| الخِطاب الأخير بالحياة! |

80 26 12
                                    

إليّ، إلى تلك الفتاة التي كان قلبها أرق من الفراشات، تلك الفتاة التي لم تقوى على إيذاء نملة، بل والبكاء من أجل قط صغير مات جوعًا،
إلى تلك الفتاة التي كان قلبها أبيض بريء، لكن لم تتماشى رقة قلبها مع قسوة العالم، وما كان من الأخير إلا أن يدهس قلبها المسكين لأن الحياة لا ترحم الضعفاء أبدًا!
نبذها جميع من أحبتهم وضحت من أجلهم، قصّ أجنحتها من وثقت بهم فقط، أجادت كل شيء إلا الإختيار، فما كان من الحياة إلا تحطيمها بقسوة لتكون عبرة لمن هم في برائتها!
إليّ، الوحيدة التي لم تكلّ أو تملّ عن الإستماع لي، لربما كان العيب بي؟
لربما كنت أنا العلّة، وكان وجودي هو الشيء الوحيد غير المرغوب به لدى العالم بأسره!
إليّ، إنها المرة الأخيرة في الكتابة لكِ، سامحيني... وأنصتي لي حتى النهاية!
لطالما كُنت الرفيقة الجيدة والمستمعة المثالية، أستمع وأستمع وأقدم كل مشاعري على طبق من فضة، ورغم ذلك لم أكن كافية بالنسبة لأي أحد، حتى ذاتي!
بتُّ ثقيلة حتى على نفسي، ومازلت أنتظر أن أكون بخفة الفراشات بالنسبة لأحد!
خذيها قاعدة لا أحد يتغيّر؛ لذا لا تُجهدي ذاتك، وإن أصررتِ فالنتيجة محتومة، وهي تحولّكِ لبقايا إنسان لوثته دنا.ءة بعض البشر!
لمن يقرأ رسالتي الآن، لم يكن البقاء أو الرحيل بيدي، لم تُتْرك لي زمام الأمور بل أُجبِرت على كل شيء بحياتي، حتى على التنفس الذي أتنفسه، أخبر أصدقائي أنني كنت أحبهم رغم خذلانهم لي، أخبر زوجي الذي زجّ بي إلى هنا دون أن يكون بي علّة أني كنت أحبه أكتر من ذاتي حتى، ذاتي التي لم أكتشف سوى الآن أن كان من المفترض أن أحاول من أجلها هي فقط وأن أحبها، ولكن قد فات الأوان...
وداعًا الآن أيها العالم، حُقِّقَ مبتغاك في التخلص من فتاة بريئة لم يكن لها أيّة ذنب سوى برائتها الغير ملائمة لخبث البشر، وداعًا أيها العالم...

_رسالة وُجِدت على فراش فتاة بالمصحة النفسية قبل أن يجدوها ساقطة أرضًا والدماء حولها دون تنفس أو حركة...
#أَشرقَت_مُحمَّد_فَرَحَات.
_________________________

تمّت بحمد الله.

4/8/2023

نهاية مؤلمة عيطت وأنا بكتبها🥺
I think إنكم فهمتوا حياتها من الرسالة دي، وبردو حابة أعرف رأيكم في السلسلة وفكرتها والسرد وهكذا، متنسوش الڨوت ورأيكم يا حلوين، دُمتم سالمين.

#خِطابات_لن_تصل

🎉 لقد انتهيت من قراءة خطابات لن تصل | نصوص.✔️ 🎉
خطابات لن تصل | نصوص.✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن