رأسها لكنها لم تلمحني بجوارها، كنت اراقبها من خلف الأشجار لكي لا تكشف هويتي و تخاف.
مضت ثلاثة أيام و أنا لم أعد أراها مجددا، هل حاولت الانتحار ثانيةً؟ أتمنى أن تكون بخير هذه المرة و لا تفعل أمراً متهوراً، لكن ما الذي جعلها تفكر هكذا؟ كلا جونغكوك لا تتدخل مجدداً يكفي مجازفتك بهويتك، كان إنقاذها فكرة سخيفة بالفعل.
في اليوم الرابع تحديداً عند الساعة الرابعة مساء، التقتها عينيها أخيرا و هي خارجة من الجامعة، لكن لماذا تخفي عيناها عن الجميع و تركض؟ وجدت جوابي عندما رأيت نفس الشابين يلقيان التحية لبعضهما و علامة السعادة ظاهرة بوضوح على محياهما، لا تخبروني أنها نفس الفتاة التي أرادوا كسر روحها، للأسف هي كذلك، لا أعرف لماذا شعرت بالغضب أو لما أريد تحطيم عظامهما و أُلقي بلحمهما للذئاب؟ خطرت في بالي فكرة ممتعة ستسعدني قبلما تُسعدُ تلك الفتاة، على الأقل سأكسر روتيني قليلاً.
لكن أول ما سأفعله هو محاولة إسعاد يولاند إذا لم تخذلني ذاكرتي، لحقت بها لمدة ثلاثين دقيقة حتى دخلنا نفقاً إذ رأيتها جالسة فوق صخرة متخذة وضع القرفصاء و قد كان صوتُ شهقاتها يجعل الحجر يشفق عليها، لن اخدعكم شعرت بحزنها، لم أتحدث مع بشري من قبل تلك مرتي الأولى ثم أنها كانت مع أنثى، حظاً موفقاً يا أنا، تقدمت حتى أصبحت بجوارها، تظاهرت بعدم معرفتي بسبب حزنها، و أخيرا استجمعت شجاعتي و خرج صوتي بقولي:
-يبدو أن هناك شخص مر بيومٍ سيئ
فور انتباهها من وجود شخص بجوارها، اهتز جميع جسدها و كادت أن تسقط من فوق الصخرة لولا ذراعي الذي أمسكها في اللحظة المناسبة، مسحت دموعها بسرعة لكي لا أراها