ابتسمت شيلي سكوت, فمنذ ان اصبحت مصممة ديكور ، هذا العمل الاخير الذي يعتبر اجمل نجاح لها .
- انه رائع .. رائع جداً .. يا آنسة !
- حقا ؟ هل اعجبك ؟
- طبعا اعجبني .. صرخت سارا ويستون وهي تلتفت نحو خطيبها .. و كانت شيلي قد اعتادت على هذا النوع من المجاملات .
تأملها الرجل طويلاً و اعجب بحيويتها الكبيرة و جبينها العالي الذي يدل على ذكاء و رقه . وكان شعرها الاشقر الذهبي يتوج مجالها وهو يسترسل على كتفيها كالحرير .. يبدو ان دافيد يجدها جميلة جداً وقد يعتبرها اجمل من خطيبته ، لا بد انه يتساءل لماذا هي لا تزال عازبة ؟
- انت مدعوة الى حفل زفافنا .. قالت لها سارا .. سنكون سعيدين بوجودك معنا اليس كذلك ؟
و التفت نحو خطيبها مبتسمة فابدى ديفيد حماسه للفكرة ووافقت شيلي بدون أي تردد وهي فرحة لمشاركة السعادة هذين الخطبين اللطيفين .. كانت مجرد فكرة تلبية هذه الدعوة تخيفها . لانها توقظ في نفسها ذكريات اليمة حول زواجها هي فمنذ ستة اعوام خلت . لا سبعا اعوام الله وحده يعلم كم مر الزمن بصعوبة ! الان استعادت شيلي توازنها .
امتثل وجه زوجها امامها و تذكرت ابتسامته و نظرته الدافئة الحنونة و تذكرت حبهما .. زوجها .. الاسمر كتلك الاغريقيه التي انجبته كما ورث عن والده الانكليزي جماله الكلاسيكي ، بالاضافة لجماله اليوناني . كما ورث عن اجداده اليونان مزاجه المتوقد المحتدم .- يجب ان نذهب الآن . آنسة .. قال ديفيد
- و انا ذاهبة ايضا
- انت على موعد
- نعم .. مع مديري
- اوه ! هو و انت ..
- نحن صديقين لا اكثر .. شرحت لها شيلي ضاحكة .. و ما نتناول العشاء معا .. لنتكلم بالاعمال .
- وهل هو متزوج ؟ سألتها سارا.
- لا انه عازب عنيد ! ثم تناولت حقيبة يدها و اضافت بصوتها العذب .. ستفين و انا لا نحاول ان نعقد علاقتنا بدون جدوى ..
- تقصدين انكما على مستوى الصداقة الافلاطونية ؟
- نعم .. اجابت مبتسمة اعجبها حماس يفيد ودهشته .و الا لما نجحنا بالعمل معاً .
- هذا غريب ! .. قالت سارة وهي ترفع حاجبيها الم يسبق لك ان وقعت في الحب ؟
- في الحب ؟ بلى مرة واحدة او مرتين .
وكانت تفكر ببول حبيبها الاول و الذي اصبحا فيما بعد سبب طلاقها .
- مرتين ؟ وانت لم تجد رجل بحياتك بعد ، اليس كذلك .
لم تجبها شيلي و تمثل وجه زوجها السابق نيك امامها من جديد .
- الى اللقاء آنسة .. سننتظرك في حفل زواجنا .
كان مكتب شيلي يقع في حي بعيد عن ضجيج وسط لندن, للحقيقة لم تكن شيلي تقض فيه القليل من الوقت ، لأنها مضطرة دائما للذهاب الى الورش وكانت تعد الخرائط و تضع النماذج و تراقب عمل العمال الذين يقومون بالتنفيذ .
هذا اليوم كانت شيلي تشعر بكآبة ليس لها أي سبب حقيقي .. و اسعدتها فكرة تناول العشاء مع ستيفين في الريتز .. وستيفن هو الوحيد الذي يعرف تفاصيل فشل زواجها ويعرف حقيقة ما
حصل .
بعد ساعتين في مطعم الرتز تناقشت مع ستيفن بالعمال ثم تحول مجرى الحديث حول نيك و طلاقهما .
- انه الوحيد من الماضي الان .. اجابته شيلي .. لوكان يحبني حقا . لكان استمع الى شروحاتي ...
- يجب ان تعيشي حياتك شيلي .
كان ستيفن في الخامسة و الثلاثين من عمره وسيماً و فظاً قليلاً ، لكنه لم يكن يعلم جيداً ما يكنه لهذه المرأة الشابة التي يطلق عليها اسم (مساعدته رقم واحد) طبعا هي تستحق ان تتعرف على رجل يسعدها ولكن ايرغب هو حقاً بذلك ؟ انها ستكون سعيدة وبدون شك ستتخلى عن عملها و تكرس كل وقتها لعائلتها . فكيف سيتصرف ستفين بدونها ؟ انها حقا موهوبة باختيار الالوان و بحكمها علي مواد الاثاث و انسجة الاقمشة . كما وانه يجب الاعتراف بانه اذا كانت اعمال ستيفن مزدهرة فان جزءاً كبيراً من سمعته يعود للنجاح الذي حققته شيلي لمؤسسته خلال هذه السنوات الاربع الماضية ,تأملها ستيفن و تذكر الفتاة المبتدئة التي وظفها لديه, في تلك الفترة ، كانت شيلي تقاوم لكي تتمكن من تخطي صدمة فشل زواجهما وذلك بإيجاد عمل مهم . ولكن زواج والدتها مرة ثانية و قرارها بالعيش في اسبانيا الي جانب زوجها الجديد لم يكن حلا لمشكلتها ...
أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير: ومرت الغيوم
Romance-لا هذا مستحيل ! .. صرخت شيلي عندما علمت ان باسم زبونها الجديد و قد عهد اليها مديرها بمهمة تجديد ديكور قصر أحلامها . لحساب ... زوجها السابق نيك وايت و خطيبته الحالية ! كم حاولت طيلة هذه السنوات ان تنساه وها هو القدر يضطرها للمواجهة من جديد . حاولت...