الفصل /الرابع عشر
***************
بقلم /إيمان الشربيني
*********
ثارت براكيني وأندفعت نحوهم نزعت يديها من يديه وأمسكت ذراعها بتملك
_ماذا الذي أتي بك الآن ..جئت لتصطاد في الماء العكر !!
قال زياد
_إن كنت أريد ذلك لفعلت قبل أن تأتي خلفها إلي مصر
_إذاً ما الذي أتي بك ؟
_جئت لأجل إبنة عمي التي تحتاجني
تداعت حصون صبري فإقتربت منه بعصبية وأمسكته من تلابيبه فصرخت الفتاتان
_هي لا تحتاج لأحد غيري
نفض يدي عنه وقال
_خالد لا يحق لك هذب من حديثك..لماذا تحدثني وكأنني نداً لك!
_أنت بالفعل كذلك
_ لم أكن يوماً كما تعتقد.. أنا لم أفرض نفسي عليها أبداً ..رجاءً إن كنت حقاً تخاف عليها فالتهدئ أريد أن أتحدث معك لمصلحة فريدة فقط
نظرت إليها وقد بدي عليها الإضطراب فأشفقت عليها حاولت تمالك أعصابي وقولت بصوت جاهدت لإخراجه هادئ
_ حسناً لنتحدث الآن
_أعتذر.. الآن سأجلس مع فريدة قليلاً ثم أعود إلي الفندق
أخرج بطاقة بها أسم الفندق وقال
_غداً إن شاء الله سأنتظرك في أي وقت تريد .
تركتهم علي مضد وخرجت
كنت مطمأن أن أروي ستقوم معه بالواجب كما كانت تفعل معي
مللت من أختبار صبري ومن هذه المحنة
التي هي الأصعب علي الإطلاق في حياتي
لن أحتمل أن أراها مع رجل غيري إحساس تخيُله فقط يثير جنوني أظن أن مصيري الحتمي هو الجنون
تلقيت إتصال عدي وأنا في طريق عودتي
_خالد أمك قلقة عليك تريد أن رؤيتك
هتفت بعصبية
_إياك أن تخبرها أين أنا أقسم إن أخبرتها لأختفي ولن يعرف أحداً طريقي أبداً
_خالد رد علي إتصالاتها علي الأقل
_لن أجيب علي أحد لا أرغب في سماع صوت أي منهم
_كما تشاء إعتني بنفسك رجاءً
قولت ساخراً
_سأعتني بها عندما أجدها
*** ***
عاد إلي صديقي كنت ممتنة بشدة لمجيئة كنت بحاجة للحديث معه تكلمت بأريحية لم أحمل هم الحديث ،
أبدأ من حيث أريد وأنتهي عندما أشعر أني أخرجت كل همومي لكن هذه المرة همي أثقل من أن يحملة زياد فقد سكن صدري وتمكن من خلاياي
_أيتها البائسه تركت رجال العالم كلة ووقعت في عشق أخيكِ
_قدري المحتوم يازياد أن يعتصر قلبي ألما وتبقي روحي معزبة إلي الأبد
_لا تقولي هذا سوف تتعافين الستِ أنتِ من كانت تنصحيني دائما أن أبحث عن الحب
ولا أنظر إلي الوراء
_وهل كانت نصيحتي مجدية !!
كان سؤالي ذات مغذي فهمه جيداً ،
نظر لأروي بغموض وقال
_أظنه كذلك
_فرحت لأجلك لكن أخبرني كيف عرفت بكل ماحدث
رفع حاجبية وأشار إلي أروي
_أخبرتني كل شئ
_تحدثية من ورائي أيتها اللئيمة
ضحكت
_ليس كثيراً يافريدة هو يستغلني فقط ليعلم أخبارك
_زياد هل أخبرت أمي بشئ
_لا أطمئني
بالفعل تسلل إلي إحساس والطمئنينة بوجودة
نمت ليلتي تلك بهدوء كأني لم أنم منذ شهور
*****
أضطررت أن أذهب إليه فهو الوحيد الذي سأطمئن عليها معه ..يا إلهي لا أصدق عقلي كيف أقول ذلك !!
سوف أتنازل قليلاً لأجلها
حالتها النفسية تسوء وانا لا أستطيع أن أقدم لها شئ الآن
رؤيتها تولمني فما بالي بها ،قررت أن أبتعد فهو الحل الوحيد الآن
أبلغته بقراري فقال ساخراً
_وهل هناك حلول أخري !! أنت مجبر علي فعل ذلك شئت أم أبيت
اغاظتني صراحتة ولكن هذه هي الحقيقة المؤلمة
_أنا لا أشعر أنها أختي
_هذا بفعل ما مر عليكم، قريباً ستتقبل الأمر
قولت بثقة رجل يعلم نفسة جيداً
_صدقني لن يحدث
_إذاً أنت الآخر بحاجة لطبيب نفسي
_هذا الشئ لا يخصك
_ما يخص فريدة وأمها التي هي أمك يخصني أيضاً.. خالد والدتك حالتها الصحية خطيرة تحتاج إليك
قولت متحدياً
_ لن تستطيع إجباري علي أن أشعر بشئ لستُ مقتنع به ..خذ فريدة إعتني بها إعرضها علي أفضل طبيب نفسي ولا شأن لك بي
أنهيت حواري وذهبت إلي المنزل الذي كنا فيه معاً أمضيت به عدة أيام وحيداً
نمت في نفس غرفتها علي فراشها
بدأ ضميري يعذبني أني لازلت أفكر بها وأحن إليها وأتخيلها بين ذراعي،
ثم أعود إلي نفسي فتجلدني أني لا أفكر بها كما أريد وتقنعني أنها ملكاً لي ويحق لي أن أفكر بها كيفما أشاء
ما عاد شئ مريح في هذا العالم حتي حديثي مع نفسي
******عدي*****
أضحي القصر ومن فيه كئيباً تبكي أمي ليل نهار علي غياب خالد وأنا بين نارين
أتألم لأجل أمي وخائف من فقد أخي
لا أدري ما هذة اللعنة التي أصابتنا
جلست بجوارها علي الفراش فأمسكت يدي بتوسل
_أين أخوك ياعدي يحترق قلبي علية يابني
_سيأتي عندما يتحسن لا تقلقي
_أنت تراه
أليس كذلك ..قل لي كيف هو ..كيف حالة ؟
دلف أبي للتو وقال
_سيكون بخير يانهال خالد قوي سيتخطي كل شئ
نفضت غطائها وقامت تصرخ به
_ما هذا البرود الذي في قلبك إبني غائب عني منذ شهر وحالتة النفسية سيئة وأنت ماذا فعلت إلي الآن ؟
_رجالي يبحثون عنه في كل مكان
_وعندما تجده ماذا ستفعل؟ كيف سترضية ؟
_سأفعل أي شئ يطلبة
_هل ستزوجة فريدة ؟
صدمني ذلك السؤال كيف تفكر أمي هكذا وهي تعلم كل شئ !!
_ما الذي تقولية ياأمي كيف سيتزوجها؟
_لا تكن قاسي مثل والدك أنا أفكر بما يسعد إبني ويرضية
_أمي كيف لأخ أن يتزوج بأخته !!
_من قال ذلك!! لقد كذب والدك علي فريدة حتي تقطع علاقتها بة
تشوشت أفكاري من كذب علي من وما هي الحقيقة تذكرت أنها لا تعلم أني سمعت كل شئ قررت أن أواجههما !!
_أمي سمعتك بأذني أنتي وأبي تتحدثون عن الطفل الذي أخذه من والدتة وأنتي من قمتي بتربيتة لذلك
أخبرت خالد ومنعتة من الزواج بفريدة
نظرت لأبي بحدة وقالت
_أرأيت ما فعلتة أنانيتك
أقسم لك يارغب إن لم تعيد لي إبني وتصحح ما أفسدتة بكذبتك لن أكون لك زوجة بعد اليوم
وسآخذ أولادي ونتركك للأبد .
_نهال إهدئي لأجل صحتك وأعدك سأفعل ماتريدية
لم استوعب ولم أفهم ما تفكر بة أمي
فأمسكتني من ذراعي وقالت
_أئتني بأخيك الآن
_كيف !؟
صرخت بي
_أنت تعلم أين هو أئتني به الآن قل له أني متعبة وبحاجة إليه ..تصرف ياعدي
أطعت أمرها وانا أشعر أني أصبت بالغباء فجأة
*****فريدة *****
أسبوعين مضوا علي عودتي لم أفارق أمي لحظة مكثت بجوارها أجتث منها كل الحنان
الذي أفتقدتة تلك الرحلة
كنت أفترش ذراعها وأنام كطفل صغير يستمد الطمئنينة من حضن أمه
أقنعني زياد بضرورة الذهاب لطبيب نفسي حتي لا تسوء حالتي النفسية
وفي أول جلسة
تحدث معي الطبيب في مواضيع شتي لم يقتحم حياتي عنوة بل تقرب شيئاً فشيئاً من لب المشكلة
بكيت أكثر مما تحدثت في تلك الجلسة أثقلتني الهموم ولازالت جراحي تنزف ،وما كان ينقصني هو علمي بمرض أمي الذي زاد هموم قلبي أضعاف
تحدثت معه عن حبي لخالد كنت أبتسم أحياناً وأبكي آخري،
لم أستطيع تصوير مدي ألمي والأذي النفسي الذي لحق بي
وصل بطريقتة الخاصة إلي بؤرة الصراع بداخلي (العرافة)
تمسكت بثقة أنها ليست أوهام بل حدثت ورأيتها
حاول إقناعي أن هذه
إدراكات غير واقعية لا يوجد في الواقع مايثبتها
قال
_وهماً صنعتةِ بخيالك لتجدي حلولاً لمشكلاتك وتتفادي آلام نفسية مدمرة
جادلتة
_كيف وانا وأصدقائي رأيناها بالواقع
_عقلك الباطن أستدعي ذكري لقاءك بها ونسج منها قصة وصدقها ، لأنك صدقت في الواقع نبوءتها.
خرجت من الجلسة بنفس مشتتة
قال الطبيب بأني أعاني هلاوس سمعية وبصرية نتيجة ضغوط نفسية قوية
وستزول هذة الهلاوس مع زوال الألم النفسي
اوصاني بأخذ بعض الأدوية المساعدة لتتحسن حالتي
إعتنت بي أمي علي الرغم من أنها من تحتاج إلي هذة العناية دائما كانت هي القلب الكبير الذي يحتويني مهما بلغ به الألم
***خالد ****
ركضت إليها فهي لا تزال أغلي الناس إلي قلبي
ومهما مضي من الوقت ستظل كما هي أمي الحبيبة التي لم تبخل يوماً بحنانها علي
دخلت القصر مسرعاً إلي غرفتها
تباطئت خطواتي عندما رأيتها في الفراش وأبي جالساً علي الأريكة وعدي بجوارها وقف أبي وفتح ذراعيه لي
_مرحباً يا خالد
تجاهلتة ونظرت إلي والدتي ،
تسمرت في مكاني وكل شئ مر أمامي كشريط فيديو رأيت فيه كل الألم والمرارة التي عشتها ،
إختنق صدري كأنما ألقي عليهِ حجر ثقيل للتو ،
قامت أمي وفتحت ذراعيها وحثتني علي التقدم ،
ألقيت بنفسي بين ذراعيها وأنفجرت باكياً
بكل حنان العالم إحتوتني فكيف لا تكون أمي! هل إحساسي كاذب إلي هذا الحد !
ملست علي شعري وقالت
_هدئ من روعك حبيبي أعدك ألا تبكي بعد اليوم؛ إلا يوم أغادر فيه هذا العالم .
قولت وسط بكائي _ اطال الله عمرك يا..
ثم توقفت
_لماذا لم تكمل أنا أمك حبيبي حملتك في بطني تسعة أشهر وربيتك حتي أصبحت رجلاً .
إبتعدت قليلا حتي يتثني لي رؤيتها
فأكدت علي ماسمعتة
_"خالد أنت إبني أنا فريدة ليست أختك" .
نظرت لأمي نظرة الملتاع
_أمي لن أحتمل المزيد من الصدمات .
_لا مزيد من الصدمات حبيبي أنا أقول الحقيقة .
فرحت فرحة الأعمي بإبصاره ،ولكن بقي سؤال محير نظرت لعدي الجالس لا يحرك ساكناً
جلست والدتي بجواره وقالت
_عدي هو أخو فريدة
صمتت قليلاً ثم أكملت
_لم أكن أعلم أن والدة عدي علي قيد الحياة، جائني به راغب وعمره يومان كنت في ذلك الحين حامل فيك ياخالد في شهري السابع، كان طفلاً جميلاً أحببتة وأعتبرتة إبني ،أخفيت عنه ذلك حتي لا يشعر بالفرق بينك وبينه ، أخر والدك تسجيله حتي أنجبتك واستخرج لكما شهادتي ميلادكم في نفس اليوم ،ومع كل هذا لن يغير شئ كوني أمه وهو إبني الذي لا يقل حبي له عن حبي لك يا خالد .
طال صمت عدي مما أقلقنا تقدم أبي نحوه وأنحني أمامة وقال
_سامحني أنني حرمتك من والدتك طول عمرك
تحدث أخيراً وقال
_فالتطلب منها هي السماح هي من أحترق قلبها لسنوات، بعدها أفكر إن كنت سأسامحك أم لا
أما عني فلن يتغير شئ؛ فقط أصبح لدي أم أخري وأخت أحببتها ولم أجد تفسيراً لما كنت أشعر به تجاهها إلا الآن ؛صدقني فرحتي لأجلك أنت وهي أقوي من صدمتي يا خالد.
عانقتة بحرارة
_ ونعم الأخ أنت ياعدي
إستدرت لوالدتي وقبلت رأسها ويدها
فقالت _هيا إذهب لفريدة وفرح قلبها .
نظرت لهم بأسف
_للأسف فريدة في مصر منذ أسبوعين
_إذهب إليها وتزوجا
_ماذا لو رفضت أمها ؟
قال عدي بكبر
_ دع الأمر لأخيها الأكبر
ضحكنا حتي تدخل أبي
_أنا من سيذهب سأصلح ما أفسدتة أولاً
قال عدي _سأذهب لأري والدتي
قالت أمي _سوف نذهب معاً لقد أشتقت لمصر
وحتي أطلب منها الصفح فأنا أيضا بطريقة ما أشتركت فيما حدث وإن كان دون علمي
يتبع....
أنت تقرأ
حوريه في الجحيم
Lãng mạn(أنا لستُ أخيكِ ولن أكون..وإن تظاهرت بذلك وهذا مستحيل ستبقي مشاعري تجاهك كما هي بعيداً كل البعد عن مشاعر الأخوه ) رواية رومانسية إجتماعية بها بعض الخيال تدور أحداثها حول فتاة تدعي فريدة تهرب من عشق زياد إبن عمها إلي فرنسا لتكمل دراستها هناك كان...